أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015
1761
التاريخ: 13-08-2015
2438
التاريخ: 10-04-2015
2500
التاريخ: 20-08-2015
1716
|
هو أبو خالد هاشم بن عبد العزيز بن هاشم بن خالد بن عبد اللّه بن حسن ابن جعد بن أسلم بن أبان بن عمرو. و كان عمرو هذا مولى لعثمان بن عفّان (ت 35-656 م) . ثمّ إنّ أهله كانوا قد انتقلوا إلى الأندلس و سكنوا إلبيرة فأصبح لهم فيها رئاسة و جلالة.
ولد هاشم بن عبد العزيز (في إلبيرة) في أيام الأمير عبد الرحمن بن الحكم (206-٢٣٨ ه) ، و لمّا شبّ أصبح من أشياع الدولة الأمويّة في الأندلس مختصّا بالأمير محمّد بن عبد الرحمن (٢٣٨-٢٧٣ ه) ، فكان الأمير محمّد بن عبد الرحمن يقرّبه فقد اتّخذه وزيرا ثمّ ولاّه كورة جيّان.
و خاض هاشم بن عبد العزيز حروبا كثيرة، و لكنّه لم يكن كثير التوفيق. في سنة 262(876 م) قاد جيشا لقتال عبد الرحمن بن مروان الجليقيّ بنواحي بطليوس فأوغل بالجيش بلا استعداد تامّ و لا احتياط كاف، فقتل عدد كبير من عسكره و جرح هو نفسه و أسر، ففداه الأمير محمّد بمبلغ كبير فخرج من الأسر سنة 264. و في سنة 268(٨٨١ م) سار بجيش إلى قتال أهل سرقسطة-و كان معه المنذر بن الأمير محمّد-فانتصر هاشم في تلك الغزوة و حطّم سرقسطة و فتح عددا من الحصون حولها، و لكنّه أساء الأدب مع المنذر حتّى حقد عليه المنذر.
و لمّا جاء المنذر إلى الإمارة، في ثالث ربيع الأوّل من سنة ٢٧٣(٨/٨/886 م) -و قيل في ثامن ربيع الأوّل-أوهم هاشما أنّه نسبي ما كان بينهما و استحجبه (جعله حاجيا: رئيسا للوزارة) ، ثمّ نكبه و حبسه و عذّبه و قتله، في 26 شوّال من سنة ٢٧٣(25/٣/٨٨٧ م) .
كان في هاشم بن عبد العزيز عدد من الخصال الحميدة فقد كان فارسا شجاعا و رئيسا كريما محسنا و ذا قوّة و جلد في الحرب و صبر في المصائب. و لكنّه كان أيضا حقودا لجوجا سيّئ التصرّف في أموره مع الناس. ثمّ إنّه كان كاتبا بليغا و شاعرا بارعا متين الأسلوب واضح التعبير. و فنون شعره الفخر و العتاب و الأدب (الحكمة) و الهجاء. و كان يرتجل الشّعر أيضا.
مختارات من آثاره:
- كان الوزير الوليد بن عبد الرحمن بن غانم صديقا لهاشم بن عبد العزيز. فلمّا أسر هاشم جرى ذكره في مجلس الأمير محمّد، و الوليد حاضر، فنسبه الأمير محمّد إلى الطيش و العجلة و الاستبداد في الرأي حتّى أدّى ذلك إلى انهزامه في المعركة و أسره. فدافع الوليد عن هاشم و نسب انهزامه و أسره إلى عوامل كثيرة منها سوء الحظّ. فذهب غضب الأمير محمّد و سعى في تخليص هاشم من الأسر بفدية كبيرة. و بلغ ذلك إلى هاشم فكتب إلى الوليد (نفح الطيب ٣:٣٧٣) :
«الصديق من صدقك في الشّدّة لا في الرّخاء، و الأخ من ذبّ (1)عنك في الغيب لا في المشهد، و الوفيّ من وفى لك إذا خانك زمان. و قد أتاني من كلامك بين يدي سيّدنا-جعل اللّه تعالى نعمته سرمدا (2) - ما زادني بمودّتك اغتباطا و بصداقتك ارتباطا. و لذلك ما كنت أشدّ يدي على وصلك بإخائي. و أنا الآن بموضع لا أقدر فيه على جزاء غير الثناء. و أنت أقدر منّي على أن تزيد ما بدأت به بأن تتمّ ما شرعت فيه حتّى تتكمّل لك المنّة و يستوثق عقد الصداقة. . .» .
- و قال هاشم بن عبد العزيز في الفخر بأحوال الهزل و أحوال الجدّ:
أهوى معانقة الملا... ح و شرب أكواس الطّلى (3)
و يسرّني حسن الريا...ش و قد توشّت بالحلى (4)
و أذوب من طرب إذا... ما الصبح جرّد منصلا (5)
و أهيم في قود الجيو... ش و نيل أسباب العلا (6)
و أهزّ مرتاحا، إذا ... سرت المواضي في الطّلا (7)
قل للّذي يبغي مكا... ني: هكذا أو لا فلا
- و كان أحد أبناء هاشم بن عبد العزيز قد خاطب أباه هاشما برقعة فيها شعر ضعيف، فوقّع على ظهر تلك الرقعة بديهة:
لا تقل-إن عزمت-إلاّ قريضا... رائقا لفظه ثقيفا رصينا (8)
أو دعْ الشّعر، فهو خير من الغثـْ...ـثِ، إذا لم تجد مقالا ثمينا
- و كتب إلى جاريته - و اسمها عاج-من سجنه أبياتا هي (و فيها شيء من نفس النابغة و نفس أبي فراس) :
و إنّي عداني أن أزورك مطبق... و باب منيع بالحديد مضبّبُ (9)
فإن تعجبي، يا عاج، ممّا أصابني... ففي ريب هذا الدهر ما يتعجّب (10)
و في النفس أشياء أبيت بغمّها... كأنّي على جمر الغضى أتقلّب (11)
تركت رشاد الأمر إذ كنت قادرا... عليه فلاقيت الذي كنت أرهب
و كم قائل قال: انج، ويحك، سالما... ففي الأرض عنهم مستراد و مذهب (12)
فقلت له: إنّ الفرار مذلّة... و نفسي على الأسواء أحلى و أطيب
سأرضى بحكم اللّه فيما ينوبني... و ما من قضاء اللّه للمرء مهرب
فمن يك مسرورا بحالي، فإنّه... سينهل في كأسي وشيكا و يشرب (13)
- و قال هاشم بن عبد العزيز (المقتبس 134) :
كان الأمير محمّد (راجع، فوق، ص 5٨) أبصر الناس بالرأي و أنفذهم لوجهه، فكان يجمعنا للمشورة على رسم من قبله، فنجتهد و يقول كلّ واحد منّا ما يحضره. فإن وافق ما قد انتقاه هو أمضاه عن تحصيل. و إن كان في الرأي خلل ناظرنا على خطئه و قلّب لنا وجوهه و عدلنا عنه بحجاج و تبيان لا نكاد ندفعه فتصغي أفهامنا إليه و نختاره.
_____________________
١) ذبّ: دافع.
2) سيّدنا (يقصد الأمير محمّدا) . سرمدا: أمدا دائما.
3) الملاح جمع مليحة: المرأة ذات اللون الحسن. أكواس جمع كأس (غير قاموسية) . و جمع كأس في القاموس كؤس و كئوس و كاسات و كئاس. الطلى-الطلاء (بالكسر فيهما) : الخمر.
4) توشّت: (تطرّزت) بالحلى (بالأزهار التي تشبه المعادن الثمينة التي تتحلّى بها النساء) .
5) المنصل: السيف (نصل السيف) . جرّد الصبح منصلا: بدأت أنوار الصبح تبدو في الشرق كأنّها سيوف (لأن النهار وقت العمل) .
6) قود الجيوش: قيادة الجيوش (في الحرب) .
7) أهزّ (بالبناء للمجهول؟) : أطرب. أفرح. المواضي: السيوف. الطلا جمع طلاة (بالضمّ فيهما) . العنق (أي في المعارك) .
8) القريض: الشعر. الثقيف: المهذّب (الخالي من الخطأ) .
9) عداه: فاته. مطبق: (بضمّ الميم و كسر الباء) : السجن تحت الأرض. مضبّب: مقفل بحديدة تدخل من الباب في الجدار.
10) ما يتعجّب (الإنسان) منه: أمور عجيبة غريبة.
11) الغضى شجرة يصنع منه فحم ذو نار شديدة الحرارة (و جمعها: غضى) .
12) مستراد: مكان بعيد ينزله الإنسان للنجاة من أعدائه. المذهب: مكان يذهب إليه الإنسان.
13) سينهل (يشرب) من كأسي: سيصيبه مثل الذي أصابني.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|