أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2016
1842
التاريخ: 19/11/2022
1876
التاريخ: 2024-10-01
243
التاريخ: 2024-10-17
228
|
عن أبي عبد الله (عليه السلام) : إن البطن إذا شبع طغى(1).
وعن أبي جعفر (عليه السلام) : ما من شيء أبغض الى الله (عزّ وجلّ) من بطن مملوء(2).
والأمراض إنما تتولد غالباً من التخمة والامتلاء وهي أكثر أسباب الموت كما يشهد به العقل والنقل فورد في الحديث النبوي : صوموا تصحّوا.
وفي حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) : المعدة بيت كل داء والحمية رأس كل الدواء وأعط كل بدن ما عودته(3).
ومنها خفة المؤونة وسهولة الأمر فإن من تعوّد قلة الأكل أمكنه الإكتفاء بالقليل من الماء، والذي تعود الإمتلاء صار بطنه غريماً متقاضياً له فيحتاج الى أن يدخل المداخل ويرتكب المشاق والأخطار للزيادات، فطلب الزيادة يورث التعب والمذلة بالطمع مما في أيدي الناس وربما يتعسر من حلال فينجر الى تحصيل الحرام والشبهة.
وعن بعض الحكماء إذا أردت أن أستقرض من غيري لشهوة أو زيادة إستقرضت من نفسي فتركت زيادة.
ومنها إمكان إيثار الفاضل عمّا يقيم به صلبه من الأطعمة على المساكين ليكون في ظله يوم القيامة كما جاء في الخبر أن المتصدقين يكونون في ظلال صدقاتهم.
وورد عن أبي عبد الله (عليه السلام): ما من شيء أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل وهي مورثة شيئين قسوة القلب وهيجان الشهوة، والجوع إدام للمؤمن وغذاء للروح وطعام للقلب وصحة للبدن، الحديث(4).
وإنما كان الجوع إداماً للمؤمن، لأنه إنما يأكل في معاء واحد فاللذة الحاصلة له من الخبز تنوب مناب لذة الإدام لغيره بل ربما تربو عليها، وأما البواقي فمعلومة مما تقدم.
... إن المقصود من مدح الجوع والإطراء في بيان فوائده ليس دعوة النفوس الى الإفراط فيه فان إثمه أكبر من نفعه، بل الغرض التوقيف على حد الإعتدال والتوسط الذي هو قوام جميع الأمور فان كانت النفس المسترشدة متعودة له فلتستقم على صراطها المستقيم وطريقتها المثلى، وان كانت مفرطة بالتقليل بحث يتضرر البدن وتضعف البنية ويخبط الدماغ ويقل نور البصر فليخرج عن ذلك قليلاً ولتتناول من الطيبات من الرزق الى أن تقف على سواء السبيل.
ويمكن التقليل بالتدريج بحيث لا يحس بالبدن فمن كان مأكله كل يوم على حسب عادته مداً مثلاً أمكنه أن ينقص منه أولاً مثقالاً يومين أو ثلاثة ثم مثقالين وهكذا الى أن يبغ ما يحصل به القوام المطلوب فيثبت عليه، وإن لم يطق التقليل بسبب ضعف في البنية أو طعن في السن أو اشتغال بعمل رياضي أو نحو ذلك فأجود التدبيرات الإقتصار على الأكل بعد صدق الشهوة (ومن علامته أن تشتهي النفس الخبز ولا تطلب الأدام، وان يبصق فلا يقع عليه الذباب إذ لا دسومة فيه لخلو المعدة) والكف عنه قبل تمام الشبع(5).
_______________
1ـ محاسن البرقي:2/446.
2ـ الفصول المهمة للحر العاملي:2/437.
3ـ البحار:59/290.
4ـ مستدرك الوسائل:16/211.
5ـ انظر التحفة السنية:174.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|