المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



ولاة أمير المؤمنين علي على البحرين  
  
5797   02:18 مساءاً   التاريخ: 29-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج10 ، ص89-92.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-21 2230
التاريخ: 7-01-2015 3369
التاريخ: 2-02-2015 3221
التاريخ: 1-5-2016 4379

استعمل الإمام (عليه السلام) على البحرين عمر بن أبي سلمة المخزومي ربيب رسول الله (صلى الله عليه واله) امّه أمّ المؤمنين السيّدة أمّ سلمة يكنّى أبا جعفر ولد في السنة الثانية من الهجرة بأرض الحبشة وكان على جانب كبير من الإخلاص والولاء للإمام (عليه السلام) وقد أرسلته امّه لمساعدة الإمام (عليه السلام) في حرب الجمل وقد بعثت معه رسالة إلى الإمام (عليه السلام) جاء فيها : لو لا أنّ الجهاد موضوع عن النساء لجئت فجاهدت بين يديك هذا ابني عديل النفس فاستوص به خيرا يا أمير المؤمنين! وشهد معه حرب الجمل توفّي بالمدينة أيام عبد الملك بن مروان سنة 83ه‍ ؛ وقد عزله الإمام (عليه السلام) عن ولاية البحرين وكتب إليه هذه الرسالة : أمّا بعد فإنّي قد ولّيت نعمان بن عجلان الزّرقيّ على البحرين ونزعت يدك بلا ذمّ لك ولا تثريب عليك ؛ فلقد أحسنت الولاية وأدّيت الأمانة فأقبل غير ظنين ولا ملوم ولا متّهم ولا مأثوم فقد أردت المسير إلى ظلمة أهل الشّام وأحببت أن تشهد معي فإنّك ممّن أستظهر به على جهاد العدوّ وإقامة عمود الدّين إن شاء الله .

وحكت هذه الرسالة توثيق الإمام لعمر وقيامه بإدارة البلاد بأحسن ما يرام وأنّه إنّما عزله ليستعين بآرائه في محاربة معاوية.

وكان النعمان بن عجلان من سادات الأنصار وكان لسانهم وشاعرهم وهو القائل يوم السقيفة في تمجيد الأنصار وذكر الخلافة بعد النبي :

فقل لقريش نحن أصحاب مكّة         ويوم حنين والفوارس في بدر

وأصحاب احد والنّضير وخيبر       ونحن رجعنا من قريظة بالذّكر

ويوم بأرض الشّام إذ قتل جعفر       وزيد وعبد الله في علق نجري

وفي كلّ يوم ينكر الكلب أهله               نطاعن فيه بالمثقّفة السّمر

نصرنا وآوينا النّبيّ ولم نخف      صروف اللّيالي والعظيم من الأمر

وقلنا لقوم هاجروا قبل : مرحبا        وأهلا وسهلا قد أمنتم من الفقر

نقاسمكم أموالنا وبيوتنا              كقسمة أيسار الجزور على الشّطر

ونكفيكم الأمر الّذي تكرهونه             وكنّا اناسا نذهب العسر باليسر

وقلتم : حرام نصب سعد ونصبكم         عتيق بن عثمان حلال أبا بكر؟!

وكان هوانا في عليّ وإنّه           لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري

وصيّ النّبيّ المصطفى وابن عمّه           وقاتل فرسان الضّلالة والكفر

وحكت هذه اللوحة كثيرا من الأحداث التاريخية والتي منها جهاد الأنصار ومساهمتهم في بناء الإسلام وقيامهم بإعانة الفقراء من المهاجرين فقد شاطروهم بأموالهم ومنازلهم وهذا من عظيم المواساة كما حكت هذه الأبيات ما قاله المهاجرون في سعد بن عبادة زعيم الأنصار أنّه لا يصلح للخلافة وأنّها حرام عليه واستعملوا أبا بكر وصرفوا الأمر عن وصيّ النبيّ وابن عمّه والمجاهد الأوّل في الإسلام الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وعلى أي حال فقد استعمل الإمام على البحرين النعمان فجعل يهب الأموال الكثيرة إلى اسرته وفيه يقول أبو الأسود الدؤلي :

أرى فتنة قد ألهت النّاس عنكم             فندلا زريق المال ندل الثّعالب

فإنّ ابن عجلان الّذي قد علمتم                  يبدّد مال الله فعل المناهب

ولمّا علم الإمام (عليه السلام) ذلك عزله وولّى منهزما إلى معاوية .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.