المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


أسباب نقل الأمراض  
  
1896   10:52 صباحاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : السيد علي عاشور
الكتاب أو المصدر : آداب وقوانين الجسم الطبّي والنصائح عند أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص204-207
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية والجنسية /

اعلم أن أسباب نقل المرض من المريض الى الصحيح إما أن تكون من الأول الى الثاني مباشرة، وإما أن تكون بواسطة الماء، وإما أن تكون بواسطة الحشرات.

فالأول وهو أن يكون بنفس المريض فذلك مثل (الجرب) وهو مرض جلدي معد سريع الإنتشار ويكثر بين من لا يحافظون على نظافة أجسامهم.

وينتقل هذا المرض من الأجرب الى الصحيح بالمصافحة والمساكنة والملامسة واستعمال ملابس المصاب بهذا المرض الوبيل.

فأما الثاني وهو أن يكون بواسطة الماء، فانظر ترى العجب العجاب في العلم وفي دين الإسلام، انظر ترى علماء الفقه نهوا عن الاستحمام في الماء الراكد، وعن البول في الماء مطلقاً، الخ.

وانظر العلم الحديث وظهور فضائل الدين الإسلامي. انظر ثم انظر، ههنا مرضان : مرض البول الدموي وهو (البلهارسيا) ...، ومرض الضعف العام المسمى (الأنكلستوما) فهذان المرضان يكونان بالعدوى ولكن بطريق الماء.

فمرض البول الدموي إنما يكون من ديدان تسكن في (الأوردة) وتعيش في الدم وتبيض فيه ويخرج البيض من الدم ومتى بال الإنسان في الماء فقس ذلك البيض الذي لا يراه الناس وخرج منه حيوان صغير لا تراه العيون ولكنه إذا نظر له الإنسان بالمنظار المعظم ظهر كهيأة العقرب.

فهذا الحيوان يبحث عن قوقعة من قواقع الماء فيدخل فيها تكون له أماً بدل أمه، فإذا كبر فيها خرج فإذا صادف إنساناً يستحم مثلاً ودخل جسمه كما كانت أمه سابقاً وهو لا يعلم تاريخ حياتها فيدخل من المسام ويتجول في الجسم حتى يكبر ويبيض كما كانت أمه تبيض وهكذا يكون الخلف كالسلف.

سبحانك اللهم ربيت الدود في أجسامنا وأنزلته في مائنا وأدخلته في القوقعة حتى يكبر ثم أرجعته الى أجسامنا بعدما صار حيواناً عقاباً منك للمسلمين على تقاعسهم عن علم الصحة وعلى مخالفتهم للفقهاء الذين نهوا عن التبرز والبول في الماء والاستحمام في ماء البرك والمستنقعات التي فيها ذلك الحيوان.

أما مرض الضعف العام فهو المسمى (الأنكلستوما) وهو فقر الدم فترى الوجه شاحباً والشفتين ذابلتين وعسر التنفس بعد أي عمل، ويحس بألم في الرأس والركبتين واضطراب في الهضم. وذلك أن هناك ديداناً تلقح ذكرانها إناثها فتبيض في الأمعاء لا كديدان البول الدموي التي تبيض في الدم وهذا البيض يخرج مع الفضلات، فإذا تبرز المصاب في الماء فقس البيض فيه وعاش الحيوان الخارج منه أشهراً فيه فإذا شرب إنسان ذلك الماء أو أكل خضراً مغسولة في تلك المياه أو استعمله لاستحمامه دخل هذا الحيوان جسمه بواسطة الجلد أو بواسطة المعدة فيصاب بالمرض القتال.

ولا ينجي الناس من هذا ونحوه إلاّ ترشيح الماء ... وألاّ تغسل أواني الأكل إلاّ بالماء المرشح أو المغلي.

وألاً تؤكل الخضر التي لا تطبخ إلاّ بعد غسلها جيداً بالماء المغلي. وألاّ يمشي الإنسان عاري

القدمين ولا يلعب في المياه القذرة، وأن يغسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد قضاء الحاجة وقبل الأكل.

القسم الثالث وهو أن يكون نقل المرض بواسطة الحشرات. فاعلم أن الله (عزّ وجلّ) جعل ما ينفعنا وما يضرنا من الحيوان على قسمين قسم ظاهر وقسم باطن وكل منهما إما نافع وإما ضار.

فالقسم الباطن النافع منه مثل الكرات البيضاء والحمراء في الدم فإنها تشبه الحيوان من حيث المدافعة عن الإنسان وتقاتل جراثيم المرض الداخلة في الجسم وهذا معلوم في الطب.

والقسم الضار منه مثل ما ذكر آنفاً من جراثيم البول الدموي وجراثيم فقر الدم اللاتي تعيش في الماء وتدخل جسم من يستحم مثلاً وهكذا.

فأما القسم الظاهر من الحيوانات فهو قسمان أيضاً نافع للإنسان وضار.

فالنافع للإنسان مثل المذكور في قوله تعالى:{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ}[النحل: 68] ،الخ وقد قدمت لك أن النحل وأمثاله من الحشرات هي التي تطوف على الأشجار فتنقل الطلع من الذكور الى الإناث. ولذلك تجد الحدائق دائماً فيها أصوات هذه الحشرات ولذلك تصفها العرب بأنها غنّاء.

فهذه الحشرات ... وغيرها جعلها الله لتكون سببا في فاكهتنا وحبوبنا ونحن لا نشعر، فأكثر الناس يأكلون الفاكهة ويتنعمون بالنعم وهم لا يعلمون أن الحشرات التي أمامه هي من أسباب تلك النعم.

فأما الضار للإنسان من الحشرات فهي كثيرة: منها الذباب والقمل والبق والبراغيث والناموس. ولأتكلم على الناموس ثم الذباب مكتفياً بهما في هذا المقام فأقول: الناموس يعيش في المياه الراكدة والمستنقعات. وفي المنازل التي هي غير صحية. وهي تنقل حمى (الملاريا) وهي من أنواع الحمى وتسمى (الحمى الأجمية) منسوبة للأجمات لأن الناموس يعيش فيها، ولذلك يجب إبادة الناموس من المنازل بوضع زيت البترول في المراحيض. ويجب ردم البرك والمستنقعات، أو وضع زيت البترول على سطح الماء حتى يقتل صغار البعوض التي تعيش على سطحه. وعلى النائم أن تكون له ناموسية سليمة من الثقوب حتى لا يدخل اليه الناموس.

فهذا الناموس إذا لدغ مصاباً بالحمى المذكورة ثم بعد ذلك لدغ آخر سليماً أصيب السليم بها أيضاً فينتقل المرض من الأول الى الثاني. فكما رأيت أن الجرب ينتقل من المريض الى الصحيح بالملامسة، ومرض البول الدموي ومرض الفقر الدموي ينتقلان بواسطة الديدان التي تعيش في الماء. هكذا ترى هنا الناموس ينقل المرض مباشرة من المريض الى الصحيح.

وهناك طرق أخرى لنقل الأمراض سببها الطرق الحديثة للعلاج كانتقال المرض عبر التلقيح أو أدوات عيادة الأسنان عند إهمال التعقيم اللازم، وغير ذلك.

ومن الحشرات التي تنقل المرض من إنسان لآخر الذباب.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.