أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3219
التاريخ: 12-4-2016
3454
التاريخ: 28-1-2019
3012
التاريخ: 10-4-2016
3775
|
نكل عثمان بخيار المسلمين وثقاتهم من الذين أبلوا في الاسلام بلاء حسنا وساهموا فى بنائه لأنهم عابوا عليه سياسته وطلبوا منه أن يسير على المحجة البيضاء ويهتدي بسنة الرسول ويقتفى اثره فلم يستجب لإرشادهم ولم يثب لنصحهم فشددوا عليه فى المعارضة والنكير فصب عليهم جام غضبه وبالغ في اضطهادهم وارهاقهم ومنهم عبد الله بن مسعود اشبه الناس هديا وسمتا برسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقول فيه رسول الله (صلى الله عليه واله) : من سره ان يقرأ القرآن غضا او رطبا كما انزل فليقرأه على قراءة ابن أمّ عبد واثنى عليه قوم عند أمير المؤمنين فقال (عليه السلام) : أقول فيه مثل ما قالوا : وهو أفضل من قرأ القرآن وأحل حلاله وحرم حرامه فقيه فى الدين عالم بالسنة وهو ممن نزلت فيهم الآية الكريمة {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172] وهو أيضا ممن نزلت فيهم الآية , قال تعالى : {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 52] .
ان عبد الله بن مسعود من أقطاب المسلمين فى هديه وصلاحه وورعه وتحرجه فى الدين سيره عمر فى عهده الى الكوفة مع عمار بن ياسر وكتب لأهل الكوفة كتابا جاء فيه : إني قد بعثت عمار بن ياسر اميرا وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا وهما من النجباء من اصحاب رسول الله من اهل بدر فاقتدوا بهما واطيعوا واسمعوا قولهما وقد آثرتكم بعبد الله على نفسى , وبقى ابن مسعود فى الكوفة طيلة خلافة عمر وهو يفقه المسلمين فى دينهم ويعلمهم كتاب الله ويغذيهم بمعارف الاسلام وهديه ويرشدهم الى سواء السبيل وكان في نفس الوقت خازنا لبيت المال ولما آل الامر الى عثمان وبعث الوليد واليا على الكوفة جرت بينه وبين الوليد مشادة ذكرناها عند البحث عن امارة الوليد على الكوفة أوجبت أن يستقيل من منصبه وبقى فى الكوفة وقتا ثم غادرها فشيعه الكوفيون وحزنوا على فراقه وقالوا له عند وداعه : جزيت خيرا فلقد علمت جاهلنا وثبت عالمنا وأقرأتنا القرآن وفقهتنا في الدين فنعم أخو الاسلام أنت ونعم الخليل ؛ ثم ودعوه وانصرفوا وواصل ابن مسعود المسير حتى انتهى الى يثرب وكان عثمان على منبر رسول الله (صلى الله عليه واله) يخطب فلما رآه قال للمسلمين وأشار الى ابن مسعود ألا انه قدمت عليكم دويبة سوء من يمشي على طعامه يقىء ويسلح , أيشتم صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) بهذا الكلام المر ويقابل بمثل هذه الجفوة من أجل الوليد الذي خان الله ورسوله ونهب أموال المسلمين؟! ورد عليه ابن مسعود قائلا : لست كذلك ولكني صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم بدر ويوم بيعة الرضوان , وقد اثار كلام عثمان حفائظ النفوس فاندفعت عائشة تعلن انكارها وسخطها عليه قائلة : أي عثمان , اتقول هذا لصاحب رسول الله؟!
وأمر عثمان جلاوزته فاخرجوا الصحابي العظيم من المسجد اخراجا عنيفا وقام إليه عبد الله بن زمعة فضرب به الارض وقيل بل احتمله يحموم غلام عثمان ورجلاه تختلفان على عنقه حتى ضرب به الارض فدق ضلعه.
وثار أمير المؤمنين فانبرى الى عثمان فقال له : يا عثمان أتفعل هذا بصاحب رسول (صلى الله عليه واله) بقول الوليد بن عقبة؟؟
قال : ما بقول الوليد فعلت هذا ولكن وجهت زبيد بن الصلت الكندي الى الكوفة فقال له ابن مسعود : إن دم عثمان حلال .
قال : احلت عن زبيد على غير ثقة!! وحمل امير المؤمنين ابن مسعود الى منزله فقام برعايته حتى أبل من مرضه فقاطعه عثمان وهجره ولم يأذن له في الخروج من يثرب كما قطع عطاءه ومرض ابن مسعود مرضه الذي توفى فيه فدخل عليه عثمان عائدا فقال له : ما تشتكي؟ قال : ذنوبي ؛ فقال : فما تشتهي؟؟ قال : رحمة ربي , قال : ألا ادعو لك طبيبا؟ قال : الطبيب امرضني.
فقال : آمر لك بعطائك.
فأجابه : منعتنيه وأنا محتاج إليه وتعطينه وأنا مستغن عنه.
قال : يكون لولدك.
قال: رزقهم على الله.
قال : استغفر لي يا ابا عبد الرحمن؟
فقال له : أسأل الله ان يأخذ لي منك بحقي , وانصرف عثمان ولم يظفر برضائه ولما ثقل حاله اوصى ان لا يصلي عليه عثمان وان يصلي عليه صاحبه عمار بن ياسر ولما انتقل الى دار الحق قامت الصفوة من اصحابه بأمره فدفنوه بالبقيع ولم يخبروا عثمان فلما علم غضب وقال : سبقتموني فرد عليه الطيب ابن الطيب عمار بن ياسر قائلا : انه اوصى ان لا تصلي عليه .
وقال ابن الزبير :
لأعرفنك بعد الموت تندبني وفى حياتي ما زودتني زادي
لقد صب عثمان جام غضبه على ابن مسعود فأهانه وحقره وجفاه وقطع عطاءه واوعز الى شرطته بضربه وفرض عليه الاقامة الجبرية في يثرب ولم يرع شبهه بالنبي فى هديه وسمته وماله من عظيم الجهاد وحسن البلاء في الاسلام لقد نقم منه عثمان لأنه انكر عليه منحه للوليد أموال المسلمين وهو خازن لها ولم يجد اي مبرر لهذا التلاعب في ميزانية الدولة فراح بوحى من دينه وعقيدته ينكر عليه ويشجب تصرفاته.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|