الغدة النخامية The Pituitary Gland

يطلق على الغدة النخامية باللاتيني (Hypophysis) وتعتبر من أهم الغدد الصم في الجسم. تقع هذه الغدة في التجويف العظمي للدماغ (Sphenoid bone) في موقع يسمى بالسرج التركي (Sella Turcica) وتتصل بالجسم تحت السريري من خلال اتصال عنقي يسمى بالقمع (infundibulum). يبلغ متوسط وزن الغدة النخامية في الأنسان حوالي 15 جراماً ويبلغ قطرها حوال 3.1 سم ويمكن أن يزداد حجمها إلى الضعف خلال مرحلة الحمل.

تقوم الغدة النخامية بدور اساسي وهام في تنظيم معظم العمليات الحيوية اللازمة للحياة من خلال الهرمونات التي تفرزها. حيث تقوم بإفراز الهرمون المنشط لهرمونات الدرقية (TSH) اللازم لتحفيز إفراز هرمون الثايروكسين والثايرونين ثلاثي اليود من الغدة الدرقية اللذان يلعبان دوراً هاماً في عملية الأيض واستخراج الطاقة، والهرمون المنشط لإفراز هرمونات القشرة الكظرية (ACTH) لإفراز هرمون الكورتيزول اللازم لمواجهة الظروف الناجمة عن الإجهاد، والهرمونات المنشطة للمناسل (FSH,LH) ودورهما في تنظيم الدورة التناسلية من خلال إفراز هرمون الاستروجين والبروجسترون من المبيض، وهرمون النمو (GH) وعلاقته بتنظيم نمو الجسم وأيض المواد الغذائية وهرمون البرولاكتين الاكسيتوسين وعلاقتهما بإدرار الحليب والهرمون المضاد لإدرار البول وعلاقته بالتوازن المائي داخل الجسم وهكذا.

ونظراً لأهمية هذه الوظيفة التي تقوم بها هذه الغدة وموقعها المتميز داخل الجسم سميت بالغدة السيّدة (Master gland). إزالة الغدة من موقعها (Hypophysectomy) أثر بشكل معنوي بل وأعاق معظم هذه الوظائف.

التركيب التشريحي:

تتكون الغدة النخامية بشكل أساسي من جزئيين متميزين (شكل 1) هما:

1- الفص الأمامي للنخامية: يطلق عليه بالإنجليزية Anterior Pituitary وباللاتيني Adenohypophysis وهو المصطلح الذي أصبح أكثر شيوعاً.

يمثل هذا الجزء حوالي ثلاثة أرباع حجم الغدة النخامية وينشأ خلال التطور الجنيني من الجيب النخامي. عند البلوغ تتكون الغدة من جزئيين متميزين:

أ- فص أمامي كبير يسمى بالفص البعيد (Pars distalis) وذلك لبعده عن عنق النخامية.

ب – فص يحتوي على تجمعات نسيجية لاصقة بعنق النخامية ويسمى بالفص الدرني (Pars Tuberalis).

2- الفص الأوسط للنخامية: يطلق عليه بالإنجليزية (Intermediate lobe) وباللاتيني (Pars Intermedia).

خلال المرحلة الجنينية يلاحظ وجود جزء ثالث يسمى بالفص الأوسط (Pars Intermedia) وهو عبارة عن نسيج يقع بين الفص الأمامي (Adenohypophysis) والفص الخلفي (Neurohypophysis) يختفي هذا الجزء بالكامل عندما يصل الحيوان مرحلة النضج.

شكل 1: الغدة النخامية

3- الفص الخلفي للنخامية: يسمى بالإنجليزية Posterior Pituitary  ويطلق عليه باللاتيني بالجزء النخامي العصبي (Neurohypophysis).

يمثل هذا الجزء حوال 1/4 حجم الغدة النخامية ويتصل بالنخامية من خلايا نهايات عصبية تنشأ من مناطق خاصة بالجسم تحت السريري.

يتكون هذا الجزء من 3 أجزاء رئيسية:

أ) الربوة الوسطى (Median Eminence): عبارة عن عضو قمعي الشكل.

ب) العنق (Stalk) : عبارة عن العنق أو الساق الذي يمثل الاتصال المباشر بين الجسم تحت السريري والنخامية وما يحمله من الأوعية الدموية للجزء الامامي من النخامية والخلايا العصبية للجزء الخلفي من النخامية.

ج) الفص الخلفي (Posterior Lobe): يطلق على هذا الجزء أيضاً بالفص العصبي (Pars Nervosa) لأنه يضم الجزء الاكبر من الأعصاب النخامية.

لا يعتبر الفص الخلفي للنخامية غدة حقيقية ولكنه يتكون من مجموعة من الألياف العصبية تقع أجسامها في القناة الرابطة بينا لجسم تحت السريري والنخامية (hypothalamo – Hypophyseal Tract) تقوم بتصنيع هرموني الأوكسي توسين وهرمون المضاد لإدرار البول داخل أجسام الألياف العصبية (Soma) لتنتقل من خلايا هذه المحاور وتخزن في الفص الخلفي من النخامية حتى يتم إفرازها عند الحاجة.

يمكن تلخيص أهم الاختلافات بين الفص الامامي والخلفي كما يلي الجدول (1).

جدول (1) بين الفص الأمامي والخلفي للنخامية.

المصدر

القماطي ، احمد المجدوب (2005) . الغدد الصم وهرموناتها . كلية الزراعة . جامعة الفاتح .