أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016
![]()
التاريخ: 2024-12-18
![]()
التاريخ: 5-4-2016
![]()
التاريخ: 2024-12-19
![]() |
تجهيز التربة لزراعة الرز
كثير من الزراع يعتقدون بعدم ضرورة الحرث للرز فيزرعونه على البور حتى أردأها وضعاً طبغرافياً وأكثرها أحجارا وأدغالا مكتفين بمد مجاري الماء لإروائه فقط . وهو يغل رغم ذلك، لكن الحرث أفضل من كل الوجوه لما له من الأسباب العديدة المعروفة لا سيما في الأراضي البور. فأرض الرز يجب أن تحرث مرة أو مرتين حرثاً سطحياً في الخريف وتسلف وتمشط في الربيع وتجمع أعشابها وتحرق وهذا الجمع والحرق لا بد منه كي تبقى الأرض نظيفة جهد الإمكان، على أنه لا حاجة لتعميق الحراثات لأن جذور الرز سطحية والتعميق يدفع الغذاء المجهز إلى عمق بعيد.
فإذا تمت الحراثة والتسليف والتمشيط وابادة الأعشاب ينظر إلى الأرض فإن كان فيها ارتفاعات وانخفاضات تزيد عن عشرة سنتيمترات تجري عملية يدعونها في مصر (التقصيب) وفي الشام (تجريف) وهي جرف التراب من الأماكن المرتفعة (العلاوي) إلى الأماكن المنخفضة (المواطي) وذلك لتسوية سطح الأرض وجعل الماء ينتظم في جريانه فلا يركد ويسبب اختناق النبات أو إضعافه في الأماكن المنخفضة. وهذه العملية تؤتى بآلة تجرف التراب تدعى في مصر(قصابية) وفي الشام (جاروفة) سيأتي وصفها في بحث القطن منها البلدية ومنها الإفرنجية.
وفي مصر يستعملون القصابية البلدية في تقصيب الأراضي متى دعت الضرورة لذلك سواء أكانت بور ألم تزرع بعد أو كانت قد زرعت فيما مضى من السنين. والقصابية البلدية: شائعة الاستعمال لدى جميع الزراع في مصر. أما الإفرنجية: فاستعمالها قاصر على الكبار منهم. والبلدية تجرها الأبقار. أما الإفرنجية فتجرها الجرارات.
واذا نقص الفرق بين الانخفاضات والارتفاعات عن عشرة سنتمترات يكتفى لآجل تسوية سطح الأرض بعميلة يدعونها (التلويط) وهي لوم من الخشب السميك طوله ثلاثة أمتار ومبطن من سطحه الأمامي بالحديد لوقايته من التآكل وعرضه 30 سم وسمكه 3 - 3,5 سم . ويكون في وسطه عصا غليظة من الخشب طولها متر.
واللواطة تجر بالبقر أو الجاموس ، وعند تشغيلها يقف العامل فوقها حتى تجرف الطين من الأرض جاعلاً العصا مائلة إلى الخلف قليلاً فتجمع الطين أمامها ومتى وصلت للبقع المنخفضة ينزل العامل من فوقها ويفرغ الطين أي يوزعه على هذه البقع بأن يرفع اليد تدريجياً ثم يتركها مائلة إلى الأمام في العودة وهكذا .
التلويط عميلة إصلاح تتمة لعملية التقصيب كما أنها ضرورية حتى في الأراضي المستوية لزرع المحاصيل المائية أمثال الرز ... لأن الغرض منها هو تعكير الماء حتى إذا بذرت البذور غطيت بطبقة رقيقة من المواد العالقة في الماء والتي ترسب بعد البذر.
والتليوط عميلة دقيقة تحتاج لمهارة ولأبقار قوية ويقوم بها العمال المدربون عليها كما هو الحال في التقصيب ، ولكونها شاقة على الأبقار لا تشتغل فيها إلا نصف يوم وتستبدل بغيرها .
هذا والأرض المراد تلويطها تحرث بادئ بدء (تحرث البقع العالية وتترك المنخفضة بدون حرث عادة) ثم تغمر الأرض بالماء .
ويجب ألا تغمر المياه سطح الأرض كثيراً بل تكون الطبقة المائية رقيقة بحيث تكاد تكون غير ظاهرة في المرتفعات للتعريف على المواضع العالية والمواضع الواطية في الأرض، ولسهولة نقل الطين من العالي إلى الواطي وتحقيق الغاية من العملية وهي (تسوية سطح الأرض في الماء) ما أمكن.
والعمل باللواطة في الأرض المغمورة بماء كثير يضيع على العامل تقدير الفارق بين العلاوي و المواطي، ثم وان الأرض تتشرب ماء كثيرا فتغوص أرجل البقر فيها وذلك مما يتعبها ويجهدها فضلا عن أنه يعرقل العملية.
وعملية التلويط لا تجزأ، لأن التباطؤ فيها يسبب تجليدا للطبقة السطحية بسبب إهالة مدة مكت الماء فيها.
ولهذا يجب الإسراع بالعمل بمجرد ملء الأرض بالماء مع الانتهاء منه بأسرع ما يمكن مرة واحدة دون الالتجاء إلى تكملته في اليوم التالي.
ويلاحظ تنظيم كمية الماء أثناء العمل بحيث يؤدي الماء وظيفته كميزان يستدل منه على مقدار ما وصل إليه منسوب الأرض في جميع أجزاء القطعة الواحدة من التسوية.
فكلما نقلت الألواح (اللواطة) الطين تقارب منسوب سطح القطعة من بعضه وغمر الماء الجزء المرتفع الذي كان غير مغمور من قبل فتصفى المياه تدريجا من القطعة حتى تتكشف المواضع المرتفعة قليلاً أو تصير على وشك الانكشاف، ويستمر في العمل هكذا حتى يصير السطح مستويا ويمكن الحكم على استواء سطح الأرض بتساوي سمك طبقة الماء الرقيقة في جميع المواقع.
هذا ونظرا للمجهود العظيم الذي يبذل في هذه العملية قد يلجأ بعض الزراع إلى تقسيم القطعة الكبيرة إلى أجزاء متساوية أصغر منها يقام بينها جسور (أكتاف أو كسول في الاصطلاح الشامي) باليد وتلوط كل قطعة على حدة وذلك توفيرا للعمل واقتصادا في الوقت خصوصا أذا أريد زراعة الأرض عقب التلويط وكان ضيقا ويخشى من التأخير.
وبعد الانتهاء من التقصيب والتلويط تقسم الأرض إلى أحواض (مساكب) كبيرة مساحتها بنسبة كمية الماء وطبيعة الأرض وتتراوح بين الدونم والدونمين ذات شكل مربع أو مستطيل منفصل بعضها عن بعض بجدران ( أكتاف =كسول) من التراب علوها30 - 50 سم، وعرضها 60 - 65 سم في قواعدها و 15- 20 سم في ذرواتها.
وبعض هذه الجدران يكون ممتدا بالطول (حرف س في الشكل) وباستقامة جريان الماء وبعضه يكون ممتدا بالعرض ( حرف ب في الشكل) وجسامة هذه المساكب تختلف حسب استواء أرض المزرعة وميلانها، ففي الأراضي المنحدرة (المزحلقة) تجعل المساكب صغيرة وعددها كثير وشكلها مختلف، وتابع لأوضاع الأرض وسطحها مستو.
وفي الأراضي المستوية تجعل المساكب كبيرة وعددها قليل وشكلها منتظم بقدر الإمكان، وتصفر المساكب أيضاً إذا كانت المياه قليلة، لأن قلة الماء تعسر بقاءه في ارتفاع متساوي وسط المسكبة لو كانت هذه كبيرة، وتصفر أيضاً إذا كانت الرياح في تلك المنطقة شديدة تحدث امواجا، لان الامواج تقلع نباتات الرز وتضر الغلة.
هذا وبعد الانتهاء من هندسة المساكب حسبما ذكرناه تجر ماء القناة من مدخلها عند نقطتي ١ - 2 مثلا وتفتح أبواب (مساكير) المسكبتين العاليتين هـ - ج وتطلق الماء فيها ، وبعد امتلائها تفتح أبواب المسكبتين اللتين بعدهما وأوطأ منهما د - د وتطلق الماء فيهما ، وهكذا يعمل في المساكب التي بعدها وأوطأ منها حتى يصل الماء إلى أوطأ المساكب حيث الجدار المؤشر عليه بعرف - و - والى أن تصبح كل مسكبة شبه بحيرة ضحلة منفصلة عن جارتها . فإذا تم ذلك تفتح أبواب المصارف لأجل تصريف المياه وتفريغها من المساكب إلى خندق التصريف الذي لا بد من حفره واحضاره حين هندسة المساكب، ويكون هذا أوطأ من المساكب الأخيرة والابواب المذكورة تكون في نقطتي ص-ص وذلك لكي يتمكن الزراع من تغيير منسوب الماء حسب اللزوم، ومن تجفيف أرض المساكب حينما يحتاج نمو الرز إلى ذلك، وفي مزارع الرز المتقنة ينظمون صبيب الماء حسب الطلب ليكون جريان الماء خفيفا ولكن مستمرا يضمن تجددا دائميا لطبقة الماء وللمواد العضوية المعلقة فيه، وذلك بتقسيم القناة أو مجرى الماء الى عدة أقسام إذا كان الماء سريعا وذلك محافظة على التقسيم والتسوية. وفي أميركا يعتقدون أن الرز لا يحتاج إلا لطبقة من الماء خفيفة في معظم أيام نموه، ولذلك يعنون بالمصارف وينفقون على فتحها بنسبة عنايتهم بقنوات الري .
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
ملاكات العتبة العباسية المقدسة تُنهي أعمال غسل حرم مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) وفرشه
|
|
|