المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

امتصاص النيوترونات Adsorption of Neutrons
2024-06-26
Francis Dominic Murnaghan
14-7-2017
إنشاء الميناء- مرحلة البناء والإعداد
8-8-2022
مشاكل الولادة في ابقار اللحم
18-5-2016
التمسّك بالعام قبل الفحص عن المخصّص
28-8-2016
سعد الدين عبد العزيز بن نحرير
22-8-2016


الام والطفل والعم (زوج الام)  
  
2921   10:02 صباحاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص327-330
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

ـ انتخاب الزوج :

الآن انتِ وابنكِ، أو ابناؤك، وقد قررت ان يدخل حياتك، وبعبارة اصح، ان يدخل في حياة ابنك شخص آخر، هو زوجك الجديد، فلا بد من الانتباه الى هذا الامر وهذه القضية، من حيث انها قضية مهمة ومصيرية. النظرة السطحية في الزواج، دون النظر الى العواقب والمسؤولية المترتبة عليه تعد بذاتها من العوامل المقلقة، والتي يمكن ان تسبب اختلافك مع زوجك، وتسبب الألم لأبنائك. يجب ان تؤخذ الظروف الحياتية وقضية الطفل بعين الاعتبار عند اختيار الزوج، والاساس في الزواج هو اختيار زوج مؤمن، وملتزم ومحب للإسلام، ووفي للشهداء ودمائهم، وعنده إحساس بالمسؤولية امام الله تعالى والشهداء، ومحب للعمل في سبيل الاسلام، ومحب لتطوره وعظمته، والأهم من ذلك كله ان يكون مريداً ومحباً للجهاد والشهادة في سبيل الله تعالى.

ـ التفكير بالطفل :

اسعي عند اختيار الزوج وظروف الزواج بحيث يحصل توافق مع الطفل، لا نريد ان نقول: تناسي نفسك في هذا المجال، وركزي كل اهتمامك على الطفل فقط، ولكن ما نقوله: هو ان شأن الامهات وعاطفتهن، هو غض الطرف عن مصالحهن الضيقة لأجل الطفل؛ وإذا لم يكن لديك مجال لهذا الايثار فعلى الاقل لا تنسي ذلك نهائياً، ولا تحصلي انت على مرادك وغايتك على حساب ان يفتقد الطفل الملجأ والمأوى الذي يحبه.

اتفقي مع الزوج حول الطفل وأمر رعايته، واذا كان الزوج مستعداً، قربة الى الله تعالى وبكل شوق، وليس من باب الترحم، إذ كان راضياً ان يحصل على فخر ابوته فتزوجيه، وإلا فإن مصلحتك ومصلحة طفلك توجب ان تغضي الطرف عن هذا الامر، فهناك اشخاص آخرون مستعدون لمعاهدتك ومرافقتك في الطريق الصحيح للأمر، احترمي مشاعر الطفل، واختاري شخصاً مستعداً لقبول الطفل والتضحية في سبيله، يمكن ان يعتبر الطفل الزوج شخصاً اجنبياً وغريباً، ولكن الزوج هو الذي يجب عليه ان يبعد ذلك التصور والظن عن الطفل بأسلوب ومنهج اخلاقي سامِ، وأن يتفاعل مع الطفل بحنان ومودة وأنس.

ـ جهود الام لإيجاد التفاهم :

أجل، إذا لم تمهد جوانب التفاهم للطفل، فإنه سيعتبر العم (زوج الام) شخصاً غريباً واجنبياً، على الام في هذا المجال ان تتولى القيام بواجبها المهم في هذا المجال، وكما يقال ان تخلق حالة من الاتفاق والتفاهم بين الطفل والعم (زوج الام). ولهذا السبب، من المهم جداً قبل الزفاف وبعد العقد الشرعي وفي مدة اسابيع عديدة، أن يحصل نوع من التعارف والتفاهم والمصالحة بين الطفل والزوج تدريجياً، لدرجة إقناع الزوج بالقيام بملاطفة الطفل وحمايته، والدفاع عنه، ومؤانسته، واكتساب مودته وثقته، وأن يخلق لديه الاحساس بأنه شريك له في افراحه ومسراته وهمومه.

قبل الانتقال الى مرحلة الزواج، من الضروري بين الحين والآخر ان تسافري مع زوجك وطفلك في رحلة او نزهة الى مكان جميل، لذا اشركي الطفل في هذا البرنامج، واقنعي زوجك على الاستماع لحديث طفلك بكل شوق واهتمام، وان يتقبله وأن يشجعه امام الآخرين. وأن يهيئ له هدية، وبعض الالعاب او بعض المأكولات، وأن يحتضنه، وأن يقبله، فإن قبلات الزوج لطفلك تمهد الطريق للتفاهم والانس.

ـ موقف الزوج :

تقع على عاتق الزوج فيما يتعلق بالطفل وظيفتان اساسيتان:

الاولى : هي وظيفته وواجبه من الناحية الاسلامية والاخلاقية والانسانية.

والثانية : هي ما يتعلق بالحياة والوضع الجديد.

في الحالة الاولى يجب ان نقول: يجب عليك الاحسان لليتيم وحبه والرأفة به، فقد قال امير المؤمنين (عليه السلام) :ـ (ارحموا عزيزاً ذل، وغنياً افتقر)، وقال (عليه السلام) ايضاً:ـ (الله، الله! في الايتام، فلا تُغبوا افواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم) (نهج البلاغة، من وصية له للحسنين بعدما ضربه ابن ملجم لعنه الله) فلا ترخص عليك دموع اليتيم، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:ـ (إن اليتيم إذا بكى اهتز العرش) وفي قول آخر:ـ ( إذا بكى اليتم اهتز لبكائه عرش الرحمن) فأنت باعتبارك زوجاً لأمه لا تؤلم قلبه.

اما الحالة الثانية: فمن الضروري ان تبنى الحياة وآفاقها بشكل مناسب، بحيث تهيئ له اسباب النمو والنضج في هذه الاسرة، ولتنجح في هذا الامر عليك ان تكون له اباً واقعياً وحقيقياً، فتتفاعل وتتفاهم وتأنس به، وفّر له اسباب السرور والفرح من جميع الجهات.

ـ في حالة التعلل والمعاندة :

يحتمل ان لا يكون الطفل راضياً عن هذا الوضع، فيتصرف معك بطريقة غير صحيحة، لا تهتمي بتعلله، وسوء تصرفه، ولا تتألمي من ذلك، لأنه طفل يتيم ومتألم لفقدان ابيه، ويريد بهذا الاسلوب تخفيف آلامه، إن إصرارك، أو ضغطك، او تشددك، او عدم اكتراثك بالطفل، او عنادك او تعللك في مقابله ليس فقط لا يُحَسّن وضعه وحسب، بل سوف يزيد وضعه من سيء الى اسوأ، وهذا العمل ينزل من مقامك ومنزلتك الى منزلة طفل صغير بدلاً عن ان يرفعها في عينه. يمكن ان يقايس الطفل وضعه مع الآخرين، ويشعر بالنقص في حياته. ومن الطبيعي عندئذٍ ان يشرع بالتعلل واختلاق الاعذار، وفي هذه الحالة فإن المحبة هي العامل البنّاء الوحيد للإصلاح، كما ان التعليم هو افضل واكثر العوامل تأثيراً على جذبه وشدّه للطريق الصحيح القويم، وعلى هدوء نفسه وتهدئة اعصابه، وتنشيط روحه وسلامة بدنه، لأن الالم والقلق يمكن ان ينفذا الى اعماق قلبه، لدرجة التأثيرعلى نومه سلبياً، بحيث ينهض من نومه مذعوراً خائفاً ساكباً دموعه وهو يصيح: (أريد ابي). في هذه الحالة تصوري كم من الاضطرابات ستظهر في حياتك وحياة طفلك!.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.