أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-5-2016
6878
التاريخ: 21-3-2017
4416
التاريخ: 13-1-2019
3886
التاريخ: 21-6-2018
7277
|
يختلف الخطأ الطبي عن غيره من الاخطاء بسبب ماله من تأثير مباشر على حياة الانسان وصحته التي هي من اغلى الاشياء في وجوده، وهي لذلك اولى بالرعاية والعناية والاحترام من غيرها ، فالعمل الطبي يحتفظ بخصوصية استثنائية ويتسـم بأهمية بالغة تتمركز بالاخص في تحديده وتمييزة من سواه من الاخطاء التي يرتكبها اصحاب المهن الاخرى . والواقع ان رسم خط فاصل بين اخطاء اصحاب المهن المختلفـة من محام ومهندس وصيدلاني ومقاول وما الى ذلك انما يستعصـي او يصعب او يـدق لمـا بيـن تلك المهن من عديد اوجه الشبه او اوجه الاختلاف او مـن اوجــه التداخـل والتـلابس التـي قـد لا تظهر بمجـرد بـذل جهـد معتـاد ، ولكن ايا ما كان الامـر فأن مما يبدو صفة غالبة فـي الخطـأ الطبـي هـو ان التعويض عنــه يمتد ليشمل الضرر المعنـوي وهو الاذى الذي يصيب الشخص في شعـوره وعاطفته جراء فقد عزيز او مساس بالكرامـة او السمعة وبالمركز الاجتماعي او الشرف والعـرض والاعتبار او تقييد للحرية بالحبس دون وجه حق(1). وقــد صدرت تشريعات عديدة ، لتحديد من يؤذيه فقـد عزيز او عجزه او مصابـه بالقريب مـن هذه الدرجة من القربى او تلك كالاباء والابناء والزوجة ، وهذا توجه غير صائب فلرب صديق صـادق وفيّ يتأثر لفقـد صديقـه اكثر من ذوي قربى ذلك الفقيد الصديق بل رب شخص من غير الاقربـاء او الاصدقاء يصـاب بألم او اذى شديـد لمصاب شخص معين ، ولئن كان الضرر المعنوي لا يمس مصلحـة ماديـة فأن ثمة ضرراً يصيب الانسان في الجسم والاحساس في آن معاً فالجرح اذا اصـاب الوجـه مثلاً ، وتـرك تشويها او ندبة لا تزول فهنا لابـد من تعويض يشمل الضرر المـادي والضرر المعنـوي ، ومـن هنـا كـان ثمـة مـن يقول بان الضـرر المعنـوي يصيب الجسم كالالام الناجمة عن الجروح والتشويه فضلاً عمـا يصيب الشرف والاعتبار والعاطفة والسمعة(2). ويجدر بالإشارة هنا ان الخطأ الطبي لو تسبب عنه مـوت المـريض لترتب على ذلك حقان : حق في التعويض عن الضرر المادي ، وحق في التعويض عن الضرر المعنوي (او الادبي) ، ويستحق التعويض الاول من كـان لـه علـى المتوفـى حـق النفقة او من كان المتوفى يتولى اعالته ، كالابنـاء والزوجـة ونحوهـم ، امـا التعويض الثانـي فقد يكون عما حل بالمتوفى من موت ، ولا يستحقـه الورثة الا اذا تحدد بطريق الاتفاق او القضاء وقد يكون عما حـل بـذوي الميت من ضرر في العاطفة والشعـور ولا يستحقــه الا زوج المتوفـى ومـن يعينهم القضـاء مـن افـراد اسرته الاقربين(3) .واذا كان هذا هو شان الخطأ الطبي في الغالب ، فان الاضرار الناتجة عن الاخطاء الاخرى تشتمل على التعويض المادي كقاعـدة عامة وذلك لانه يصيب مصلحة مالية للمضرور ، فضـلا عـن ان الضرر الناشئ عـن الخطأ الطبي لا يمكـن تقديره او اشتراطه في العقد بل يقدره الخبراء الـذين ينتد بهـم القاضـي لتقديره ، بينما الاضرار الاخرى يجوز تقديرها والنص عليها في العقد. ومن جانب اخر فان الاخطاء تخضع للقواعد العامة من اثبات خطأ وضرر وعلاقة سببية بين الخطأ والضرر ، بينما يقوم الخطأ الطبي احيانا على خطأ مفترض يتعين على الطبيب نفيه اذا اراد الافلات مـن المسؤولية كما في حالـة تفـويت الفرصة في الشفاء او الحياة ، او على الخطأ القائـم علـى فكرة تحمل التبعة وهنا يتعين على الطبيب ان يعوض عنه ولو لم يصدر خطأ من جانبه(4).
________________________________
- د-جاسم العبودي – مصادر الالتزام –المرجع السابق ، ص112وص128.
2- د.عبد الرزاق السنهوري –الوسيط في شرح القانون المدني الجديد –مصادر الالتزام –مطبعة جرينبرج القاهرة –1952 فقرة 577 –ص864.
3- د.جاسم العبودي ، مصادر الالتزام –المرجع السابق –ص128.
4- د. اسعد عبيد عزيز –المرجع السابق =ص287.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|