من البديهي أنه إذا كان طرف الحديث الأول هو المحرر الذي يقوم بإجرائه فإن طرفه الثاني هو المتحدث نفسه او الشخصية أو مجموعة المتحدثين، أي ذلك الشخص الذي يتوجه إليه المحرر بالسؤال أو مجموعة الأسئلة، لذلك فإن من البديهي أيضاً أن أسئلة الحديث التي تطرح خلال إجراء المقابلة هي ذات أهمية أيضاً لهذ الطرف، كما أن لها دورها ووظيفتها من هذه الزاوية أيضاً، وتمثل الوجه الآخر للدور السابق من ناحية المحرر، ويتضمن هذا الدور:

- تحديد ما يراد الاستفسار عنه وطرحه ومناقشته من موضوعات.

- حصر هذه الموضوعات وتركيزها والعمل على عدم تشتتها مما يسفر عن تشتت الإجابات.

- مساعدة الشخصية في فهم الأسئلة والتعمق فيها والإجابة عليها جميعها وتذكرها.

- توضيح ما يريده القراء من هذه الشخصية على وجه التحديد.

- تقسيم موضوع الحديث إلى نقاط أهمية وموضوعات متفرقة ومن ثم سهولة تقديم الإجابات عليها.

- ترتيب جوانب الأهمية في موضوع الحديث موضوعاً  بعد آخر أو نقطة بعد أخرى.

- إعطاء الشخصية أو الشخصيات الفرصة للتفكير والتوقف عند كل سؤال والبحث عن الإجابة المثالية.

- إن بعضها يقدم معاونة كبيرة للشخصية، أما على سبيل اعتباره مفاتيح للحديث كله، أو لبعض الإجابات، أو لكسر حدة جفاف بعض الموضوعات

- تحدد بدقة وفي وضوح- إذا أحسن صياغتها- نوع الإجابات المطلوبة ونوعية الحديث المطلوب أيضاً وهل يراد التركيز على الأخبار أو الآراء أو هما معا؟ .الخ.

- تعطي الشخصية فرصة الفصل بين الأفكار والقضايا المختلفة تبعاً لترتيبها ونظامها.

- تقدم للمتحدث فرصة التوقف والراحة والتقاط أنفاسه من سؤال لآخر، والاستعداد لسؤال جديد.

- تساعد في التوقف عند سؤال محسد إذا حدث وقطعت المقابلة لسبب من الأسباب، حيث تسهل العودة إليها مرة أخرى.

- كذلك تقدم الأسئلة فائدة لهؤلاء الذين يطلبونها دائماً مكتوبة، أما للعودة إلى الآخرين بشأنها آو لأنهم يريدون أن يأخذوا لفرصة الكاملة للتفكير والإعداد والعودة إلى بعض الكتب أو البيانات آو الإحصائيات. الخ، لأن وقتهم الضيق لا يسمح بالمقابلة، أو لأنهم يريدون الأسئلة مكتوبة لكي يقوموا بالإجابة عليها إجابة مكتوبة أيضاً للحيلولة دون تشويه أو تحريف ما يقدمونه.