المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9148 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Positive
18-12-2019
لا تحزن وقل يا الله
11-9-2019
استقطاب ذري atomic polarization
30-11-2017
السيد أحمد بن السيد كاظم الرشتي
9-9-2020
آثار الفرعون سنوسرت الثالث.
2024-02-15
التأويل ، لغة واصطلاحا
19-02-2015


اضطراب الجيش وتدهور أموره  
  
2903   01:01 صباحاً   التاريخ: 5-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2، ص94-96
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

أصبحت [صبيحة خيانة عبيد الله بن عباس ] البقية الباقية من الجيش تفتش عن قائدها ليصلي بها صلاة الصبح فلم تجده ولما علمت خيانته وغدره والتحاقه بالعدو اضطربت أشد الاضطراب وماجت فى الفتن وارتطمت بالنزاع والخلاف ولما رأى قيس بن سعد الرجات العنيفة والفتن السود قد ضربت أطنابها على الجيش قام فصلى بهم صلاة الصبح وبعد الفراغ منها قام خطيبا فهدأ روعهم وأثابهم الى الصواب والرشاد وهذا نص خطابه : إن هذا وأباه وأخاه لم يأتوا بيوم خيرا قط إن أباه عمّ رسول الله (صلى الله عليه واله) خرج يقاتله ببدر فأسره أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري فأتى به رسول الله (صلى الله عليه واله) فأخذ فداءه فقسمه بين المسلمين وإن أخاه ولاّه علي على البصرة فسرق ماله ومال المسلمين فاشترى به الجواري وزعم أن ذلك له حلال وإن هذا ولاّه علي على اليمن فهرب من بسر بن أبي أرطاة وترك ولده حتى قتلوا وصنع الآن هذا الذي صنع .

وملك قيس أحاسيس الجيش وشعورهم بخطابه المؤثر الرصين فقد رأوا في كلامه منطق الحق وفي شخصيته صلابة الإيمان وتبين لهم أن عبيد الله خليق بالخيانة ومظنة لكل سوء وانه لو كان عنده شعور نبيل أو عاطفة انسانية لما هرب من اليمن وترك ولديه بيد الجزار بسر بن أبي أرطاة فقتلهما , وانبرى الجيش بجميع كتائبه فأعلن التأييد والخضوع لمقالته وهم يهتفون: الحمد لله الذي أخرجه من بيننا .

وتسلم قيس القيادة بعد غدر عبيد الله بنص الإمام وبالترشيح من جميع القوات المسلحة وحينما تسلم منصبه الجديد رفع للإمام مذكرة أخبره فيها بوقوع الحادث المؤسف وبتسلمه مهام القيادة وهذا نصها : إنهم نازلوا معاوية بقرية يقال لها الجنوبية بإزاء مسكن وان معاوية أرسل الى عبيد الله بن العباس يرغبه فى المصير إليه وضمن له ألف ألف درهم يعجل له منها النصف ويعطيه النصف الآخر عند دخوله الكوفة فانسل عبيد الله في الليل الى معسكر معاوية في خاصته وأصبح الناس قد فقدوا أميرهم فصلى بهم قيس بن سعد ونظر في امورهم .

وساعد الله قلب الإمام الحسن حينما انتهى إليه هذا النبأ المؤسف فقد أترعت نفسه الشريفة بالآلام والهواجس ويئس من الظفر والنصر وعلم أن أكثر من معه لا واقعية لهم وانهم يسلمونه عند الوثبة ويغدرون به عند اندلاع نار الحرب , وأما جيشه الرابض معه فى المدائن فانه لما علم بخيانة عبيد الله والتحاقه بمعسكر العدو ارتطم في الفتن وماج في الشر واستولى عليه الذعر والخوف وأخذ أكثر قادته يلتمسون الطرق للاتّصال بمعاوية والظفر بأمواله .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.