المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الاهتمام بمسألة الاطعام في رمضان
23-11-2021
سياسة تحتمس الثالث في حكم الأقاليم المقهورة.
2024-04-13
هود ونوح
11-10-2015
Peter Pinkerton
22-4-2017
مسائل تتعلق بالأعلمية في مرجع التقليد
6-9-2016
تجربة توماس يانج
16-6-2016


انقطاعه إلى اللّه  
  
3245   10:40 صباحاً   التاريخ: 11-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص96.
القسم :

انقطع الإمام (عليه السلام) إلى اللّه انقطاعا كاملا و قد آمن إيمانا لا يخامره شك أن مصادر النفع و القوة إنما هي بيد اللّه تعالى وحده و ان الالتجاء إلى غيره إنما هو التجاء إلى ما لا يملك نفعا و لا ضرا و لنستمع إلى دعائه في ذلك: اللهم إني اخلصت بانقطاعي إليك و اقبلت بكلي عليك و صرفت وجهي عمن يحتاج إلى رفدك و قلبت مسألتي عمن لم يستغن عن فضلك و رأيت أن طلب المحتاج إلى المحتاج سفه من رأيه و ضلة من عقله فكم قد رأيت يا إلهي من أناس طلبوا العز بغيرك فذلوا و راموا الثروة من سواك فافتقروا و حاولوا الارتفاع فاتضعوا فصح بمعاينة أمثالهم حازم وفقه اعتباره و أرشده إلى طريق صوابه اختياره فأنت يا مولاي دون كل مسئول موضع مسألتي و دون كل مطلوب إليه ولي حاجتي أنت المخصوص قبل كل مدعو بدعوتي لا يشركك أحد في رجائي و لا يتفق أحد معك في دعائي و لا ينظمه و إياك ندائي لك يا إلهي وحدانية العدد و ملكة القدرة الصمد و فضيلة الحول و القوة و درجة العلو و الرفعة و من سواك مرحوم في عمره مغلوب على أمره مقهور على شأنه مختلف الحالات متنقل في الصفات فتعاليت عن الأشباه و الأضداد و تكبرت عن الأمثال و الأنداد فسبحانك لا إله إلا أنت .

يلمس في هذه اللوحة الذهبية مدى انقطاع الإمام إلى اللّه فقد أقبل بمشاعره و عواطفه نحوه تعالى و صرف وجهه و قلبه عن غيره من المخلوقين‏ المحتاجين إلى رفده و عطائه فإن تعلق الرجاء و الأمل بهم إنما هو سفه في الرأي و ضلال في العقل و قد حصر الإمام (عليه السلام) جميع موارد النفع و القوة به تعالى و قد نعى على الذين يطلبون العزة و الثروة و الارتفاع من غير طريق اللّه فإنهم جميعا قد باءوا بالخيبة و الخسران فقد ذلوا و افتقروا و اتضعوا و ينبغي لكل من يروم الخير و يطلب العزة و الكرامة أن يتصل باللّه و ينقطع إليه فهو وحده الذي بيده ملكوت كل شي‏ء و أما غيره فهو مرحوم في عمره مغلوب على أمره مقهور على شأنه , لقد احتوى هذا الدعاء على خالص الإيمان و جوهر التوحيد.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.