المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

القوى البشرية في إنتاج وتصميم الصحف الإلكترونية
24-2-2022
Bell Polynomial
18-7-2019
شبهات استقلال القرآن في الحجية والتفهيم
2023-04-01
Thrombocytes
19-1-2017
ابليس مبتدأ الأصنام
4-2-2016
التربية السياحية كضرورة اجتماعية للتنمية الشاملة
20-4-2022


استنجاد الإمام علي ( عليه السّلام ) بأهل لكوفة  
  
1933   04:12 مساءً   التاريخ: 6-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص84-89
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

بينما كان الإمام عليّ ( عليه السّلام ) يتهيّأ لمواجهة معاوية لمّا أعلن التمرّد على حكومته ورفض بيعته ، وبينما هو جادّ في تدبير الأمر إذ فاجأه الخبر عن هياج بعض أهل مكة للطلب بدم عثمان بتحريض من طلحة والزبير وعائشة وأتباعهم من الأمويين ، فأشفق من انشقاق الكلمة واختلاف شمل المسلمين ورأى أنّ خطرهم أقوى من خطر معاوية ، وشرّهم أقوى من شرّه ، وإذا لم يبادر لإخماد هذه الفتنة فإنّها يوشك أن تتّسع ويكثر التمرّد والاختلاف ، فتجهّز للتحرك نحوهم ، وشمّرت لنصرته البقية الصالحة من المهاجرين والأنصار ، وخرجوا مسرعين ليلحقوا بهم قبل أن يدخلوا مصرا من الأمصار فيفسدوه ، فلمّا بلغوا الربذة علموا بسبقهم إلى البصرة وبالحوادث التي جرت فيها ، فأقام الإمام ( عليه السّلام ) بالربذة أيّاما يحكّم أمره ، وأرسل إلى جماهير أهل الكوفة يستنجد بهم ويدعوهم إلى نصرته والقيام معه لإخماد نار الفتنة ، وأوفد للقياهم محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر ، وزوّدهما برسالة جاء فيها : « أنّي اخترتكم على الأمصار ، وفزعت إليكم لما حدث ، فكونا لدين اللّه أعوانا وأنصارا ، وأيّدونا وانهضوا إلينا ، فالإصلاح ما نريد لتعود الامّة إخوانا ، ومن أحبّ ذلك وآثره فقد أحبّ الحق ، ومن أبغض ذلك فقد أبغض الحقّ وأغمضه »[1].

وعرض الرسولان رسالة الإمام عليّ ( عليه السّلام ) على أبي موسى الأشعريّ وإلي الكوفة ، إلّا أنّهما لم يجدا منه أيّة استجابة ، وإنّما وجداه يثبّط العزائم ويمنع الناس من الاستجابة لنداء الخليفة ، وبرّر عناده قائلا : « واللّه إنّ بيعة عثمان لفي عنقي وعنق صاحبكما ، فإن لم يكن بدّ من القتال لا نقاتل أحدا حتى يفرغ من قتلة عثمان . . . »[2].

فأوفد الإمام عليّ ( عليه السّلام ) للقيا الأشعري رسولا ثالثا هو هاشم المرقال ، وزوّده برسالة جاء فيها : « أنّي وجّهت هاشما لينهض بمن قبلك من المسلمين إليّ ، فأشخص الناس ، فإنّي لم اولّك إلّا لتكون من أعواني على الحقّ » .

إلّا أنّ الأشعري أصرّ على تمرّده ، فأرسل هاشم إلى الإمام رسالة يخبره فيها بفشله في مهمّته وإخفاقه في سفارته .

إيفاد الإمام الحسن ( عليه السّلام )

بعد أن عرف الإمام عليّ ( عليه السّلام ) إصرار أبي موسى وعدم إفلاح الرسل معه ؛ بعث إليه ولده الحسن ومعه عمار بن ياسر ، وأرسل معه رسالة فيها عزل أبي موسى عن منصبه وتعيين قرضة بن كعب مكانه ، وهذا نصّ رسالته : « أمّا بعد ، فقد كنت أرى أن تعزب عن هذا الأمر الذي لم يجعل اللّه لك نصيبا منه ، يمنعك عن ردّ أمري وقد بعثت الحسن بن عليّ وعمار بن ياسر يستفزّان الناس ، وبعثت قرضة بن كعب واليا على المصر ، فاعتزل عملنا مذموما مدحورا ، فإن لم تفعل فإنّي قد أمرته أن ينابذك »[3].

ووصل الإمام الحسن ( عليه السّلام ) إلى الكوفة فالتأم الناس حوله زمرا ، وهم يعربون له عن انقيادهم وطاعتهم ، ويظهرون له الولاء والإخلاص ، وأعلن الإمام ( عليه السّلام ) عزل الوالي المتمرّد عن منصبه ، وتعيين قرضة محلّه ، ولكنّ أبا موسى بقي مصرّا على موقفه ، فأقبل على عمار بن ياسر يحدّثه في أمر عثمان علّه أن يجد في حديثه فرجة ، فيتّهمه بدم عثمان ليتّخذ من ذلك وسيلة إلى خذلان الناس عن الإمام فقال له :

« يا أبا اليقظان ! أعدوت فيمن عدا على أمير المؤمنين فأحللت نفسك مع الفجار ؟ » فأجابه عمّار : « لم أفعل ولم تسؤني » .

وعرف الإمام الحسن ( عليه السّلام ) غايته ، فقطع حبل الجدال ، وقال له : « يا أبا موسى ! لم تثبّط عنّا الناس ؟ » .

وأقبل الإمام يحدّثه برفق ولين لينزع روح الشرّ والعناد عن نفسه قائلا : « يا أبا موسى ! واللّه ما أردنا إلّا الإصلاح ، وليس مثل أمير المؤمنين يخاف على شيء » .

فقال أبو موسى : صدقت بأبي أنت وأمي ، ولكنّ المستشار مؤتمن .

فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) : « نعم » .

فقال أبو موسى : سمعت رسول اللّه يقول : إنّها ستكون فتنة ، القاعد فيها خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي خير من الراكب ، وقد جعلنا اللّه عزّ وجلّ إخوانا ، وحرّم علينا أموالنا ودماءنا ، فقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29] ، وقال عزّ وجل : {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93].

فردّ عليه عمّار قائلا : « أنت سمعت هذا من رسول اللّه ؟ » .

قال : أبو موسى : « نعم ، وهذه يدي بما قلت » .

فالتفت عمّار إلى الناس قائلا : « إنّما عنى رسول اللّه بذلك أبا موسى ، فهو قاعد خير من قائم »[4].

وخطب الإمام الحسن ( عليه السّلام ) في الناس قائلا : « أيّها الناس ! قد كان في مسير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ورؤوس العرب ، وقد كان من طلحة والزبير بعد بيعتهما وخروجهما بعائشة ما قد بلغكم ، وتعلمون أنّ وهن النساء وضعف رأيهنّ إلى التلاشي ، ومن أجل ذلك جعل اللّه الرجال قوّامين على النساء ، وأيم اللّه لو لم ينصره منكم أحد لرجوت أن يكون فيمن أقبل معه من المهاجرين والأنصار كفاية ، فانصروا اللّه ينصركم »[5].

وبقي أبو موسى مصرّا على موقفه يثبّط العزائم ، ويدعو الناس إلى القعود وعدم نصرة الإمام ، فعنّفه الإمام الحسن ( عليه السّلام ) قائلا : « اعتزل عملنا أيّها الرجل ، وتنحّ عن منبرنا لا امّ لك » . وقام الإمام ( عليه السّلام ) خطيبا بالناس فقال لهم :

« أيّها الناس ! أجيبوا دعوة أميركم ، وسيروا إلى إخوانكم ، فإنه سيوجد إلى هذا الأمر من ينفر إليه ، واللّه لئن يليه أولو النهى أمثل في العاجل والآجل وخير في العاقبة ، فأجيبوا دعوتنا وأعينونا على ما ابتلينا به وابتليتم ، وأنّ أمير المؤمنين يقول : قد خرجت مخرجي هذا ظالما أو مظلوما ، وأنّي أذكر اللّه رجلا رعى حقّ اللّه إلّا نفر ، فإن كنت مظلوما أعانني ، وإن كنت ظالما أخذ ، واللّه إنّ طلحة والزبير لأول من بايعني ، وأوّل من غدرا ، فهل استأثرت بمال أو بدّلت حكما ؟ فانفروا وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر »[6].

فأجابه الناس بالسمع والطاعة ، ولكن مالك الأشتر رأى أنّ الأمر لا يتمّ إلّا بإخراج أبي موسى مهان الجانب محطّم الكيان ، فأقبل مع جماعة من قومه فأحاطوا بالقصر ثم أخرجوا الأشعري منه ، وبعد أن استتبّ الأمر للإمام الحسن ( عليه السّلام ) ! أقبل يتحدّث إلى الناس بالخروج للجهاد قائلا : « أيّها الناس ، إنّي غاد ، فمن شاء منكم أن يخرج معي على الظهر ( أي على الدوابّ ) ومن شاء فليخرج في الماء » [7].

واستجابت الجماهير لدعوة الإمام ، فلمّا رأى ذلك قيس بن سعد غمرته الأفراح ، وأنشأ يقول :

جزى اللّه أهل الكوفة اليوم نصرة * أجابوا ولم يأبوا بخذلان من خذل

وقالوا عليّ خير حاف وناعل * رضينا به من ناقضي العهد من بدل

هما أبرزا زوج النبيّ تعمّدا * يسوق بها الحادي المخبّ على جمل[8]

وعجّت الكوفة بالنفير ونزحت منها آلاف كثيرة ، وقد بدا عليهم الرضا والقبول ، وساروا وهم تحت قيادة الإمام الحسن ( عليه السّلام ) ، فانتهوا إلى ذي قار[9]  وقد التقوا بالإمام أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) حيث كان مقيما هناك ، فسرّ بنجاح ولده ، وشكر له جهوده ومساعيه .

 

[1] الطبري : 3 / 393 و 394 .

[2] الطبري : 3 / 393 و 394 .

[3] حياة الإمام الحسن للقرشي : 1 / 434 .

[4] حياة الإمام الحسن للقرشي : 1 / 434 - 435 .

[5]،6،7 حياة الإمام الحسن : 1 / 436 ، 437 ، 438 .

[8] الغدير : 2 / 76 .

[9] ذيقار : ماء لبكر بن وائل قريب من الكوفة يقع بينها وبين واسط . معجم البلدان : 7 / 8 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.