العنوان المعروف : آشنايي با قرآن (التعرف على القرآن الكريم)

المؤلف : مرتضى المطهري

ولادته : ولد في عام 1338هـ /1298هـ .ش ، واستشهد في عام 1399هـ /1358هـ .ش .

مذهبه : شيعي اثنا عشري

اللغة : الفارسية

تاريخ التأليف : 1375هـ - 1399هـ .

عدد المجلدات : 10

طبعات الكتاب : طهران ، مؤسسة انتشارات صدرا ، 1399 – 1425هـ

حياة المؤلف

ولد أستاذي الشهيد ، العلامة مرتضى المطهري في 13 جمادى الأولى من عام 1338 للهجرة (الموافق لـ 13 بهمن 1298 من التاريخ الهجري الشمسي) في قرية فريمان من قرى محافظة خراسان . ووالده هو المرحوم الشيخ محمد حسين المطهري الذي كان رجلاً ورعاً تقياً وانموذجاً في الالتزام بالسنن الإسلامية . لقد تربى الأستاذ المطهري في حجر هذا الوالد التقي . وكان منذ طفولته متميزاً عن الآخرين ، فكان محباً للطهارة والتقوى ، ويتجنب الأعمال المشينة .

ابتدأ الأستاذ دراسته في مدرسة فريمان ثم هاجر الى مشهد المقدسة في سنة 1352هـ حين كان عمره اثني عشرة سنة . ودرس هناك مقدمات العلوم الدينية من المنطق ، والفلسفة ، والآداب العربية ، ثم هاجر الى قم في عام 1358هـ . وابتدأ هناك بالحضور في مجالس بحث الفقه والأصول لثلاثة من علماء الدين الكبار وهم السيد صدر الدين الصدر ، والسيد محمد المحقق ، والسيد محمد الحجة . وحضر الدروس التي كان يلقيها الامام الخميني حول مواضيع الفلسفة والعرفان والتي كانت تعقد في يومي الخميس والجمعة . وحضر أيضاً مدة ثماني سنوات بحث السيد البورجردي . وكان زميله في الحجرة الفقيه الكبير آية الله المنتظري (وهو أستاذي الآخر في دراسات الفقه) . وكان الأستاذ الى جانب حضوره مجالس بحث الامام الخميني وآية الله البروجردي يحض دروس العلامة المفسر والفيلسوف الشهير السيد محمد حسين الطباطبائي صاحب كتاب الميزان في تفسير القرآن حيث كان يشتغل بالتدريس وكان يُعد من مشاهير المدرسين في الحوزة . ثم هاجر في عام 1373هـ . من قم الى طهران وعقد حوزة تدريس في مدرسة المروي ، واشتغل بتدريس الكتب الفلسفية المختلفة في جامعة طهران ، وأخذ يؤلف ويحقق في المباحث المختلفة الثقافية ، والفقهية ، والفلسفية ، والاجتماعية وخصوصاً القرآنية . وكان على الدوام يبذل قصارى جهده في تنشئة الشباب من طلاب الجامعة وسائر طبقات المجتمع . وقد نشر خلال هذه المدة عدة كتب .

وبعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران بمدة شهرين تقريباً استشهد على يد جماعة تُطلق على نفسها اسم جماعة (الفرقان) ، وذلك في ليلة الرابع من جمادى الثانية من عام 1399 في حوالي الساعة العاشرة والنصف ، في أحد شوارع طهران (1) .

ودفن في جوار حرم السيدة المعصومة بنت موسى بن جعفر بقم .

آثاره ومؤلفاته

خلّف استاذي الشهيد عدداً كبيراً من المؤلفات المعتمدة لدى العلماء والمثقفين بلغت ما يقارب سبعين كتاباً . وكانت مؤلفاته عموماً القائه شفوياً بالفارسية ، ويتناول فيها شتى موضوعات المنطق والفلسفة والكلام والعرفان والفقه والتفسير . نذكر في ما يلي بعضاً منها :

1 . نظام حقوق المرأة .

2 . العدل الإلهي .

3 . احياء الفكر في الإسلام .

4 . شرح منظومة السبزواري في الفلسفة .

5 . فلسفة التاريخ .

6 . الملحمة الحسينية (حماسة عاشورا) .

7 . الزمان والحركة .

8 . السيرة النبوية .

9 . الأعمال الكاملة .

10 . مسألة الحجاب .

وغيرها من الآثار .

تعريف عام

هذه المجموعة التفسيرية عبارة عن سلسلة من المحاضرات التي كان يلقيها الأستاذ المطهري في جلسات كانت تعقد أسبوعياً في طهران على مدى خمس وعشرين سنة . وكانت تُسجل في حينها على أشرطة تسجيل ، ثم أفرغت لاحقاً على الورق وأعيد تنظيمها وطبعت .

ويبدو أن هذا التفسير كان يُلقى شفوياً على شرائح اجتماعية من أطياف شتى ، وهو يبدأ من سورة مريم ويستمر الى آخر القرآن . ثم استؤنف مرة أخرى من بداية القرآن ، الى الآية 23 من هذه السورة . ثم جرى ثانية تفسير آيات من سورتي الأنفال والتوبة (2) .

وهذا التفسير عمل مستقل ، ولا علاقة له بالكتابات القرآنية الأخرى للأستاذ الشهيد التي كتبها حول فلسفة التاريخ من منظار القرآن ، والعقل والتعقّل في القرآن ، والمجتمع والتاريخ ، والانسان والقرآن ، ومعرفة القرآن (الانسان والفطرة) وعشرات القضايا الإسلامية الأخرى التي كتبها في ضوء الرؤية القرآنية(3) ، بشكل موضوعي .

ونشير أيضاً الى أن المفسّر بدأ في عام 1394هـ . بالقاء سلسلة من المحاضرات في جامعة شريف الصناعية (دانشكاه صنعتي شريف) ، تحت عنوان معرفة القرآن ، وكان من المقرر لها أن تكون مدخلاً لسلسة بحوث تمهيدية ، وأساسية في الوقف نفسه حول معرفة القرآن . ولكن تلك المحاضرات لم تكتمل بسبب الإضرابات الطلابية التي تفاقمت حينذاك ، أي في أيام اندلاع الثورة الإسلامية ، وما تبعها من تعطيل للدراسة . ولم ير النور منها إلا خمس محاضرات (4) .

وعلى أية حال فقد صدرت حتى الآن من تفسير التعرّف على القرآن عشر مجلّدات تضم سور : الحمد ، والبقرة ، وآيات من سور : الأنفال ، والتوبة ، والنور ، والزخرف ، والدخان ، والجاثية ، والفتح ، والقمر ، والصف ، والجمعة ، والمنافقون ، والتغابن ، والرحمن ، والواقعة ، والحديد ، والحشر ، والممتحنة ، والمدّثر ، والمزمل ، والقيامة (منذ عام 1402 وحتى عام 1425هـ) من قبل نشر صدرا التي تتولّى طباعة ونشر كتب المرحوم الشهيد .

وقد أعلنت اللجنة المشرفة على نشر تراث المطهري أن بقية المجلّدات قيد النشر (5) .

منهجه

المنهج الذي سار عليه المفسر هو أنه كان في بداية كل محاضرة يعرض الآيات التي يروم تفسيرها ، ويشرع أول ما يشرع بشرح معاني الكلمات العويصة ، ويوضح اختلافها عن الكلمات الأخرى . ثم يتطرق الى تحليل وبيان الآية . وفي هذا المقطع بالذات يعرض الأستاذ المفسّر ملاحظات بديعة ، وموضوعات تاريخية ، ويرسم صورة لمعالم عصر نزول الآية ، وما ينعكس فيها من ثقافة ذلك العصر ، وما يرافق ذلك من ادراك لمشاكل وظروف عصر البعثة . ويستفيد في هذا المقطع أيضاً من الآيات القرآنية الأخرى المشابهة والنظيرة . وهذا ما جعل تفسيره يتسم إضافة الى الطابع الهدائي ، بالبُعد التحليلي والتاريخي من جهة ، والاجتماعي من جهة أخرى . ومن الخصائص الأخرى التي يتصف بها هذا التفسير هو الاتجاه الاجتماعي ، والاهتمام بالقضايا التي يحتاجها المخاطبون ، والرد على شبهات المخالفين .

ويحتل منهج تفسير القرآن بالقرآن ، والمنهج العقلي والاستدلالي حيّزاً واسعاً جداً في هذا التفسير ، وقد جعل فيه الموضوعات المتشابهة والمشتركة الى جانب بعضها ، وأجرى عليها ما ينبغي من التحليل والمقارنة .

وقد كُتبت حول هذا التفسير بحوث ورسائل جامعية اهتمت بوصف وتحليل المنهج الذي اتبعه الأستاذ في تفسيره هذا .

وقد تُرجمت أجزاء من هذا التفسير الى اللغة العربية تحت عنوان التعرف على القرآن الكريم وطُبع في بيروت وفي طهران ، ونشر أيضاً تحت عناوين أخرى مثل : تفسير القرآن الكريم ، محاضرات عامة وخاصة ، التفكّر في القرآن ، الجهاد وحالات ، القرآن ومسألة من الحياة (6) .

ــــــــــــــــــــــــــ

1. المطهري العبقري الرسالي ، ص11 – 15 .
2. آشناني با قرآن (التعرف على القرآن) ، ج2 ، ص7
3. جامعة من الباحثين تحت اشراف الدكتور عبد الكريم سروش ، يادنامه أستاذ شهيد مطهري ، ص510
4. اشناني با قرآن ، ج2 ، ص8 .
5. المصدر السابق ، ج5 ، ص11 .
6. عامر الحلو ، معجم الدراسات القرآنية ، ص70 ، السيد حسن الأمين ، مستدرك أعيان الشيعة ، ج1 ، ص221 .