المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27
{كل نفس ذائقة الموت}
2024-11-27
قالت اليهود لن نؤمن لرسول حتى يأتي بقربان
2024-11-27



تنكيل عثمان بعبد الله بن مسعود  
  
3828   10:40 صباحاً   التاريخ: 10-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1 ، ص250-254
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016 3219
التاريخ: 12-4-2016 3454
التاريخ: 28-1-2019 3012
التاريخ: 10-4-2016 3775

نكل عثمان بخيار المسلمين وثقاتهم من الذين أبلوا في الاسلام بلاء حسنا وساهموا فى بنائه لأنهم عابوا عليه سياسته وطلبوا منه أن يسير على المحجة البيضاء ويهتدي بسنة الرسول ويقتفى اثره فلم يستجب لإرشادهم ولم يثب لنصحهم فشددوا عليه فى المعارضة والنكير فصب عليهم جام غضبه وبالغ في اضطهادهم وارهاقهم ومنهم عبد الله بن مسعود اشبه الناس هديا وسمتا برسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقول فيه رسول الله (صلى الله عليه واله) : من سره ان يقرأ القرآن غضا او رطبا كما انزل فليقرأه على قراءة ابن أمّ عبد واثنى عليه قوم عند أمير المؤمنين فقال (عليه السلام) : أقول فيه مثل ما قالوا : وهو أفضل من قرأ القرآن وأحل حلاله وحرم حرامه فقيه فى الدين عالم بالسنة وهو ممن نزلت فيهم الآية الكريمة {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172] وهو أيضا ممن نزلت فيهم الآية , قال تعالى : {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 52] .

ان عبد الله بن مسعود من أقطاب المسلمين فى هديه وصلاحه وورعه وتحرجه فى الدين سيره عمر فى عهده الى الكوفة مع عمار بن ياسر وكتب لأهل الكوفة كتابا جاء فيه : إني قد بعثت عمار بن ياسر اميرا وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا وهما من النجباء من اصحاب رسول الله من اهل بدر فاقتدوا بهما واطيعوا واسمعوا قولهما وقد آثرتكم بعبد الله على نفسى , وبقى ابن مسعود فى الكوفة طيلة خلافة عمر وهو يفقه المسلمين فى دينهم ويعلمهم كتاب الله ويغذيهم بمعارف الاسلام وهديه ويرشدهم الى سواء السبيل وكان في نفس الوقت خازنا لبيت المال ولما آل الامر الى عثمان وبعث الوليد واليا على الكوفة جرت بينه وبين الوليد مشادة ذكرناها عند البحث عن امارة الوليد على الكوفة أوجبت أن يستقيل من منصبه وبقى فى الكوفة وقتا ثم غادرها فشيعه الكوفيون وحزنوا على فراقه وقالوا له عند وداعه : جزيت خيرا فلقد علمت جاهلنا وثبت عالمنا وأقرأتنا القرآن وفقهتنا في الدين فنعم أخو الاسلام أنت ونعم الخليل ؛ ثم ودعوه وانصرفوا وواصل ابن مسعود المسير حتى انتهى الى يثرب وكان عثمان على منبر رسول الله (صلى الله عليه واله) يخطب فلما رآه قال للمسلمين وأشار الى ابن مسعود ألا انه قدمت عليكم دويبة سوء من يمشي على طعامه يقىء ويسلح , أيشتم صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) بهذا الكلام المر ويقابل بمثل هذه الجفوة من أجل الوليد الذي خان الله ورسوله ونهب أموال المسلمين؟! ورد عليه ابن مسعود قائلا : لست كذلك ولكني صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم بدر ويوم بيعة الرضوان , وقد اثار كلام عثمان حفائظ النفوس فاندفعت عائشة تعلن انكارها وسخطها عليه قائلة : أي عثمان , اتقول هذا لصاحب رسول الله؟!

وأمر عثمان جلاوزته فاخرجوا الصحابي العظيم من المسجد اخراجا عنيفا وقام إليه عبد الله بن زمعة فضرب به الارض وقيل بل احتمله يحموم غلام عثمان ورجلاه تختلفان على عنقه حتى ضرب به الارض فدق ضلعه.

وثار أمير المؤمنين فانبرى الى عثمان فقال له : يا عثمان أتفعل هذا بصاحب رسول (صلى الله عليه واله) بقول الوليد بن عقبة؟؟

قال : ما بقول الوليد فعلت هذا ولكن وجهت زبيد بن الصلت الكندي الى الكوفة فقال له ابن مسعود : إن دم عثمان حلال .

قال : احلت عن زبيد على غير ثقة!! وحمل امير المؤمنين ابن مسعود الى منزله فقام برعايته حتى أبل من مرضه فقاطعه عثمان وهجره ولم يأذن له في الخروج من يثرب كما قطع عطاءه ومرض ابن مسعود مرضه الذي توفى فيه فدخل عليه عثمان عائدا فقال له : ما تشتكي؟ قال : ذنوبي ؛ فقال : فما تشتهي؟؟ قال  : رحمة ربي , قال : ألا ادعو لك طبيبا؟ قال : الطبيب امرضني.

فقال : آمر لك بعطائك.

فأجابه : منعتنيه وأنا محتاج إليه وتعطينه وأنا مستغن عنه.

قال : يكون لولدك.

قال: رزقهم على الله.

قال : استغفر لي يا ابا عبد الرحمن؟

فقال له : أسأل الله ان يأخذ لي منك بحقي , وانصرف عثمان ولم يظفر برضائه ولما ثقل حاله اوصى ان لا يصلي عليه عثمان وان يصلي عليه صاحبه عمار بن ياسر ولما انتقل الى دار الحق قامت الصفوة من اصحابه بأمره فدفنوه بالبقيع ولم يخبروا عثمان فلما علم غضب وقال : سبقتموني فرد عليه الطيب ابن الطيب عمار بن ياسر قائلا : انه اوصى ان لا تصلي عليه .

وقال ابن الزبير :

لأعرفنك بعد الموت تندبني        وفى حياتي ما زودتني زادي

لقد صب عثمان جام غضبه على ابن مسعود فأهانه وحقره وجفاه وقطع عطاءه واوعز الى شرطته بضربه وفرض عليه الاقامة الجبرية في يثرب ولم يرع شبهه بالنبي فى هديه وسمته وماله من عظيم الجهاد وحسن البلاء في الاسلام لقد نقم منه عثمان لأنه انكر عليه منحه للوليد أموال المسلمين وهو خازن لها ولم يجد اي مبرر لهذا التلاعب في ميزانية الدولة فراح بوحى من دينه وعقيدته ينكر عليه ويشجب تصرفاته.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.