طرابلس هي عاصمة ليبيا وأكبر مدنها الحديثة وتعرف بطرابلس الغرب وتقع في الشمال الغربي لليبيا وهي كذلك ميناؤها البحري الرئيسي. وتحتل المدينة رأس صخري مطل على البحر الأبيض المتوسط وتقع مقابل الرأس الجنوبي لجزيرة صقلية.

يعود تاريخها إلى الفينيقيين الذين أسموها أويا وقد قاموا بتأسيسها بمساعدة الايليميين بعد ان فروا من صقلية بعد الاضطرابات الاهلية هناك. وقد عرفت المدينة باسم أويات بيلات ماكار (أويات بلدة الإله ملقارت) وقد اكتشف بمدينة طرابلس العديد من القبور الفينيقية والبونيقية، كما اكتشف بها مصنع فينيقي لإنتاج الفخار.

وفي العصر الروماني أقام الرومان منشآت رومانية لم يتبقى منها سوى قوس النصر في البلدة القديمة والمعروف بقوس ماركوس أوريليوس نسبة لذلك الامبراطور الروماني وفي ذلك العهد أيضاً منحت المدينة درجة المستعمرة زمن تراجان أواخر القرن الأول م حتى عهد الامبراطور انطونيوس بيوس في القرن الثاني م.

ويعتقد أيضاً ان اجراء المزيد من الحفريات في طرابلس (ويات) سيكشف عن عمق جذور الحضارة الفينيقية الكنعانية في التاريخ الليبي. (فهذه المدينة كانت دائماً مبنية ومأهولة وبالتالي لم تتح الفرص لاجراء حفريات فيها على غرار الحفريات التي اجريت في صبراتا ولبدة. ورغم هذا فان الحضارة الفينيقية جلية في المدن الكبرى الثلاث : لبلدة الكبرى وويات وصبراتا وهذه المعالم ما زالت موجودة زظاهرة ثم انتقلت إلى أعماق ليبيا. ويرى الباحثون ان اتجاهات أبواب قوس الامبراطور الروماني مالركوس اوريليوس تمثل اتجاهات المدينة الفينيقية القديمة التي أقيمت عليها مدينة رومانية).

وخضعت المدينة لحكم الوندال (القرن5م) وللحكم البيظنطي (القرن 6م) وخلال غزوات الوندال دُمرت أسوار لبدة وصبراتة وكان نتيجة ذلك نمو أويا وازدادت اهميتها بعد ان كانت الاقل أهمية في مدن طرابلس.

وفي عام 645م غزاها العرب المسلمون وبقيت المدينة تحت الحكم العربي بعد ذلك (ما عدا من 1146 -1158 م عندما استولى عليها النورمان الصقليون).

كما ان الاسبان قصفوها في 1510م وغزاها الأتراك عام 1551م وبعدها أصبحت طرابلس العاصمة الاستعمارية للإمبراطورية العثمانية التركية. ومرت عليها الكثير من الأحداث والمعارك ثم أصبحت تحت الاحتلال الايطالي وكذلك كانت عاصمة للجمهورية الطرابلسية وفيما بعد أصبحت عاصمة للجماهيرية الليبية، وتعود تسمية المدينة إلى انها واحدة من ثلاث بناها الفينيقيون وهي أويات "طرابلس الحالية" ولبدة وصبراته. وتضم المدينة حوالي 36 مسجد و3 حمامات تاريخية ومدرستان ومستشفى يعرف بمستشفى الغربة القديم بشارع سيدي سالم المشاط كما تضم المدينة كنيسة وسجن للنصارى وعدد من المباني التاريخية منها حوش القرمانلي وعدد من القنصليات التاريخية منها القنصلية الانجليزية والهولندية والفرنسية ونقصلية جنوا والعديد من الأسواق القديمة.