أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-2-2016
5725
التاريخ: 29-09-2015
2957
التاريخ: 22-11-2015
11039
التاريخ: 1/10/2022
1671
|
مقا- ورد : أصلان ، أحدهما- الموافاة الى الشيء. والثاني- لون من الألوان. فالأوّل- الورد : خلاف الصدر. ويقال : وردت الإبل الماء ترده وردا.
والورد : ورد الحميّ ، إذا أخذت صاحبها لوقت. والموارد : الطرق. وكذلك المياه المورودة والقرى. والوريدان : عرقان ، ويسمّيان من الورود أيضا ، كأنّهما توافيا في ذلك المكان. والأصل الآخر- الورد ، يقال : فرس ورد ، وأسد ورد ، إذا كان لونه لون ورد.
مصبا- ورد البعير وغيره الماء يرده ورودا : بلغه ووافاه من غير دخول ، وقد يحصل دخول فيه. والاسم الورد بالكسر. وأوردته الماء ، والإيراد خلاف الإصدار. والمورد مثل مسجد : موضع الورود ، وورد زيد الماء فهو وارد ، وجماعة واردة وورّاد وورد ، تسمية بالمصدر ، وورد زيد علينا ورودا : حضر. ومنه ورد الكتاب على الاستعارة.
لسا- ورد كلّ شجرة : نورها ، واحدته وردة ، وورّد الشجر : نوّر. وبلونه قيل للأسد ورد ، وهو لون أحمر يضرب الى الصفرة. والورد : ورود القوم الماء.
والورد : الإبل الواردة. وإنّما سمّى النصيب من قراءة القرآن وردا من هذا.
ابن سيده : وورد الماء وغيره وردا وورودا وورد عليه : أشرف عليه ، دخله أو لم يدخله ، لأنّ العرب تقول : وردنا ماء كذا ولم يدخلوه- ولمّا ورد ماء مدين.
فالورود بالإجماع ليس بدخول. والورد : النصيب من القرآن ، والجزء منه.
فرهنگ تطبيقي- سرياني وآرامي- وردا گل ، شكوفه.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو آخر مرتبة من الإشراف في قبال الصدور ، وهذا قبل الدخول. وقد سبق في سوط ، أنّ الدخول : هو الوقوع في محيط شيء في مقابل الخروج. والورود : هو أوّل مرتبة من الدخول قبله ، ويقابله الصدور ، أى الدنوّ من الشيء. كما أنّ الولوج : مرتبة قبل الدخول وبعد الورود ، أى اللصوق بالشيء.
{وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً } [القصص: 23] . {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ} [يوسف: 19] . { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ } [الأنبياء: 98، 99] . {وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ} [هود: 97-98] . {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا} [مريم: 85، 86] الورود : نزول الى محيط شيء وحوله المتّصل به. والوارد : من ينزل الى محيط ماء أو طعام ليأخذ منه. والورد : مصدر يستعمل في مورد الفاعل للتأكيد والمبالغة ، فالنظر في الآيتين الى نفس المفهوم المصدريّ ، اسما لبئس في الآية الرابعة ، ومفعولا مطلقا لنسوق في الخامسة ، فانّ الورود في معنى السوق ومرحلة اخرى منه. وفي التعبيرين لطف كما لا يخفى.
والتعبير بالورود في الآيات الكريمة دون الدخول : فانّ موسى ع وهكذا الوارد من السيّارة ما دخل الماء ، بل أشرف عليه داخلا في محوّطته. والإنسان أيضا بسبب أعماله السيّئة يسوق نفسه الى قريب من جهنّم ويرد باختياره لها ، ولا يدخلها. وهكذا الفرد المضلّ يورد قومه قريبا من النار ، وأمّا الدخول في جهنّم فهو مرحلة اخرى وفي يد اللّه وبأذنه. ويصحّ في الآية الأخيرة أن يكون الورد جمعا بمعنى الواردين ، كما في التفاسير ، ويراد سوقهم جميعا من دون استثناء منهم.
فظهر لطف التعبير بالمادّة دون الدخول وغيره.
وأمّا التعبير بالورد المورود : فانّ الورد مصدر باعتبار لحاظ نفس صيغته من حيث هو. واسم مفعول إذا لوحظ باعتبار الإيراد من فرعون :
. {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النّٰارَ} فيكون وروده مورودا ، فانّه يرد بإيراد فرعون.
وكذلك في الآية بعدها :
{ وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ} [هود: 99]. فانّ الرِفد بمعنى الإعانة بالعطاء ، وهو اسم مصدر. وهذا الرفد بلحاظ نفسه من حيث هو رفد مصدرا ، وباعتبار كونه في أثر إتباع من جانب اللّه جزاء فهو مرفود.
{فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ..فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ } [الرحمن: 37 - 39].
الانشقاق : هو الانفراج. والسماء : جهة العلوّ. والوردة : النورة من النبات ، وهذه اللغة مأخوذة من السريانيّة ، وأشرب فيها معنى الورود ، حيث إنّ الزهرة تنشقّ وتنبسط وتصير وردة ذات لون جالب ورائحة مطلوبة ، وهى طيّبة لطيفة مستخرجة من الشجر والنبات الصلب ، وينفذ لطفها وطيبها في القلوب. والدهان : جمع الدهن وهو الليّن اللطيف ومن مصاديقه الدهن من زيت وغيره.
وظاهر الآية الكريمة : دلالتها على ظهور العالم الروحاني وانفراج المحيط اللطيف ممّا وراء العالم المادّيّ ، وهو جهة السماء والعلوّ من الإنسان ، فيزول أبواب عالم الطبيعة بزوال البدن وقواه ، ويفتح باب سماويّ روحانيّ ، ثم ينبسط هذا الباب كانبساط الزهرة والوردة ، فتشمّ منه رائحة طيّبة ، ويكون جاذبا لطيفا ليّنا لا خشونة فيه ، وهو نافذ ومنبسط لا يحجب نفوذه حاجب ، كالدهان اللطيفة.
وحينئذ يتجلى باطن الإنسان وينكشف ما في صفحة نفسه ، ويقرأ كتابه الضابط لقاطبة ما سبق منه من الأعمال والآداب والنيّات ، ولا يسأل يومئذ أحد عن عمله خيرا أو شرّا ، فيشاهد بالعيان أنّه هو المسئول عن جميع ما عمل من الذنوب والمعاصي ، ولا مسئوليّة لأحد غيره.
فخذ حقيقة هذه الآية الكريمة موجزة واغتنم ، وهو الهادي.
{ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ} [ق: 22] والغطاء هو الحجب المادّيّة والتمايلات النفسانيّة وحبّ الدنيا.
{وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } [ق: 16] الوسوسة : نبحث عنه في بابه. وحبل الوريد : الحبل هو شيء ممتدّ طويل يتوسّل اليه للوصول الى غرض ، والمراد هنا عرق ممتدّ من الجهاز الوريديّ الّذي يأخذ الدم من العروق الشعريّة الشريانيّة ويحمله من جميع أجزاء البدن وأعضائه ، وينتهى الى وريدين عظيمين يقال لهما الوريدان الأجوفان ، أحدهما يحمل الدم من الأجزاء العلويّة للبدن ، وثانيهما من الأعضاء السفليّة له ، ثمّ يصبّانه الى القلب ، الى التجويف في القسم الأعلى وفي الجهة اليمنى منه.
ولمّا كانت العروق الشعريّة والعظيمة محيطة بجميع اجزاء البدن ، وموجبة لوصول مادة الحياة الى القلب ، وممدّة لحياة الإنسان بحركة القلب وانقباضه وانبساطه ، بحيث تزول الحياة بحدوث عارضة فيها : فقال عزّ وجلّ : إنّه أقرب من الوريد.
فانّ الوريد يحيط بظواهر أعضاء البدن ويؤثّر في تحرّكها ، ولا يحيط ببواطنها وذرّات وجودها ، ولا يشعر ما بها ولها وعليها ، مضافا الى أنّه وسيلة ظاهريّة ضعيفة ، وهو محكوم تحت إحاطة علمه وقدرته.
فهو تعالى محيط بالإنسان ظاهرا وباطنا وعلما وقدرة واختيارا ودائما ، ولا يرى فيه ضعف ولا فقر ، وهو الحيّ المطلق والغنيّ البصير بذاته.
__________________
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|