أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2016
3507
التاريخ: 31-3-2016
8000
التاريخ: 25/10/2022
1886
التاريخ: 31-3-2016
3780
|
كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يناجي ربه و يدعوه بتضرع و إخلاص في سحر كل ليلة من ليالي شهر رمضان بالدعاء الجليل الذي عرف بدعاء أبي حمزة الثمالي لأنه هو الذي رواه عنه و هو من غرر أدعية أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لأنه يمثل مدى الانابة و الانقطاع إلى اللّه كما أن فيه من المواعظ ما يوجب صرف النفس عن غرورها و شهواتها و بالإضافة إلى ذلك فقد امتاز بجمال الأسلوب و روعة البيان و بلاغة العرض و فيه من التذلل و الخشوع و الخضوع أمام اللّه تعالى ما لا يوجد في بقية الأدعية و نقتطف بعض القطع المضيئة منه دون أن نذكره بأسره و ذلك لذيوعه و انتشاره في كتب الأدعية التي هي بمتناول الكثيرين من القراء , و قبل أن نذكر بعض فقرات هذا الدعاء نود أن نبين أنه قد احتل مكانة مهمة في نفوس الأخيار و الصلحاء من المسلمين فقد عكفوا على الدعاء به في سحر كل ليلة من ليالي رمضان كما قد رأيت بعض المؤمنين قد حفظه و يدعو به و فيما يلي بعض فقراته:
الهي لا تؤدبني بعقوبتك و لا تمكر بي في حيلتك من أين لي الخير يا رب و لا يوجد إلا من عندك و من أين لي النجاة و لا تستطاع إلا بك لا الذي احسن استغنى عن عونك و رحمتك و لا الذي أساء و اجترأ عليك و لم يرضك خرج عن قدرتك يا رب بك عرفتك و أنت دللتني عليك و دعوتني إليك و لو لا أنت لم أدر ما أنت .
أ رأيتم راهب أهل البيت كيف يناجي ربه و يتضرع إليه يحاججه بهذا الأسلوب الذي ينبض بواقع الإيمان و المعرفة , و لنستمع إلى قطعة اخرى من هذا الدعاء الشريف :
يا حبيب من تحبب إليك و يا قرة عين من لاذ بك و انقطع إليك أنت المحسن و نحن المسيئون فتجاوز يا رب عن قبيح ما عندنا بجميل ما عندك و أي جهل يا رب لا يسعه جودك؟ و أي زمان أطول من أناتك؟ و ما قدر اعمالنا في جنب نعمك و كيف نستكثر أعمالا نقابل بها كرمك بل كيف يضيق على المذنبين ما وسعهم من رحمتك يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة فوعزتك لو نهرتني ما برحت من بابك و لا كففت عن تملقك لما انتهى إلي من المعرفة بجودك و كرمك .
و هكذا يستمر الإمام (عليه السلام) في تملقه و تضرعه إلى الخالق العظيم طالبا منه المغفرة و الرضوان و اسمعوه كيف يقول:
اللهم اني كلما قلت قد تهيأت و تعبّأت و قمت للصلاة بين يديك و ناجيتك القيت علي نعاسا إذا أنا صليت و سلبتني مناجاتك إذا أنا ناجيت , مالي كلما قلت: قد صلحت سريرتي و قرب من مجالس التوابين مجلسي عرضت لي بلية أزالت قدمي و حالت بيني و بين خدمتك سيدي: لعلك عن بابك طردتني و عن خدمتك نحيتني أو لعلك رأيتني مستخفا بحرمتك فاقصيتني أو لعلك رأيتني معرضا عنك فقليتني أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني أو لعلك رأيتني غير شاكر لنعمائك فحرمتني أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني أو لعلك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك ايستني أو لعلك رأيتني الف مجالس البطالين فبيني و بينهم خليتني أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائي فباعدتني أو لعلك بجرمي و جريرتي كافيتني أو لعلك بقلة حيائي منك جازيتني فإن عفوت يا رب فطالما عفوت عن المذنبين قبلي لأن كرمك أي رب يجل عن مكافأة المقصرين .
و عرض الإمام (عليه السلام) إلى الأمور التي تحجب الإنسان من الاقبال على اللّه في حال صلاته و مناجاته و هذه بعضها:
1- الاستخفاف بحقوق اللّه و ذلك بأن يستهين بها.
2- الاعراض عن اللّه.
3- عدم اجتناب الكذب الذي هو مجمع الرذائل و الموبقات.
4- عدم شكر النعم التي أنعم اللّه بها على العبد.
5- عدم مجالسة العلماء الواقعيين الذين يذكرون الناس الدار الآخرة و يحثونهم على فعل الخيرات.
6- الغفلة عن ذكر اللّه و الغفلة عن ذكر الموت فإنهما يجران الإنسان إلى الشقوة و الهلاك.
7- مجالسة البطالين الذين يقضون أوقاتهم باللهو و يضيعون أعمارهم في توافه الأمور فإن مجالستهم مما توجب الانصراف عن اللّه.
هذه بعض الأمور التي تحجب التوفيق من الاتصال باللّه و تصده عن فعل الخير أعاذنا اللّه منها و لنستمع إلى فصل آخر من فصول هذا الدعاء:
الهي و سيدي و عزتك و جلالك لئن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك و لئن طالبتني بلؤمي لأطالبنك بكرمك و لئن ادخلتني النار لأخبرن أهل النار بحبي لك الهي و سيدي إن كنت لا تغفر إلا لأوليائك و أهل طاعتك فإلى من يفزع المذنبون و إن كنت لا تكرم إلا أهل الوفاء بك فبمن يستغيث المسيئون الهي إن ادخلتني النار ففي ذلك سرور عدوك و إن ادخلتني الجنة ففي ذلك سرور نبيك و أنا و اللّه أعلم أن سرور نبيك أحب إليك من سرور عدوك .
لقد استعطف سيد المتقين و إمام العارفين (عليه السلام) الخالق العظيم الذي وسعت رحمته كل شيء طالبا منه المغفرة و الرضوان للمذنبين و المقصرين من عباده فإن فيضه وجوده لا يقتصر على المؤمنين و المطيعين و إنما هو شامل لجميع عباده , و بهذه اللقطات اليسيرة ينتهي بنا الحديث عن دعاء الإمام في سحر كل ليلة من ليالي رمضان المبارك.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|