المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16458 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


نماذج من الإسرائيليات : قصّة زواج النبي داود (عليه السلام)  
  
30701   07:19 مساءاً   التاريخ: 14-3-2016
المؤلف : د. احسان الامين .
الكتاب أو المصدر : التفسير بالمأثور وتطويره عند الشيعة
الجزء والصفحة : ص225-238 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي داوود وقومه /

قوله تعالى : { وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ } [ص : 21 - 25] .

قال الطبري (ت : 310 هـ) في تفسيره للآيات : «وهذا مثل ضربه الخصم المتسوّرون على داود محرابه له وذلك أن داود كانت له فيما قيل : تسع وتسعون امرأة ، وكانت للرجل الّذي أغزاه حتّى قتل امرأة واحدة ، فلمّا قتل نكح- فيما ذكر- داود امرأته ، فقال له أحدهما : (إنّ هذا أخي) يقول : أخي على ديني» «1» .

وروى الطبري في تفصيل ذلك سبع روايات بسنده عن ابن عباس والسدّي والحسن البصري وأنس بن مالك وعطاء الخراساني ، ومنها روايتان عن وهب بن منبه اليماني ، وهو ممّن روي عنه كثير من الاسرائيليات .

ونورد فيما يلي روايتي وهب بن منبه كاملتين كما أخرجهما الطبري ، لبيان القصّة المنسوبة إلى النبيّ داود (عليه السلام) ولمعرفة مصدرها :

حدّثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، قال : ثني محمّد بن إسحاق ، عن بعض أهل العلم ، عن وهب بن منبه اليماني ، قال : لمّا اجتمعت بنو إسرائيل على داود ، أنزل اللّه عليه الزّبور ، وعلّمه صنعة الحديد ، فألانه له ، وأمر الجبال والطير أن يسبّحن معه إذا سبّح ولم يعط اللّه فيما يذكرون أحدا من خلقه مثل صوته ، كان إذا قرأ الزبور- فيما يذكرون- تدنو له الوحوش حتّى يأخذ بأعناقها ، وإنّها لمصيخة تسمع لصوته ، وما صنعت الشياطين المزامير والبرابط والصنوج إلّا على أصناف صوته ، وكان شديد الاجتهاد دائب العبادة ، فأقام في بني إسرائيل يحكم فيهم بأمر اللّه نبيّا مستخلفا ، وكان شديد الاجتهاد من الأنبياء ، كثير البكاء ، ثمّ عرض من فتنة تلك المرأة ما عرض له ، وكان له محراب يتوحد فيه لتلاوة الزّبور ، ولصلاته إذا صلّى ، وكان أسفل منه جنينة لرجل من بني إسرائيل ، كان عند ذلك الرجل المرأة الّتي أصاب داود فيها ما أصابه .

حدّثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن محمّد بن إسحاق ، عن بعض أهل العلم ،  عن وهب بن منبه ، أن داود حين دخل محرابه ذلك اليوم ، قال : لا يدخلنّ عليّ محرابي اليوم أحد حتّى اللّيل ، ولا يشغلني شي‏ء عمّا خلوت له حتّى امسي ، ودخل محرابه ، ونشر زبوره يقرأه ، وفي المحراب كوّة تطلعه على تلك الجنينة ، فبينا هو جالس يقرأ زبوره ، إذ أقبلت حمامة من ذهب حتّى وقعت في الكوّة ، فرفع رأسه فرآها ، فأعجبته ، ثمّ ذكر ما كان قال : لا يشغله شي‏ء عمّا دخل له ، فنكّس رأسه وأقبل على زبوره ، فتصوّبت الحمامة للبلاء والاختبار من الكوّة ، فوقعت بين يديه ، فتناولها بيده ، فاستأخرت غير بعيد ، فاتبعها ، فنهضت إلى الكوّة ، فتناولها في الكوّة ، فتصوّبت إلى الجنينة ، فأتبعها بصره أين تقع ، فاذا المرأة جالسة تغتسل بهيئة ، اللّه أعلم بها في الجمال والحسن والخلق ، فيزعمون أنّها لمّا رأته نقضت رأسها فوارت به جسدها منه ، واختطفت قلبه ، ورجع إلى زبوره ومجلسه ، وهي من شأنه لا يفارق قلبه ذكرها ، وتمادى به البلاء حتّى أغزى زوجها ، ثمّ أمر صاحب جيشه فيما يزعم أهل الكتاب أن يقدّم زوجها للمهالك حتّى أصابه بعض ما أراد به من الهلاك ، ولداود تسع وتسعون امرأة ، فلمّا أصيب زوجها خطبها داود ، فنكحها» .

ولم يعقّب الطبري على هذه الروايات بشي‏ء ، رغم ما فيها من الطّعن في النبيّ داود (عليه السلام) ونسبة عمل إليه لا يقوم به مؤمن عادي فضلا عن نبي معصوم ، كما إنّه من الواضح على الروايات أنّها من الاسرائيليات ، وقد وردت الاشارة إلى مصادرها الإسرائيلية صريحا بعبارات : (فيما يزعم أهل الكتاب ، ويزعمون ، . . .) ، ممّا يدلّ على أنّ مبنى المفسّرين- في الطبري- كان التساهل عموما في ذكر الاسرائيليات وروايتها ، بصورة مباشرة أو غير مباشرة .

رأي الخازن (ت : 741 هـ) :

قال : «وفي القصّة امتحان داود (عليه الصلاة والسلام) . واختلف العلماء بأخبار الأنبياء في سبب ذلك ، وسأذكر ما قاله المفسّرون ثمّ أتبعه بفصل فيه ذكر نزاهة داود (عليه الصلاة والسلام) ممّا لا يليق بمذهبه (عليه السلام) ، لأن منصب النبوّة أشرف المناصب‏ وأعلاها فلا ينسب إليها إلّا ما يليق بها . وأمّا ما قاله المفسّرون : . . .» .

ثمّ ذكر ما روي ممّا ذكره ابن جرير وغيره معلّقا عليه بقوله : «فهذه أقاويل السلف من أهل التفسير في قصّة امتحان داود» «2» .

وذكر أيضا كلام الفخر الرازي في ردّ هذه الروايات ومناقشتها ، وبيان الوجوه التي تنصرف إليها الآيات ممّا تنزّه ساحة النبي داود (عليه السلام) عمّا نسب إليه .

ثمّ عقد فصلا جديدا بعنوان (فصل في تنزيه داود عليه الصلاة والسلام ممّا لا يليق به وما ينسب إليه) ، قال فيه :

«اعلم أنّ من خصّه اللّه تعالى بنبوّته وأكرمه برسالته وشرّفه على كثير من خلقه وائتمنه على وحيه وجعله واسطة بينه وبين خلقه لا يليق أن ينسب إليه ما لو نسب إلى آحاد الناس لاستنكف أن يحدّث به عنه ، فكيف يجوز أن ينسب إلى بعض أعلام الأنبياء والصفوة الامناء ذلك .

روى سعيد بن المسيّب والحارث الأعور عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال : من حدّثكم بحديث داود على ما يرويه القصّاص جلدته مائة وستين جلدة وهو حدّ الفرية على الأنبياء .

وقال القاضي عياض : لا يجوز أن يلتفت إلى ما سطّره الأخباريون من أهل الكتاب الذين بدّلوا وغيّروا ونقله بعض المفسّرين ولم ينص اللّه تعالى على شي‏ء من ذلك ولا ورد في حديث صحيح ، والذي نصّ عليه اللّه في قصّة داود {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ} [ص : 24] وليس في قصّة داود وأوريا خبر ثابت ولا يظنّ بنبيّ محبّة قتل مسلم ، وهذا هو الذي ينبغي أن يعول عليه من أمر داود . . .» .

رأي ابن كثير (ت : 744 هـ) :

أمّا ابن كثير فإنّه وإن توقّف في قبول الروايات لأنّ أكثرها من مصادر اسرائيلية ولضعف إسناد البعض الآخر ، إلّا أنّه فضّل الاقتصار على الآيات وردّ علمها إلى اللّه دون الخوض في تفسيرها ومناقشة متون الروايات ، إذ قال : «قد ذكر المفسّرون هاهنا قصّة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات ، ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه ، ولكن روى ابن أبي حاتم هنا حديثا لا يصحّ سنده لأنّه من رواية يزيد عن أنس (رض) ، ويزيد وإن كان من الصالحين لكنّه ضعيف الحديث عند الأئمّة ، فالأولى أن يقتصر على مجرّد تلاوة هذه القصّة وأن يردّ علمها إلى اللّه عزّ وجلّ ، فإنّ القرآن حق وما تضمن فهو حق أيضا» «3» .

رأي السيوطي (ت : 911 هـ) :

أخرج السيوطي القصّة المذكورة بطرق متعدّدة وأسناد كثيرة أنهاها إلى كبار الصحابة والتابعين ، وهي :

1- أخرج ابن أبي شيبة في المصنف ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس : ان داود (عليه السلام) . . .

2- وأخرج الحكيم في نوادر الاصول ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم بسند ضعيف عن أنس (رض) سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يقول : . . .

3- وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن المنذر عن مجاهد قال : لمّا أصاب داود (عليه السلام) الخطيئة ، وإنّما كانت خطيئته أنّه لمّا أبصرها أمر بها فعزلها فلم يقربها . . .

4- وأخرج ابن جرير عن ابن عباس : . . .

5- وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن : . . .

6- وأخرج ابن جرير والحاكم عن السدي ، قال : . . .

7- وأخرج ابن المنذر عن محمّد بن كعب القرظي نحوه .

8- وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأحمد في الزهد وابن جرير والطبراني عن ابن مسعود  قال : ما زاد داود (عليه السلام) على أن قال (أكفلنيها) .

وأورد السيوطي أربع روايات اخرى بنفس هذا المعنى .

مراجعة الروايات :

1- من الواضح تماما أن ما نسب لساحة النبي داود (عليه السلام) لا يليق بساحته كمؤمن فضلا عن أن يكون من الأنبياء .

2- إن سياق الآيات الكريمة لا يحتمل ما روي ، إذ إنّ القرآن الكريم في هذه القصّة بدأ بمدح النبي داود بقوله تعالى : { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص : 17] ‏ . . . ثمّ قوله : {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} [ص : 20] ‏ ، فكيف يمدح القرآن رجلا ويصفه بكثرة التعبّد والحكمة ثمّ ينسب إليه مثل تلك الفعال السيّئة؟

3- صرّحت بعض الروايات بأخذها عن وهب بن منبه ، وروايات اخرى موقوفة عن بعض الصحابة ، ويتّضح من نصّها أنّها مأخوذة إمّا عن وهب ، أو عن أهل الكتاب مباشرة ، كما صرّحت روايتا وهب بنسبة القصّة فيهما إلى أهل الكتاب .

4- لوحظ من خلال مواقف المفسّرين الأربعة : أنّ الطبري والسيوطي وهما أكثر حصرا لتفسيرهما على المنقول قد مرّت عليهما الروايات المذكورة دون تحفظ أو اعتراض ، خصوصا مع كثرة طرقها وتعدّد مسانيدها ، وهو ما يقوي الرواية عند أصحاب الحديث ، مع أنّه ربّما تتعدّد الطرق والمصدر فيها رواية واحدة ، ولم يفكّرا بمحاكمة الروايات على أساس القرآن والثابت من العقائد الاسلامية ، لأنّ منهج أصحاب الحديث التمسك بالرواية إن ثبتت بطرقهم ، واحتمل معناها .

أمّا ابن كثير والخازن فلأنّ منهجهما توسّع عن المنقول إلى التفسير بالقرآن ومناقشة الآراء والدلائل وفقا له وللعقائد المسلّمة عند المسلمين فإنّهما توقّفا في تلك المرويات ، فأوكل ابن كثير علمها إلى اللّه ، وأمّا الخازن فردّها متمسّكا بمبدأ العصمة .

موقف المفسّرين الشيعة منها :

رفض المفسّرون الشيعة هذه الروايات رفضا قاطعا معتبرين الرواية من الموضوعات مستندين في ذلك إلى الآيات القرآنية الشريفة وإلى الأحاديث المروية عن أهل البيت (عليه السلام) في بيان القصّة ، والتأويلات المقبولة الواردة فيها . ويستثنى من تلك التفاسير ، القمي ، الّذي يعدّ من المجاميع الروائية في التفسير ، وفي رواته من لم يوثّق ، كما يأتي .

رأي تفسير القمي‏ «4» (من أعلام القرن الثالث) :

وردت في تفسير القمي رواية اخرى مشابهة في عمومها لما رواه ابن جرير والسيوطي مع اضافات وتفصيلات اخرى ، وترتكز على أنّ داود (عليه السلام) كتب إلى صاحبه الّذي بعثه أن ضع التابوت بينك وبين عدوك ، وقدّم أوريا بن حنان بين يدي التابوت ، فقدّمه وقتل ، فلمّا قتل أوريا دخل عليه الملكان وقعدا ولم يكن تزوج امرأة أوريا . . . «5» . وهي بذلك تتفق في ما نسبته الروايات المذكورة في الطبري والسيوطي إلى داود (عليه السلام) .

وجاء في سند رواية القمي : «حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن الصادق (عليه السلام) قال : إنّ داود . . .» .

والرواية صحيحة سندا- إذا سلّمنا بنسبة الكتاب إلى علي بن إبراهيم- إلّا أنّ متنها مخالف للقرآن الكريم الّذي نصّ على اصطفاء الأنبياء واختيارهم من قبل اللّه تعالى ، ليكونوا قدوة واسوة للناس ، وما نسب في هذه الروايات لا يناسب هذا المقام السامي ، وقد أمر أهل البيت (عليه السلام) بعرض رواياتهم على القرآن وطرح ما يخالفه .

فقد قيل ليونس : «ما أكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا؟ فقال : حدّثني هشام بن‏ الحكم أنه سمع الصادق (عليه السلام) يقول : لا تقبلوا علينا حديثا إلّا ما وافق القرآن والسنّة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة . . .» «6» .

على أنّ القمي نفسه روى بعد هذه الرواية رواية اخرى معارضة ، قال :

«وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله : {وظَنَّ داوُدُ} أي علم‏ {وأَنابَ}‏ أي تاب ، وذكر أن داود كتب إلى صاحبه أن لا تقدّم أوريا بين يدي التابوت وردّه ، فقدم أوريا إلى أهله ومكث ثمانية أيّام ثمّ مات» «7» .

وهي تنفي عن داود (عليه السلام) تهمة إرسال أوريا للقتل ، والّتي أوردتها الرواية السابقة .

جدير ذكره أنّ الكثير من علماء الرجال قد توقفوا في قبول أسناد روايات تفسير القمي لعدم ثبوت وثاقة رواته وعدم ثبوت نسبة الكتاب إلى عليّ بن إبراهيم القمي الثقة ، إذ إنّ راوييه يروي عن أبي الفضل العباس العلوي وكلاهما مجهولان عند أصحاب الحديث ، فالإسناد إلى هذا التفسير مقطوع أو مجهول اصطلاحا «8» .

رأي الشيخ الطوسي (ت : 460 هـ) :

ذكر الشيخ الطوسي الأقوال المختلفة في الرواية مرجحا أنّ الآية منصرفة إلى ما يتعلّق بأدب القضاء دون باقي الوجوه الّتي لا تليق بالأنبياء ، وحكم على رواية عشق داود لامرأة أوريا بالوضع والبطلان ، مستندا إلى الحديث المروي عن علي (عليه السلام) ، فقال :

«وقيل : إنّه خطب امرأة كان أوريا بن حيان قد خطبها فدخل في سومه ، فاختاروه عليه فعاتبه اللّه على ذلك ، لأنّ الأنبياء يتنزهون عن ذلك ، وإن كان مباحا لأنّه ممّا ينفر على بعض الوجوه . وقيل : بل انفذ به إلى غزوة ، وكان يحب أن يستشهد ليتزوج امرأته لأنّهما كانا تحاكما إليه فوقعت امرأته في قلبه واشتهاها شهوة الطباع من غير أن يحدث أمرا قبيحا .

وأولى الوجوه ما قدّمناه أنّه ترك الندب في ما يتعلق بأدب القضاء ، لأن باقي الوجوه ينبغي أن ينزّه الأنبياء عنها لأنّها تنفر في العادة عن قبول أقوالهم .

فأمّا ما يقول بعض الجهال من القصّاص أن داود عشق امرأة أوريا ، وأنّه أمره بأن يخرج إلى الغزو ، وأن يتقدم أمام التابوت وكان من يتقدم التابوت من شرطه ألا يرجع إلّا أن يغلب أو يقتل ، فخبر باطل موضوع ، وهو مع ذلك خبر واحد لا أصل له ولا يجوز أن تقبل أخبار الآحاد في ما يتضمن في الأنبياء ما لا يجوز على أدون الناس ، فان اللّه نزّههم عن هذه المنزلة وأعلى قدرهم عنها . وقد قال اللّه تعالى‏ { اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} [الحج : 75] وقال : {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [الدخان : 32] ، فكيف يختار تعالى من يتعشّق نساء أصحابه ويعرضهم من غير استحقاق ؟

ولا يجوّز مثل هذا على الأنبياء إلّا من لا يعرف مقدارهم ولا يعتقد منزلتهم الّتي خصّهم اللّه فيها نعوذ باللّه من سوء التوفيق .

وقد روي عن عليّ (عليه السلام) أنّه قال : لا أؤتى برجل يقول إن داود ارتكب فاحشة إلّا ضربته حدّين أحدهما للقذف والآخر لأجل النبوّة» «9» .

رأي الشيخ الطبرسي (ت : 543 هـ) :

وقد فصّل الطبرسي القول في ذكر الوجوه المذكورة في الآية ، ومنها وجوه عديدة مقبولة ، أمّا قصّة أوريا فرفضها واصفا لها بالفساد ، لأنّها تقدح في عدالة داود ، وهو من الأنبياء الّذين يجلّون عن ذلك .

فقال : «واختلف في استغفار داود (عليه السلام) من أيّ شي‏ء كان ، فقيل : إنّه حصل منه على سبيل الانقطاع إلى اللّه تعالى ، والخضوع له ، والتذلّل بالعبادة والسجود ، كما حكى سبحانه عن إبراهيم (عليه السلام) بقوله : {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} [الشعراء : 82] . وأمّا قوله : {فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ}‏ فالمعنى : إنّا قبلناه منه ، وأثبناه عليه . فأخرجه على لفظ الجزاء مثل قوله : {يُخادِعُونَ اللَّهَ وهُوَ خادِعُهُمْ}‏ ، وقوله : {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ‏} . فلمّا كان المقصود من الاستغفار والتوبة القبول ، قيل في جوابه : غفرنا .

وهذا قول من ينزّه الأنبياء عن جميع الذنوب ، من الإمامية وغيرهم ، ومن جوّز على الأنبياء الصغائر قال : إن استغفاره كان لذنب صغير وقع منه .

ثمّ إنّهم اختلفوا في ذلك على وجوه :

أحدها : أنّ أوريا بن حيان خطب امرأة ، وكان أهلها أرادوا أن يزوجوها منه ، فبلغ داود جمالها ، فخطبها أيضا فزوّجوها منه ، فقدّموه على أوريا ، فعوتب داود على الحرص على الدّنيا ، عن الجبائي .

وثانيها : أنّه أخرج أوريا إلى بعض ثغوره ، فقتل فلم يجزع عليه جزعه على أمثاله من جنده ، إذ مالت نفسه إلى نكاح امرأته ، فعوتب على ذلك بنزول الملكين .

وثالثها : أنّه كان في شريعته أنّ الرجل إذا مات وخلف امرأة ، فأولياؤه أحقّ بها إلّا أن يرغبوا عن التزويج بها ، فحينئذ يجوز لغيرهم أن يتزوج بها . فلمّا قتل أوريا خطب داود (عليه السلام) امرأته ، ومنعت هيبة داود وجلالته أولياءه أن يخطبوها ، فعوتب على ذلك .

ورابعها : أنّ داود كان متشاغلا بالعبادة ، فأتاه رجل وامرأة متحاكمين إليه ، فنظر إلى المرأة ليعرفها بعينها ، وذلك نظر مباح ، فمالت نفسه إليها ميل الطباع ففصل بينهما ، وعاد إلى عبادة ربّه ، فشغله الفكر في أمرها عن بعض نوافله ، فعوتب .

وخامسها : أنّه عوتب على عجلته في الحكم ، قبل التثبّت ، وكان يجب عليه حين سمع الدعوى من أحد الخصمين ، أن يسأل الآخر عمّا عنده فيها ، ولا يحكم عليه قبل ذلك . وإنّما أنساه التثبت في الحكم فزعه من دخولهما عليه في غير وقت العادة» .

ثمّ ذكر الطبرسي ما رواه الطبري وغيره في قصّة أوريا ، قائلا : «وأمّا ما ذكر في القصّة . . . فممّا لا شبهة في فساده‏ «10» ، فإن ذلك ممّا يقدح في العدالة ، فكيف يجوز أن يكون أنبياء اللّه الّذين هم أمناؤه على وحيه ، وسفراؤه بينه وبين خلقه ، بصفة من لا تقبل شهادته ، وعلى حالة تنفر عن الاستماع إليه ، والقبول منه؟ جلّ أنبياء اللّه عن ذلك .

وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : لا اؤتى برجل يزعم أن داود يتزوّج امرأة أوريا ، إلّا جلدته حدّين : حدّا للنبوة ، وحدّا للإسلام .

وقال أبو مسلم : لا يمتنع أن يكون الداخلان على داود ، كانا خصمين من البشر ، وأن يكون ذكر النعاج محمولا على الحقيقة دون الكناية ، وإنّما خاف منهما لدخولهما من غير إذن ، وعلى غير مجرى العادة . وإنّما عوتب على أنّه حكم بالظلم على المدعى عليه قبل أن يسأله» «11» .

رأي الفيض الكاشاني (ت : 1061 هـ) :

وقد ردّ الكاشاني قصّة أوريا بما ورد من الروايات عن أهل البيت (عليه السلام) في ردّ القصة وتنزيه ساحة داود (عليه السلام) ، والروايات عنهم في ذلك متعدّدة ، ممّا يدلّ على خطورة ما نسب إليه (عليه السلام) ، وآثاره السلبية في الناس تجاه سائر الأنبياء ، كما أشار الصافي إلى رواية القمي ولكنّه أردف بالقول : «وكذّبه الإمام الرضا (عليه السلام)» .

قال الفيض الكاشاني :

«وفي العيون عن الرضا (عليه السلام) في حديث عصمة الأنبياء قال : وأمّا داود فما يقول من قبلكم فيه؟ فقيل يقولون : إنّ داود (عليه السلام) كان يصلّي في محرابه إذ تصوّر له إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور فقطع داود (عليه السلام) صلاته وقام ليأخذ الطير ، فخرج الطير إلى الدار ، فخرج في أثره فطار إلى السطح ، فصعد السطح في طلبه فسقط الطير في دار أوريا بن حنان ، فاطّلع داود (عليه السلام) في أثر الطير فاذا بامرأة أوريا تغتسل ، فلمّا نظر إليها هواها ، وكان قد أخرج أوريا في بعض غزواته فكتب إلى صاحبه أن قدّم أوريا أمام التابوت ، فقدّم فظفر أوريا بالمشركين ، فصعب ذلك على داود (عليه السلام) ، فكتب إليه ثانية أن قدّمه أمام التابوت ، فقدّم فقتل أوريا ، فتزوّج داود (عليه السلام) بامرأته .

قال : فضرب الرضا (عليه السلام) يده على جبهته وقال : إنّا للّه وإنّا إليه راجعون ، لقد نسبتم نبيّا من أنبياء اللّه إلى التهاون بصلاته حتّى خرج في أثر الطير ثمّ بالفاحشة ثمّ بالقتل .

فقيل : يا ابن رسول اللّه فما كانت خطيئته؟

فقال : ويحك إنّ داود (عليه السلام) انّما ظنّ انّه ما خلق اللّه عزّ وجلّ خلقا هو أعلم منه ، فبعث اللّه عزّ وجلّ إليه الملكين فتسوّرا المحراب فقالا له : {خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} [ص : 22، 23] ‏ .

فعجّل داود (عليه السلام) على المدّعى عليه فقال : لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى‏ نِعاجِهِ‏ ولم يسأل المدّعي البيّنة على ذلك ولم يقبل على المدّعى عليه فيقول له ما تقول ، فكان هذا خطيئته رسم الحكم ، لا ما ذهبتم إليه ، أ لا تسمع اللّه تعالى يقول‏ { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ} [ص : 26] إلى آخر الآية .

فقيل : يا ابن رسول اللّه! فما قصّته مع أوريا ؟

قال الرضا (عليه السلام) : إنّ المرأة في أيّام داود (عليه السلام) كانت إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوّج بعده أبدا ، وأوّل من أباح اللّه له أن يتزوّج بامرأة قتل بعلها كان داود (عليه السلام) فتزوّج‏ بامرأة أوريا لمّا قتل وانقضت عدّتها ، فذلك الّذي شقّ على الناس من قبل أوريا «12» .

وروى القمّي عن الصادق (عليه السلام) ما يقرب ممّا روته العامّة ، وكذّبه الرضا (عليه السلام)- كما مرّ- مع زيادات وفيه ما فيه ، وعن الباقر (عليه السلام) في قوله : وظنّ داود (عليه السلام) أي علم ، وأناب أي وذكر أنّ داود (عليه السلام) كتب إلى صاحبه أن لا تقدّم أوريا بين يدي التابوت وردّه ، فقدم أوريا إلى أهله ومكث ثمانية أيّام ثمّ مات .

رأي العلّامة الطباطبائي :

أشار العلّامة الطباطبائي إلى روايات الدرّ المنثور عن أنس ومجاهد والسدّي وبعدّة طرق عن ابن عباس ورواية القمي مثلها ثمّ ذكر ملخص ما أتى به الطبرسي في مجمع البيان وردّه الروايات ، إلّا أنّه لم يكتف بذلك بل تابع الأمر فبيّن أنّ القصة مأخوذة من التوراة مع شي‏ء من التعديل فقال :

«والقصّة مأخوذة من التوراة غير أنّ الّتي فيها أشنع وأفظع فعدلت بعض التعديل على ما سيلوح لك .

ففي التوراة ما ملخّصه : وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشّى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم وكانت المرأة جميلة المنظر جدّا .

فأرسل داود وسأل عن المرأة فقيل : إنّها بتشبع امرأة أوريا الحثي ، فأرسل داود رسلا وأخذها فدخلت عليه فاضطجع معها وهي مطهّرة من طمثها ثمّ رجعت إلى بيتها وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود أنّها حبلى .

وكان أوريا في جيش لداود يحاربون بني عمون فكتب داود إلى يوآب أمير جيشه يأمره بإرسال أوريا إليه ، ولمّا أتاه وأقام عنده أياما كتب مكتوبا إلى يوآب وأرسله بيد أوريا ، وكتب في المكتوب يقول : اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت ، ففعل به ذلك فقتل واخبر داود بذلك .

فلمّا سمعت امرأة أوريا أنّه قد مات ندبت بعلها ، ولمّا مضت المناحة أرسل داود وضمّها إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنا ، وأمّا الأمر الّذي فعله داود فقبح في عيني الرب .

فأرسل الرب ناثان النبي إلى داود فجاء إليه وقال له : كان رجلان في مدينة واحدة واحد منهما غني والآخر فقير ، وكان للغني غنم وبقر كثيرة جدّا وأمّا الفقير فلم يكن له شي‏ء إلّا نعجة واحدة صغيرة قد اقتناها وربّاها ، فجاء ضيف إلى الرجل الغني ففضل أن يأخذ من غنمه ومن بقره ليهيّئ للضيف الّذي جاء إليه فأخذ نعجة الرجل الفقير وهيّأها لضيفه ، فحمي غضب داود على الرجل جدّا ، وقال لناثان : حي هو الرب إنّه يقتل الرجل الفاعل ذلك وترد النعجة أربعة أضعاف لأنّه فعل هذا الأمر ولأنّه لم يشفق .

فقال ناثان لداود : أنت هو الرجل يعاتبك الرب ويقول : سأقيم عليك الشرّ من بيتك وآخذ نساءك أمام عينيك واعطيهنّ لقريبك فيضطجع معهنّ قدّام جميع بني إسرائيل وقدّام الشمس جزاء لما فعلت بأوريا وامرأته .

فقال داود لناثان : قد أخطأت إلى الرب ، فقال ناثان لداود : الرب أيضا قد نقل عنك خطيئتك . لا تموت غير أنه من أجل أنك قد جعلت بهذا الأمر أعداء الرب يشمتون فالابن المولود لك من المرأة يموت ، فأمرض اللّه الصبي سبعة أيّام ثمّ قبضه ثمّ ولدت امرأة أوريا بعده لداود ابنه سليمان» .

ثمّ ذكر الطباطبائي روايتي العيون‏ «13» وأمالي الصدوق عن الرضا (عليه السلام) والصادق (عليه السلام) في رد هذه المقالات‏ «14» .

______________________________

(1)- تفسير الطبري/ ج 23/ ص 143 .

(2)- تفسير الخازن/ ج 4/ ص 34 .

(3)- تفسير ابن كثير/ ج 6/ ص 53 .

(4)- إنّما نسبنا الرأي إلى تفسير القمي ، لا القمي نفسه ، لأنّ نسبة التفسير إلى القمي محل نظر وترديد عند العلماء .

(5)- تفسير القمي/ ج 2/ ص 204 .

(6)- الأخبار الدخيلة/ ج 1/ ص 217 .

(7)- تفسير القمي/ ج 2/ ص 206 .

(8)- صيانة القرآن من التحريف/ ص 230 .

(9)- التبيان في تفسير القرآن/ الطوسي/ ج 8/ ص 554 .

(10)- جواب أمّا في قوله : وأمّا ما ذكر في القصة أن داود . . .

(11)- مجمع البيان في تفسير القرآن/ ج 8/ ص 354 .

(12)- عيون أخبار الرضا/ ج 2/ ص 171 و172 .

(13)- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) .

(14)- الميزان/ ج 17/ ص 198 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



شعبة التوجيه الديني النسوي تختتم دورتها الثانية لتعليم مناسك الحجّ
قسم التطوير يختتم تدريب خمس مجموعات ضمن برنامج تمكين الخادم
المجمع العلمي يعلن إطلاق دوراته الصيفية في محافظة ذي قار
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة حول القيمة العلمية والمعرفية للوثائق