المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



دعاؤه (عليه السلام) في شهر شعبان  
  
3703   02:59 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4 ، ص217-220.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

من الأشهر الكريمة في الإسلام شهر شعبان ففي الثالث منه ولادة أبي الأحرار الإمام الحسين وفي نصفه ولادة المصلح الأعظم قائم آل محمّد (عليه السلام) وفي نصفه أيضا زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) وكان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يدعو فيه بهذا الدعاء :

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد واسمع دعائي إذا دعوتك واسمع ندائي إذا ناديتك وأقبل عليّ إذا ناجيتك فقد هربت إليك ووقفت بين يديك مستكينا لك متضرّعا إليك راجيا لما لديك ثوابي وتعلم ما في نفسي وتخبر حاجتي وتعرف ضميري ولا يخفى عليك أمر منقلبي ومثواي وما أريد أن أبدئ به من منطقي وأتفوّه به من طلبتي وأرجوه لعاقبتي وقد جرت مقاديرك عليّ يا سيّدي فيما يكون منّي إلى آخر عمري من سريرتي وعلانيتي وبيدك لا بيد غيرك زيادتي ونقصي ونفعي وضرّي ؛ إلهي إن حرمتني فمن ذا الّذي يرزقني وإن خذلتني فمن ذا الّذي ينصرني ؛ إلهي أعوذ بك من غضبك وحلول سخطك ؛ إلهي إن كنت غير مستأهل لرحمتك فأنت أهل أن تجود عليّ بفضل سعتك ؛ إلهي كأنّي بنفسي واقفة بين يديك وقد أظلّها حسن توكّلي عليك ففعلت ما أنت أهله وتغمّدتني بعفوك ؛ إلهي إن عفوت فمن أولى منك بذلك؟ وإن كان قد دنا أجلي ولم يدنني منك عملي فقد جعلت الإقرار بالذّنب إليك وسيلتي ؛ إلهي قد جرت على نفسي بالنّظر لها فلها الويل! إن لم تغفر لها , إلهي لم يزل برّك عليّ أيّام حياتي فلا تقطع برّك عنّي في مماتي , إلهي كيف آيس من حسن نظرك لي بعد مماتي وأنت لم تولّني إلاّ الجميل في حياتي , إلهي تولّ من أمري ما أنت أهله وعد بفضلك على مذنب قد غمره جهله , إلهي قد سترت عليّ ذنوبا في الدّنيا وأنا أحوج إلى سترها عليّ منك في الأخرى ؛ إلهي قد أحسنت إليّ إذ لم تظهرها لأحد من عبادك الصّالحين فلا تفضحني يوم القيامة على رؤوس الأشهاد , إلهي جودك بسط أملي وعفوك أعظم من عملي. إلهي فسرّني بلقائك يوم تقضي فيه بين عبادك , إلهي اعتذاري إليك اعتذار من لم يستغن عن قبول عذره فاقبل عذري يا كريم يا أكرم من اعتذر إليه المسيئون , إلهي لا تردّ حاجتي ولا تخيّب طمعي ولا تقطع منك رجائي وأملي , إلهي لو أردت هواني لم تهدني ولو أردت فضيحتى لم تعافني , إلهي ما أظنّك تردّني في حاجة قد أفنيت عمري في طلبها منك , إلهي فلك الحمد أبدا أبدا دائما سرمدا يزيد ولا يبيد كما تحبّ وترضى , إلهي إن أخذتني بجرمي أخذتك بعفوك وإن أخذتني بذنوبي أخذتك بمغفرتك وإن أدخلتني النّار أعلمت أهلها أنّي احبّك ؛ إلهي إن كان قد صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي. إلهي كيف أنقلب من عندك بالخيبة محروما وقد كان حسن ظنّي بجودك أن تقلبني بالنّجاة مرحوما إلهي وقد أفنيت عمري في شرّة السّهو عنك وأبليت شبابي في سكرة التّباعد منك. إلهي فلم أستيقظ أيّام اغتراري بك وركوني إلى سبيل سخطك , إلهي وأنا عبدك وابن عبديك قائم بين يديك متوسّل بكرمك إليك ؛ إلهي أنا عبد أتنصّل إليك ممّا كنت اواجهك به من قلّة استحيائي من نظرك وأطلب العفو منك إذ العفو نعت لكرمك , إلهي لم يكن لي حول فأنتقل به عن معصيتك إلاّ في وقت أيقظتني لمحبّتك وكما أردت أن أكون كنت فشكرتك بإدخالي في كرمك ولتطهير قلبي من أوساخ الغفلة عنك , إلهي انظر إليّ نظر من ناديته فاجابك واستعملته بمعونتك فأطاعك يا قريبا لا يبعد عن المغترّ به ويا جوادا لا يبخل عمّن رجى ثوابه , إلهي هب لي قلبا يدنيه منك شوقه ولسانا يرفع إليك صدقه ونظرا يقرّبه منك حقّه , إلهي إنّ من تعرّف بك غير مجهول ومن لاذ بك غير مخذول ومن أقبلت عليه غير مملول , إلهي إنّ من انتهج بك لمستنير وإنّ من اعتصم بك لمستجير وقد لذت بك يا إلهي فلا تخيّب ظنّي من رحمتك ولا تحجبني عن رأفتك , إلهي أقمني في أهل ولايتك مقام من رجا الزّيادة من محبّتك , إلهي وألهمني ولها بذكرك إلى ذكرك واجعل همّي في روح نجاح أسمائك ومحلّ قدسك , إلهي بك عليك إلاّ ألحقتني بمحلّ أهل طاعتك والمثوى الصّالح من مرضاتك فإنّي لا أقدر لنفسي دفعا ولا أملك لها نفعا ؛ إلهي أنا عبدك الضّعيف المذنب ومملوكك المنيب فلا تجعلني ممّن صرفت عنه وجهك وحجبه سهوه عن عفوك , إلهي هب لى كمال الانقطاع إليك وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتّى تخرق أبصار القلوب حجب النّور فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلّقة بعزّ قدسك , إلهي واجعلني ممّن ناديته فأجابك ولاحظته فصعق لجلالك فناجيته سرّا وعمل لك جهرا , إلهي لم أسلّط على حسن ظنّي قنوط الأياس ولا انقطع رجائي من جميل كرمك , إلهي إن كانت الخطايا قد أسقطتني لديك فاصفح عنّي بحسن توكّلي عليك , إلهي إن حطّتني الذّنوب من مكارم لطفك فقد نبّهني اليقين إلى كرم عفوك , إلهي إن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد نبّهتني المعرفة بكرم آلائك , إلهي إن دعاني إلى النّار عظيم عقابك فقد دعاني إلى الجنّة جزيل ثوابك , إلهي فلك أسأل وإليك أبتهل وأرغب وأسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تجعلني ممّن يديم ذكرك ولا ينقض عهدك ولا يغفل عن شكرك ولا يستخفّ بأمرك , إلهي وألحقني بنور عزّك الأبهج فأكون لك عارفا وعن سواك منحرفا ومنك خائفا مراقبا يا ذا الجلال والإكرام وصلّى الله على محمّد رسوله وآله الطّاهرين وسلّم تسليما كثيرا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.