المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

في استطاعة العباد
2-12-2015
موعد زراعة القلقاس
4-5-2021
اسلام عبد الله بن سلام
11-5-2017
الناس واولاد الشهداء
2023-04-13
انسياب المادة ودورة الطاقة
29-12-2022
سياسة صيانة الموارد البشرية
19-10-2016


نزعات المعسكر الاموي  
  
3075   03:58 مساءاً   التاريخ: 29-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص153-155.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016 3265
التاريخ: 28-3-2016 3713
التاريخ: 8-04-2015 3589
التاريخ: 28-3-2016 3462

المعسكر الأموي فقد كانوا مجموعة من الخونة وباعة الضمير وليس فيهم أي انسان شريف كما كانوا على يقين لا يخامره أدنى شك في ضلالة قصدهم وانحرافهم عن الطريق القويم وهذه بعض مظاهر ما اتصفوا به :

1 ـ فقدان الارادة :

والظاهرة البارزة في ذلك الجيش فقدانه لإرادته واختياره فقد كان اكثرهم فيما يقول المؤرخون قلوبهم مع الامام وسيوفهم مشهورة عليه لقد خفوا الى حرب من يعتقدون بعدالة قضيته وانه وحده الذي يحقق أهدافهم وما يصبون إليه ولو كان عندهم ذرة من الشعور والاحساس لفدوه بأرواحهم ونفوسهم وما خانوه بعد ما عاهدوا اللّه في نصرته والذب عنه.

2 ـ القلق والحيرة :

واستوعبت الحيرة وخيانة النفس نفوس الكثيرين من المعسكر الأموي فقد كانوا على يقين أنهم على مزلقة الباطل وان الحسين وأصحابه على جادة الحق وقد أدلى شبث بن ربعي وهو احد زعماء ذلك الجيش ومن اركانه القياديين بهذه الظاهرة يقول : قاتلنا مع علي بن أبي طالب ومع ابنه الحسن من بعده آل أبي سفيان خمس سنين ثم عدونا على ولده وهو خير أهل الأرض نقاتله مع آل معاوية وابن سمية الزانية ضلال يا لك من ضلال!! واللّه لا يعطي اللّه اهل هذا المصر خيرا ابدا ولا يسددهم لرشد.

وكشفت هذه الكلمات عن مدى القلق النفسي الذي كان يساور شبث بن ربعي ولا شك ان هناك المئات من أمثاله ممن كانوا يجدون في قرارة نفوسهم تأنيبا حادا على حربهم لريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) كما أن الكثيرين منهم كانوا يحجمون من الدخول في عمليات الحرب وقد لمس ذلك فيهم عمرو بن الحجاج فاندفع يقول لهم : لا ترتابوا في قتال من مرق من الدين ومن مظاهر تلك الحيرة انه لم يؤثر عن أحد انه انشد رجزا  اشاد فيه بالغاية التي كان ينشدها ويقاتل من اجلها الامام فقد كمت الأفواه واخرست الألسن وانما كان الرجز من اصحاب الامام الحسين وأهل بيته فقد مثل اهدافهم ومبادئهم التي استشهدوا من أجلها ؛ لقد كان الرجز هو النشيد العسكري السائد في تلك العصور فيه يتغنى المقاتلون في اثناء الحرب ويفتخرون بشجاعتهم وبطولاتهم ويتوعدون اعداءهم بالقتل والهزيمة لقد اصبح الرجز في تلك المعارك كسلاح من اسلحة القتال يعتمد عليه المقاتلون كما يعتمدون على آلات الحروب من السيوف والسهام والرماح ففي واقعة الجمل كان اصحاب عائشة ينشدون الرجز الذي يمثل اندفاعهم نحو امهم واصحاب الامام كانوا يذكرون في رجزهم دفاعهم عن الامام امير المؤمنين وانه فرض ديني عليهم وكذلك في معركة صفين أما في واقعة كربلاء فلم يؤثر بيت من الشعر نظمه أو تمثل به أحد من المعسكر الأموي وهو آية على شيوع الحيرة والتردد في نفوسهم فقد عرفوا جميعا عرفانا لا تسعه المغالطة ولا الانكار اثم ما اقترفوه وانهم قد ارتطموا في الباطل وماجوا في الضلال .

3 ـ الفسق :

وطائفة كبيرة كانت في الجيش الأموي قد عرفت بالفسق والتحلل فقد كانوا من المدمنين على الخمر ويقول المؤرخون ان الذين حملوا رؤوس الشهداء الى دمشق كانوا يشربون الخمر طيلة الطريق .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.