المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



حقوق الجار  
  
4808   01:08 صباحاً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : الإسلام وحقوق الانسان
الجزء والصفحة : ص155-160
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2016 2223
التاريخ: 25-7-2018 1956
التاريخ: 21-11-2016 2322
التاريخ: 11/10/2022 1248

تبنى الإسلام بصورة ايجابية جميع ألوان الترابط الاجتماعي ليكون المسلمون يداً واحدة على من سواهم، ومن بين القضايا الاجتماعية التي تبناها الإسلام (الجوار)، فرصد له أروع الأحكام التي تجمع المتجاورين على صعيد المحبة والألفة.

إن صلاح الجوار يرتبط ارتباطا وثيقا بتماسك المجتمع ووحدته، وهو من أهم الأهداف التي ينشدها الإسلام، وقد عرض الكتاب والسنة الى أهمية الجوار، وهذه نماذج منهما :

ــ في رحاب القرآن الكريم :

أوصى الكتاب العظيم برعاية الجار والإحسان اليه.

قال تعالى:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا }[النساء: 36].

حكت الآية ما أوصى الله به عباده من عبادته والإيمان به، والإحسان للوالدين وبذي القربى  واليتامى والمساكين والجار القريب والجار البعيد، فقد قرنهم تعالى بعبادته لرعاية الربط الاجتماعي بين المسلمين وعقد أواصر المحبة والأخوة بينهم.

ـ الاحاديث الشريفة :

وتظافرت الأخبار عن النبي (صلى الله عليه واله) وعن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) برعاية الجار والإحسان اليه، وهذه طائفة من أحاديثهم :

1ـ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (حسن الجوار يمعر الديار، وينسئ في الأعمار)(1).

2- قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع، وما من أهل قرية يبيت فيهم جائع فينظر الله اليهم يوم القيامة)(2).

3- قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه)(3).

4- قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (إن يعقوب لما ذهب منه بنيامين نادى  : يا رب، اما ترحمني؟ اذهبت عيني، واذهبت ابني.

فأوحى الله تبارك وتعالى اليه : لو أمتهما لاحييتهما لك حتى أجمع بينك وبينهما ، ولكن تذكر الشاة التي ذبحتها وشويتها واكلت وفلان وفلان الى جانبك صائم لم تنله منها شيئا)(4).

أرأيتم مدى اهتمام النبي والأئمة من أهل بيته بالجار ولزوم الإحسان اليه. قال الإمام زين العابدين (عليه السلام).

(وأما حق الجار : فحفظه غائبا، و اكرامه شاهدا، ونصرته ومعونته في الحالين جميعا، لا تتبع له عورة، ولا تبحث له عن سوءة لتعرفها، فان عرفتها منه عن غير ارادة منك ولا تكلف، كنت لما علمت حصنا حصينا، وسترا ستيرا، لو بحثت الاسنة عنه ضميرا لم تتصل اليه لانطوائه عليه، لا تستمع عليه من حيث لا يعلم. ولا تسلمه عند شديدة، ولا تحسده عند نعمة، تقيل عثرته، وتغفر زلته، ولا تدخر حلمك عنه اذا جهل عليك، ولا تخرج أن تكون سلما له. ترد عنه لسان الشتيمة، وتبطل فيه كيد حامل النصيحة، وتعاشره معاشرة كريمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله)

 (5).

ـ دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) لجيرانه :

من سموّ أخلاق الإمام زين العابدين (عليه السلام) دعاؤه لجيرانه. قال (عليه السلام) : (اللهم صل على محمد وآله، وتولني في جيراني وموالي العارفين بحقنا، والمنابذين لاعدائنا بافضل ولايتك، ووفقهم لإقامة سنتك، والأخذ بمحاسن ادبك في ارفاق ضعيفهم، وسد خلتهم، وعيادة مريضهم، وهداية مسترشدهم، ومناصحة مستشيرهم، وتعهد قادمهم، وكتمان أسرارهم، وستر عوراتهم، ونصرة مظلومهم، وحسن مواساتهم بالماعون، والعود عليهم بالجدة والافضال، واعطاء ما يجب لهم قبل السؤال.

واجعلني اللهم اجزي بالإحسان مُسيئهم، وأعرض بالتجاوز عن ظالمهم، واستعمل حسن الظن في كافتهم، وأتولى بالبر عامتهم واغض بصري عنهم عفة، والين جانبي لهم تواضعا، وارق على أهل البلاء منهم رحمة، واسر لهم بالغيب مودة، واحب بقاء النعمة عندهم نصحا، واوجب لهم ما اوجب لحامتي، و ارعى لهم ما ارعى لخاصتي.

اللهم صل على محمد واله وارزقني مثل ذلك منهم، واجعل لي أوفى الحظوظ فيما عندهم، وزدهم بصيرة في حقي ومعرفة بفضلي، حتى يسعدوا بي واسعد بهم، آمين رب العالمين)(6).

هذه نفحات من أخلاق النبوة، وشذرات من أخلاق الإمامة التي أرادها الله تعالى ان تلي امور المسلمين وتسعد بحكمهم العامة والخاصة، ولكن من المؤسف ان القوى الجاهلية ازالتهم عن مراتبهم وابعدتهم عن مناصبهم.

إن هذا الإمام الملهم العظيم الذي هو ملء فم الدنيا في مثله وتجرده عن جميع النزعات المادية، انه مفخرة الإسلام ومن معاجزه، أرأيتم هذه الأخلاق التي يعجز عن تحديدها ووصفها البيان، فقد أكد في تعاليمه على الإحسان للجار والبر به.

ـ جار الإمام الصادق (عليه السلام) :

كان جار للإمام الصادق (عليه السلام) بالمدينة، فالمت به حاجة، فعرض داره للبيع، فسامها بضعف قيمتها، فقيل له في ذلك، فقال : نصف الثمن للدار والنصف الآخر لجوار الإمام الصادق (عليه السلام)؛ لأنه ليس له نظير في الأرض في معروفه وإحسانه، وبلغ ذلك الإمام (عليه السلام) فأوصله بما يحتاجه ورفع ضرورته.

ـ قصة غريبة :

وهي معاكسة لجار الإمام الصادق (عليه السلام)، وهي ان شخصا كان حاقدا على جاره ويتمنى هلاكه والوقيعة به، فاشترى عبدا وبالغ في الإحسان اليه، وطلب منه ان يذبحه على سطح جاره حتى يبتلي بدمه، وفعلا تسلقا سطح جاره وشرع العبد في ذبحه، فسمع جاره الحركة، فاسرع الى سطح داره فرأى العبد جاثما على جاره يذبحه، فألقى عليه القبض وسلمه إلى السلطة، واعترف العبد بما عهد اليه سيده، فعفت عنه، وذهب دم سيده هدرا، وهكذا يؤدي الحمق الى مثل هذه الأفعال المنكرة.

ـ الجوار في الغرب :

اما الروابط الاجتماعية في الغرب فقد انعدمت بين افراد الاسرة فضلا عن الجوار، لا مودة ولا صلة للجار مع جاره، فقد انصرف الكثيرون منهم الى اللهو والدعارة والمجون، واذا بلغوا سن الشيخوخة اتخذوا الكلاب اخداناً لهم، واذا وافتهم المنية تقوم البلدية بمواراتهم لا يحضرهم القريب منهم فضلا عن الجار.

فهل هذا التسيب من الحضارة التي يفخرون بها، ان الحضارة الحقيقية التي ينعم بها الإنسان لا وجود لها الا في ظل الإسلام لا في دول الغرب التي تهالكت على غزو الشعوب ونهب ثرواتها الاقتصادية(7).

___________________

1ـ أصول الكافي : 2/667، الحديث 10.

2- أصول الكافي – كتاب العشرة : 2/668، الحديث 14. وسائل الشيعة : 12/129.

3- شرح نهج البلاغة : 17/8.

4- أصول الكافي – كتاب العشرة : 2/666، الحديث 4. الوافي : 3/97.

5- رسالة الحقوق : 2/155.

6- الصحيفة السجادية : 131.

7ـ الإسلام منهج مشرق للحياة : 156 – 157.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.