المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

العاب الفيديو والمستقبل
12-9-2020
Multivesicular Bodies
2-8-2016
[مصرع أخوة الامام الحسين الكرام يوم الطف]
29-3-2016
تلذذ النفس و تألمها
7-10-2016
التحريف في كتب أهل السنّة
27-11-2014
اعتبار خيارات المديرين بمثابة مصروفات
2023-07-11


نظريات عملية الاتصال  
  
21216   11:55 صباحاً   التاريخ: 28-6-2016
المؤلف : عمر عبد الرحيم نصر الله
الكتاب أو المصدر : مبادئ الاتصال التربوي والانساني
الجزء والصفحة : ص111-119
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 6222
التاريخ: 19-1-2016 2328
التاريخ: 2023-07-10 1013
التاريخ: 2023-11-28 1251

من النظريات التي تتصل بعملية الاتصال سوف نذكر الآتية:

1ـ نظرية التعلم Learning theory :

‏نظرية التعلم في الاساس هي نظرية من نظريات علم النفس التي تناولها العديد من علماء النفس من نواحي عديدة ومتنوعة، وبالرغم من كونها تبحث في عملية التعلم وكيفية حدوثها والشروط التي يتوجب أن تتوفر لكي يحدث التعلم، إلا أن لهذه النظرية علاقة وصلة قوية بنظريات الاتصال الإنساني، الذي يحدث فيه تعلم وتعليم في الوقت نفسه الذي يحدث بأنواع متعددة، ومن خلاله يمكن أن يتوفر لدينا شكل أساسي من نظريات الاتصال. ويجب أن نؤكد هنا أن كل نظرية في علم النفس التعليمي تعطي أهمية كبيرة لعملية الترابط لأنها تعتبر المبدأ الأساسي الذي يقوم عليه الاتصال الفعال.

وعليه فإن العلاقة التي تربط بين المثير والاستجابة‏ stimulus responseتعمل على توفير الوضع الأساسي والمناسب لكل من عملية التعلم وعملية الاتصال والمتتبع هنا إما أن يكون شيئا ماديا أو طبيعيا أو حادثا معينا حصل في البيئة والذي له القدرة على التأثير في عضو الإدراك أو الإحساس الذي يوجد لدى الكائن الحي الإنساني، وفي مثل هذا الوضع سوف تكون الاستجابة على شكل فعل الذي يحدث بصورة مربحة وعلنية، وفي الوقت نفسه يمكن القيام بقياسه. ومما يجدر ذكره هنا أن عملية التعلم التي تقوم في أساسها على حدوث المثير والاستجابة، أو ما يدعى بالمذهب الارتباطي   connectionismالذي اشتهر بين الناس على انه ارتباط شرطي تقليدي (أي عملية ربط بين مثير باستجابة، والتي لم يكن بينها وبين المثير علاقة من قبل وذلك عن طريق عملية التداعي) من النوع الذي قام بعرضه عالم النفس بافلوف pavlove ‏عندما استطاع أن يعلم الكلب أن يسيل لعابه عندما يستجيب لصوت معين الذي له علاقة أو ارتبط بالطعام الذي كان يقدم له. وبعد أن كان لعاب الكلب يسيل من أجل الحصول على الطعام اصبح يسيل لمجرد سماع الصوت الذي كان يسمع مع الطعام.

‏لقد أصبح واضحاً من أعمال علماء النفس التجريبيين أن المعرفة التي لها علاقة بالارتباط الشرطي الكلاسيكي والتي تهتم بالمعالجة عن طريق استخدام الثواب والعقاب، من الممكن أن تؤدى إلى  نتائج تعليمية واضحة بالنسبة للأنواع المعقدة أو الصعبة.

‏وفي هذا المجال أكد معظم الباحثين وأصحاب النظريات في علم النفس على أهمية وجود العناصر المختلفة في عملية التعلم، حيث ركز هل hull في نظرتين على أهمية الحوافز كعنصر من العناصر التي تؤدي إلى المعرفة أما سكنرskinner اهتم بصورة واضحة في عنصر التدعيم أو التعزيز التي تعمل على مضاعفة قوة الاستجابة التي تنتج مباشرة من حدوث مثير معين، وعلى هذا الأساس نستطيع أن نقول بأن العقاب والمكافأة يعتبران وسيلتين من وسائل التدعيم.

ومن الواضح انهما يشتركان في إطار عام للمفاهيم التي يمكن اعتبارها إطارا خاصا لفهم كيفية حدوث الاتصال وعمله. ويجب أن نذكر هنا أن الإطار العام يتضمن الافتراض الذي يقول بأن الكائن الحي يعتبر في علاقة منظمة مع بيئته، وحدوث أي تغير في وضع إحداهما يترتب عليه نتائج متبادلة وتؤدي إلى حدوث استجابات متبادلة.

وعلى هذا الأساس يمكن النظر إلى أي فعل وإدراكه على أنه استجابة لمثير موجود قبل هذا الفعل، ويؤدي إلى حدوث السلوك الذي يمثل استجابة مثل خفض التوتر والعودة إلى حالة التوازن والتي تعتبر حالة طبيعة التي يتواجد فيها الكائن الحي أيضا للنسق الأكبر الذي يتواجد فيه هذا الكائن.

وعليه فإن الاتصال الانساني الذي يحدث بين أفراد المجتمع في المواقف المتعددة ومن هذا المنظور بالذات يعتبر العملية التي تربط الأفراد مع بعضهم البعض ومع البيئة التي يعيشون فيها ويتفاعلون ويتأثرون بما يحدث فيها من أحداث عابرة أو مستقرة مقصودة وغير مقصودة.

ولقد قام نيوكمب newcomb بوصف الأفعال الاتصالية بقوله: إن الأفعال الاتصالية باستطاعتنا أن نحددها على أنها نتائج لتغيرات في العلاقات التي تحدث بين الكائن الحي وبين البيئة التي يتواجد فيها سواء كانت هذه العلاقات فعلية، أي موجودة في الحقيقة، أو متوقع حدوثها بين أطراف عملية الاتصال أو الاثنين معا، وتعتبر هذه الأفعال مميزة حيث إن الأحداث التي ذكرت من الممكن أن تحدث بسب التغيرات التي توجد في إطار العلاقات، التي تحدث بين اثنين أو اكثر من القائمين بالاتصال، أو الأهداف والموضوعات الاتصالية والتي من الممكن إن لم يكن المؤكد أن تؤدي هذه الأفعال الاتصالية إلى تغيرات في إطار العلاقات أو أهداف وموضوعات اتصالهم على اختلافها وتعددها.

‏وهذا يعني أن الاتصال الذي يحدث بين المرسل والمستقبل في موقف توتر معين، فإن تفسير وفهم هذا النوع من الاتصال يحدد بالاعتماد على الوظيفة التي يقوم بها أو المتوقعة والتي هي العمل على خفض التوتر أو إزالته بصورة تامة.

‏وعليه نستطيع أن نقول إن الاتصال له أسبابه، التي يحدث نتيجة لوجودها، فمثلا المعلم يقوم بالاتصال مع طلابه لأنه يجب عليه أن يفعل ذلك، حتى ينقل إليهم المعرفة والعلم ويؤثر على قدراتهم وتطورها وفي الوقت نفسه يعمل على تطوير شخصياتهم، والطلاب يقومون بالاستقبال للأسباب نفسها. كما ان للاتصال آثاره أو تأثيراته وذلك حسب النموذج السلوكي الذي قدمه سكنر والذي عبر عنه (مثير- استجابة) وعلى هذا الأساس تعتبر الأفعال الاتصالية التلقائية العشوائية أمثلة للاستجابات التعبيرية أو الفعالة بالرغم من كون المثير صعب الملاحظة أو لا يمكن ملاحظته، والاتصال من هذا المنطلق أما أن يكون عبارة عن استجابة لمثير سابق أو عبارة عن عدد من المعطيات التي تكون بداية لمجموعة من الروابط من المثير والاستجابة.

‏وعلى هذا الأساس تعتبر عملية الاتصال عملية رد فعل reaction وتظهر الأفعال الاتصالية بصورة واضحة أنها تعبيرية لذا ينظر إليها على أنها ردود أفعال.

وهناك معاني أخرى للاتصال وضعها علماء النفس الذين يرون نظرية الارتباط التي تربط بين المثير والاستجابة، فقد قام ماسلو maslow عالم النفس الاجتماعي بالتمييز بين السلوك التوافقي coping والسلوك التعبيري  expressiveفالأول يملك عملية التفاعل التي تحدث بين الشخصية والعالم ومدى تكيف كل واحد مع الآخر بينما الثاني يمثل ظاهرة متابعة لعملية بناء الشخصية Epiphenomenon‏ (والتي تعتبر ظاهرة ثانوية التي تصاحب ظاهرة أخرى)، وعندما نتحدث عن الاتصال الذي يعتبر موضوعا للتوافق، فإن نموذج المثير والاستجابة يعتبر من النماذج المناسبة لهذا النوع من أنواع الاتصال الذي نتحدث عنه.

‏2- نظرية المعلومات :

‏تقوم وتعتمد هذه النظرية على الأساس الذي يعتبر الاتصال عملية تعمل على معالجة المعلومات التي يقوم بها الإنسان والتي تعتمد على ما يفعله من أفعال أثناء، قيامه بعملية الاتصال، وفي مثل هذا الوضع فإن الاهتمام الأول الذي يبديه الإنسان يكون في تحري ومعرفة كمية المعلومات التي وردت في أية رسالة ترسل، ثم القيام بقياس هذه المعلومات، التي تلعب دورا هاما أو تساعد على إضعاف ما هو مجهول والتقليل من عملية التشجيع، لكي نصل في نهاية الأمر إلى خفض درجة الغموض أو عدم الثقة التي تكون لدى أطراف عملية الاتصال، وبالاعتماد على ما  جاء به فرك  frick‏فان عملية نقل المعلومات هي في أساسها عملية انتقائية و عملية اختيار.

أما بالنسبة للنظرية الرياضية للمعلومات فإنها تقوم بتقديم مدخلا موضوعيا لتحليل النشاط الذي يحدث عن طريق الأجهزة على اختلاف أنواعها وأهدافها، أو يحدث بين أبناء البشر أو الأطر الأخرى وفيما يخص القياس الكمي الموضوعي، فانه يتمثل في نظام الترمز الثقافيbinary coding system القرار الذي يقوم على كلمة واحدة تعني الموافقة أو الرفض.

‏أيضا تسند هذه النظرية على الأساس الذي يقول إنه بالإمكان خفض درجة الغموض في جميع المواضيع أو المسائل غير الواضحة أو المتبعة ومثل هذا الخفض يحدث عن طريق تحويلها إلى  مجموعة من الأسئلة المطلوبة لحل المشكلة هذه الأسئلة تشكل القياس الكمي الضروري الذي يساعد على استخدام هذه النظرية في تحليل عملية الاتصال وما يحدث فيها من مواقف وأبعاد.

‏وبنفس الأسلوب المذكور نستطيع القيام بقياس مضمون الرسالة الاتصالية التي يقوم المرسل بإرسالها إلى المستقبلين ثم قياس سعة وطاقة القنوات الاتصالية بالإضافة إلى فعالية الترميز وعملية الاستقبال التي يقوم بها المستقبل ثم قيامه بفك الرموز التي استعملها المرسل في الرسالة التي قام بإرسالها إلى المستقبلين.

‏واحد اتجاهات هذه النظرية القول والتأكيد على أن الاتصال يعتبر عملية هادفة ومقصودة في معظم المواقف الاتصالية والحالات التعليمية، وهي تهتم بالعمل على تقليل أو خفض درجة الغموض التي من الممكن أن يكون في الرسالة أو الوسيلة المستعملة للاتصال، وهذه الصيغة المحددة تعمل على توجه الملاحظ أو المراقب وتقوده إلى تحديد الموقف الاتصالي تحديدا دقيقا، بالإضافة لكونه يتجه إلى إعطاء هذا التفسير وانتسابه إلى المشاركين في العملية الاتصالية، والصعوبة التي تنشأ هنا كون بعض المواقف الاتصالية كالاتصال المعارض أو الخاص بين الأفراد اتصالا ليس هادفا أو بلا هدف، أو من الممكن أن يؤدي إلى خلق معانٍ جديدة أو غموض جديد، من عملية الاتصال نفسها.

‏وتقوم هذه النظرية على الأساس الذي يقول بأن العلاقة التي تحدث بين المرسل والمستقبل تكون أساسا علاقة ذرائعية أو وسائلية.

3- النظرية التوافقية comgruence theory :

‏إن مقومات نظرية التوازن والتوافق الأساسية تعتبر بسيطة للغاية وتأتي متغيراتها في الأصل من نظرية الجشتالتgestalt . ويعد أقدم شكل من أشكال النظريات التي تتصل أو ترتبط بالاتصال، هو الشكل الذي جاء به هيدر heider والذي يظهر وكأن اثنين من الأشخاص في وضع الذي يحمل كل واحد منهما للآخر اتجاهات متناقضة مثل الحب والكراهية في الوقت نفسه ، أو انهما يحملان هذه الاتجاهات نحو موضوع أو موضوعات أو أشياء أخرى خارجية، في مثل هذا الموضع تكون بعض أشكال العلاقة متوازنة عندما يحب كل واحد منهم الآخر أو يحبا الموضوع الخارجي، من ناحية أخرى فان أنماط العلاقة هذه لا تكون متوازنة (خصوصا عندما يكره واحد منهم الأشياء التي يحبها الآخر) أيضا تفترض هذه النظرية أن يقاوم المشاركين التغير عنما يكون بينهم توافق أو توازن، وعندما لا يكون توازن فإن جميع المحاولات تكون من أجل استعادة هذا التوازن. لأن بدونه لا يمكن حدوث أي نوع من أنواع الاتصال بصورة متكاملة ومجدية. لأن الاتصال يعتبر إجراء أساسيا من أجل الموافقة والانسجام والتناغم، وان التوتر الذي يحدث نتيجة لعدم التناسق والتناغم هو الذي يؤدي إلى  إضعاف الأعمال الاتصالية بالفاعلية المستمرة.

بالإضافة لما ذكر فان نيوكمب newcomb‏ يرى أن الاتصال عبارة عن استجابة أو ردود فعل مكتسب الذي يمكن الفرد من مواجهة التوتر والعمل على إزاحته أو التغلب عليه، وذلك من خلال ما يحدث أثناء القيام بعملية الاتصال بين  أطرافه المختلفة. وبالاعتماد على هذا الرأي فان الاتصال يأتي بصورة مباشرة بعد حدوث الخلل في التوازن النسقي الذي يؤدي إلى اتجاه الاتصال للعمل على إعادة حالة التوازن المطلوبة، وتستمر هذه العملية حتى تصل المعلومات الجديدة التي تؤدي إلى تعكير صفوة، مما يؤدي إلى اختلال التوازن مرة أخرى لذلك يحدث الاتصال من جديد حتى يعود التوازن المطلوب وهكذا.

‏وعليه فإن الاتصال الذي يقوم به الأفراد من أجل الوصول إلى التناسق الداخلي يعتبر بمثابة العامل الأساسي الذي يشكل نمط وطريقة استقبال وتفسير مضمون الاتصال الذي يحدث في المواقف المختلفة وتحمل الرسالة المرسلة فيه معاني ومستويات ذات دلالة خاصة تفهم لدى كل فرد يستقبلها الفهم المميز والمعبر.

وتعتبر نظرية festinger‏ التي تتحدث عن انعدام التناغم أو الانسجام المعرفي بين أطراف عملية الاتصال من أهم وأكثر أنواع الصياغات تطورا بالنسبة لنظرية التوازن ولقد قام الباحث zajonic‏ بتلخيص العناصر الأساسية التي قامت عليها نظرية festinger وهي.

1ـ كل عنصرين من عناصر المعرفة يصبحا في علاقة متنافرة أو غير منسجمة إذا كان خطأ إحداهما مؤكد ويؤدي إلى صحة العنصر الآخر.

2ـ إن عدم الانسجام (والذي يؤدي في العادة إلى عدم الراحة النفسية) يعمل على دفع الانسان وتحفيزه على بذل المجهود والمحاولة من أجل خفض حالة التنافر وعدم التناغم إلى أن يصل في نهاية الأمر إلى الانسجام والتوافق.

3ـ زيادة على المحاولات التي يقوم بها الفرد لخفض حالة عدم التناغم الخاص الذي يحدث له، فإنه سوف يعمل بشكل جدي ايجابي وفعال على تجنب.

المواقف والمعلومات التي من الممكن أن تؤدي إلى زيادة هذا التنافر والتباعد وعدم التناغم.

وهذه النظرية في جوهرها تقوم على عدد من المضامين والمعاني التي لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بعملية الاتصال وبما أن الاتصال يعتبر الطريق الرئيسي الذي من خلاله تتم للافراد المحافظة على التوازن في البيئة، والقيام بالبحث عنه في حالة اختلاله والعمل على إعادته إلى  ما كان عليه فإن هذه النظرية تضع بعض الشروط التي لها علاقة بالدافع الخاص بإرسال واستقبال الرسائل على اختلاف مضمونها، والنمط الذي يشكل السلوك الذي يصدر عن الأفراد  أثناء القيام بالاتصال، كما أن هذه النظرية تتحدث عن إمكانية بحث الأفراد عن المعلومات التي تعمل على تأكيد أو تعزيز اتجاهاتهم ورؤية كل واحد منهم لهذا العام.

‏وبأسلوب وطريقة مشابهة نستطيع أن نقول إن هذه النظرية ترى أن الأفراد أثناء قيامهم بالاتصال مؤكد انهم سوف يبتعدون عن المعلومات التي من الممكن أن تزيد من حالة التنافر وعدم التناغم أو الانسجام بينهم. لان الأفراد على اختلاف شخصياتهم مؤكد أنهم سوف يقومون بتفسير المعلومات التي تصل إليهم بطريقة انتقائية أو اختيارية وذلك بما يتفق مع البيئة القائمة لآرائهم وعلى هذا الأساس فأن الأفراد الذين يقومون بالاتصال يمكنهم القيام بتنظيم المعلومات الجديدة التي تصل إليهم.

أيضا نستطيع أن نقول في هذا المجال أن أفراد المجتمع مؤكد أنهم سوف يكونون عرضة لاستقبال الاتصال من الجوانب التي يربطهم بها علاقة معينة، مما يؤدي إلى ظهور استخدام هذه النظرية الخاصة لأول مرة عن طريق السلوك الاتصالي وبصورة واضحة أثناء القيام بدراسة تأثير الاتصال على الاتجاهات الموجودة لدى الفرد.

والاتصال الذي نتحدث عنه يعتبر العملية التي تساعد على تطوير نمط معين من الاعتماد المتبادل الذي يمكن اعتباره نتيجة مباشرة لعملية التعرض للضغوط الخارجية أو الموجودة مسبقا، من ناحية أخرى ترى هذه النظرية أن دور العلاقة الاتصالية هو دور ثانوي، وأن هذه العلاقة غير مستقلة بل تشكلها وتأثر عليها ظروف أخرى، وبالرغم من ذلك فإن شكل هذه العلاقات ومضمونها والتوجهات التي تربط بين أفراد المجتمع تعتبر نتائج للسلوك الاتصالي كما يظهر في الجوانب المختلفة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.