الاحياء المجهرية والتلوث البيئي

في هذا المجال يمكن ان تكون الاحياء المجهرية على نقيضين متطرفة، الأول ان تكون هي الملوثات وهذا يكون واضحا مع الاحياء المرضية وما يمكن ان تعيثه من دمار في البيئات خاصة المفتوحة منها مثل الهواء او الماء وهذا ليس موضوع الكتاب، ولكن على الجانب الثاني المشرق هي تمثل الروافد المنقذة للبيئة وقد يتضخم دورها بحيث تصبح في بعض الحالات هي المخرج الوحيد لمعالجة المشاكل البيئية.

فالأحياء المجهرية هي أحياء ذات مرونة كبيرة للتلاؤم مع البيئة التي تعيش فيها، فهي يمكن ان تعيش في بيئات يصعب تصور وجود أي نوع من الحياة فيها. فتوجد في البيئة سواء المائية او التربة العديد من الاحياء التي تطبعت للعيش في مناطق تكثر فيها المواد الدخيلة Xenobiotic وذلك بتطوير امكانيات استعمال المواد الدخيلة كمصادر للكاربون والطاقة، اذ ان هذه الاحياء انشأت شبكة من الانزيمات والمسارات الحيوية تساعدها في تكسير المواد العضوية الى مركبات وسطية يمكن استعمالها في عملياتها الايضية، اضافة الى امكانية استعمال المعادن الثقيلة لانتاج الطاقة من خلال دورات اكسدة واختزال.

وتحوي الاحياء على اجهزة تنظيم فائقة الدقة بحيث يمكنها انتساخ جينات الانزيمات المستعملة في تكسير المواد المؤذية في الاوقات التي تحتاجها اي عند وجود المواد المراد تفكيكها فقط. وعمليات تنظيم الانتساخ تتم في أغلب الأحيان من تداخل بروتينات منشطة للانتساخ ترتبط الى ممهدات الانزيمات المراد انتاجها اي تحوي البروتينات على اجزاء ترتبط بالـــ DNA المطلوب لتسهيل انتساخه.  واغلي الاحيان تعاني البروتينات المنشطة  من تغييرات شكلية عند ارتباطها بالمواد المراد تفكيكها والمعتقدات الناتجة يمكن ان تساعد في انتساخ الجينات التركيبة   للإنزيمات التي تقع مباشرة الى يمين Downstream الممهد في المواد الوراثية.

المصادر

الخفاجي , زهرة محمود (2008) . التقنية الحيوية الميكروبية (توجهات جزيئية ) . معهد الهندسة الوراثية والتقنية الحيوية . جامعة بغداد .