هورمون الثايروكسين (Thyroxine T4)

في عام (1919) تمكن العالم كيندال (Kendal) عزل مركب بلوري في تركيبه كمية كبيرة من اليود تتجاوز نسبة (60%) وقد أطلق على هذا المركب اسم الثايروكسين – (Thyroxine T4) T4 وبعد فترة من الزمن تم التعرف على مشتقات يوديه اخرى تتواجد في الغدة الدرقية، ومن أهم هذه المشتقات : هورمون ثلاثي يودوثايرونين (Tri-iodothyronine) وقد وجدت ان نسبة هذا المركب أعلى من مركب الثايروكسين، كما انه أكثر فعالية منه. ان عملية تكوين هذا المعقدات الهورمونية تتم داخل الغدة الدرقية، بعد استثمار اليود الموجود فيها وتحويله على شكل أيون اليوديد واضافته الى حلقة الفينول الموجودة في تركيب الحامض الاميني التايروسين (Tyrosine). وتتم هذه العملية بمساعدة أنزيم خاص يوجد في نسيج الغدة الدرقية يسيمى : أيودوبيروكسيديز (Iodo-peroxidase) وبالإمكان تلخيص هذه التفاعلات الهادفة الى تحضير هذه المعقدات وعلى النحو التالي :

ان هورمونات الغدة الدرقية لها القدرة على تنشيط التفاعلات الخلوية في الاعضاء والانسجة داخل الجسم، ويلاحظ ذلك من خلال زيادة معدلات الايوض الأساسية واستهلاك الاوكسجين وزيادة النمو، لذلك فإن اي خلل يطرأ على هذه الغدة سوف ينعكس بالسلب على مجمل العمليات الحيوية وبالتالي يصاب الإنسان بالعديد من الامراض. فإذا نقصت فعالية هذه الغدة في مراحل مبكرة من سن الطفولة، يلاحظ تقزم الجسم وبطء في النمو، حيث يظل الاشخاص المصابين. يمثل هذا الخلل قصار القامة وضعيفي البنية حتى بعد تجاوز سن البلوغ، وعلاوة على ذلك يتأثر سلوك الشخص فكرياً.

وقد ينتهي الأمر عادة بالاصابة بالبلادة وضعف التفكير. ومن مظاهر النقص في فعالية الغدة الدرقية تضخمها بشكل كبير (Endemic goiter) وكل هذه المظاهر التي تطرأ على الإنسان سببها نقص اليود فيما يتناوله من غذاء ولأجل التخلص من هذه المظاهر علينا الاهتمام بالغذاء بحيث يكون ما يصل الينا من اليود من خلالها كافياً لتصنيع الهورمونات الدرقية ومنها الثايروكسين. ومن جانب آخر فإن زيادة هذه الغدة يؤدي الى انتاج كميات كبيرة من هورمون الثايروكسين مما يؤدي الى زيادة في معدلات سرعة الايوض للمواد. وزيادة في سرعة النبض وارتفاع قابليته الاثارة، مكا يصاحب هذه الحالة نقص في الوزن وجحوظ العينين، ونتيجة لهذه الزيادة في فعالية الغدة يصاب الإنسان بمرض تتضخم فيه الغدة الدرقية ويسيمى هذا المرض (Thyrotoxicosis).