المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



مُقدَّم بن مُعافى القبري  
  
14062   01:22 صباحاً   التاريخ: 11-3-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص155-156
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-6-2021 4506
التاريخ: 6-9-2016 6722
التاريخ: 28-06-2015 3513
التاريخ: 27-09-2015 5006

هو مقدّم بن معافى القبريّ، نسبة إلى مدينة قبرة (و قبرة كورة من أعمال قرطبة قصبتها أو عاصمتها قبرة أيضا) . نعرف من أحداث حياته أنّه كان شاعر بلاط في أيام الأمير عبد اللّه بن محمّد (275-٣٠٠ ه‍) . و لعلّ مولده كان سنة 225 (840 م) . أمّا وفاته فكانت في حدود سنة ٢٩٩(٩١٢ م) . و لعلّه كان ضريرا (1) . 
يبدو أن مقدّم بن معافى كان شاعرا مدّاحا، اتّصل ببلاط قرطبة أيام الأمير عبد اللّه، كما مدح سعيد بن سليمان بن جوديّ (ت 384-994 م) ، الذي كان فارسا شاعرا. و كذلك مدح سعيد بن المنذر بن سعيد البلّوطيّ. غير أنّ أهمّ ما يتعلّق بخصائص مقدّم هذا أنّ مؤرخي الأدب ينسبون إليه اختراع الموشّح (2). غير أنّ موشّحات مقدّم لم تصل إلينا، و لا وصل إلينا من شعره إلاّ أبيات يسيرة. 
مختارات من شعره: 
- قال مقدّم بن معافى يرثي سعيد بن جوديّ (نفح الطيب 3:538) : 
من ذا الذي يطعم أو يكسو... و قد خوى حلف الندى رمسُ 
لا اخضرّت الأرض، و لا أورق ال‍ـ...ـعود، و لا أشرقت الشمس 
بعد ابن جوديّ الذي لن ترى... أكرم منه الجنّ و الإنس 
دموع عيني في سبيل الأسى على سعيد أبدا حبس 
- و له قصيدة أوّلها: 
أشجيت إن طربت حمامة وادي... ميّادة في ناعم ميّادِ
تلهو و ما منيت بجفوة زينب... يوما، و لا بخيالها المعتاد 
لا ترج إذ سلبت فؤادك زينب ... عيشا؛ فما عيش بغير فؤاد 
-قيل لمقدّم بن معافى: أ ترثي سعيد بن جوديّ و قد ضربك؟ فقال: 
و اللّه، إنّه نفعني حتّى بذنوبه. و لقد نهاني ذلك الأدب (القصاص، العقاب) عن مضارّ جمّة كنت أقع فيها على رأسي، أ فلا أرعى له ذلك؟ و اللّه، ما ضربني إلاّ و أنا ظالم له، أ فأبقى على ظلمي له بعد موته؟ 
و قيل له: لم لا تهجو مؤمن بن سعيد؟ فقال: 
لا أهجو من لو هجا النجوم ما اهتدى أحد بها! 
__________________________
١) بروكلمان، الملحق 1:477. 
٢) راجع، تحت، الكلام على الموشح. ثم نفح الطيب 7:5-6(عن مقدمة ابن خلدون) ينسب ابن بسّام (الذخيرة) اختراع الموشّح إلى رجل ضرير من قبرة اسمه محمّد بن حمّود أو محمود.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.