أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-06-2015
11675
التاريخ: 10-1-2016
4031
التاريخ: 14/12/2022
1552
التاريخ: 3-06-2015
2721
|
مصبا- البحر معروف والجمع بحور وأبحر وبحار ، سمّىّ بذلك لاتّساعه ، ومنه قيل فرس بحر إذا كان واسع الجري ، وبحرت أذن الناقة بحرا : من باب نفع ، شققتها ، والبحيرة اسم مفعول وهي مشقوقة الاذن بنت السائبة الّتي تخلّى مع امّها إذا نتحت خمسة أبطن ، وبعضهم يجعل البحيرة هي السائبة.
مقا- بحر : قال الخليل سمىّ البحر بحرا لاستيجاره وهو سعته وانبساطه ، واستبحر فلان في العلم ، وتبحّر الراعي في رعى كثير. وتبحّر فلان في المال ، ورجل بحر إذا كان سخيّا ، سمّوه لفيض كفّه بالعطاء كما يفيض البحر. والبحر داء في الغنم ، وهو محمول على البحر ، لأنّ ماء البحر لا يشرب ، ومن هذا الباب : بحرت الناقة بحرا ، وهو شقّ الاذن ، وهي البحيرة ، وكانت العرب تفعل ذلك إذا نتجت عشرة أبطن ، فلا تركب ولا ينتفع بظهرها.
صحا- البحر خلاف البرّ ، سمّى لعمقه واتّساعه ، وكلّ نهر عظيم بحر ، وماء بحر أي ملح ، والبحر عمق الرحم ، ومنه قيل للدم الخالص الحمرة باحر ، وتبحّر في العلم وغيره أي تعمّق فيه وتوسّع ، والبحر داء في الإبل ، والأطبّاء يسمّون التغيّر الّذى يحدث للعليل دفعة في الأمراض الحادّة بحرانا. وجميع ذلك مولّد.
والتحقيق
أنّ حقيقة معنى البحر : هو المحلّ المتّسع المنبسط يتموّج بما فيه مادّيّا أو معنويّا.
ومن مصاديقه : بحر الماء. وبحر العلم. وبحر السخاء ، وبحر الثروة ، وغيرها.
فيطلق على بلدة تتلاطم بالإنسان والدوّاب وحركاتها ، وعلى رحم متموجّة بالنتاج حتّى أنّها نتجت عشرة أبطن فكأنها بالنسبة الى أقرانها بحر فهي بحيرة ، وعلى فرس يتموّج في سيره الوسيع ، وعلى راع وهو في التموّج والحركة والتلاطم دائما حتّى يحفظ الأنعام والأغنام ويضبطها ، وعلى داء يتموّج ويدهش صاحبه كالبحر ، وكذلك كلمة البحران : وهو عروض التلاطم دفعة.
وقد يقال للرجل الأحمق الجاهل إنّه باحر ولعلّ هذا الإطلاق باعتبار ظلمة البحر واضطرابه.
{أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ } [النور : 40].
{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ } [البقرة : 50].
هذا من المعجزات المصرّحة في كتاب اللّه العزيز ، وهو تفريق البحر لهم وإنجائهم ثمّ إغراق آل فرعون وإهلاكهم.
{فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ } [الشعراء : 63] ...
{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ} [الأعراف : 138].
هو منتهى خليج السويس من البحر الأحمر الفاصل بين مصر وصحراء سينا ، انظر الخريطة.
تاريخ سينا والعرب ص 266- وأمّا طريق البتراء فهي طريق التجّار والمسافرين من مصر الى العقبة والحجاز والبتراء وشرقي الأردن ، وهي تنشأ من
السويس وتتّجه جنوبا بشرق مرتفعة قليلا عن شاطئ البحر فتمرّ بعيون موسى ، وتقطع بوادي الإحثاء ، فوادى سدر ، فوادى وردان ، فوادى عمارة ، فوادى غرندل ، فوادى وسيط ، فوادى آثال ، حتّى تأتى رأس وادى الشبيكة ، فتنحدر فيه الى وادى الحمر ، وتذهب بطريق فيران الى قرب الوطية ، فتترك وادى الشيخ صاعدا شرقا الى طور سينا على عشرة أميال من الوطية. وهذه هي الّتي اتّخذها موسى.
سفر الخروج 12/ 37- فارتحل بنو إسرائيل من رعمسيس الى سكّوت نحو ستّمائة الف ماش من الرجال.
وفي 14/ 1- كلّم بنى إسرائيل أن يرجعوا وينزلوا أمام فم الحيروث بين مجدل والبحر أمام بعل صفون ، مقابله تنزلون عند البحر- (و في 21)- ومدّ موسى يده على البحر فأجرى الربّ البحر بريح شرقيّة شديدة ... واشتقّ الماء ، فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم ، وتبعهم المصريّون.
رعمسيس : لم أجد هذه الكلمة في كتاب ولا قاموس ، وقد ذكرت في التوراة في عدّة مواضع منها في الخروج 1/ 11- فبنوا- لفرعون مدينتي مخازن فيثوم ورعمسيس ... فاستعبد المصريّون بني إسرائيل بعنف ومرّروا حياتهم بعبوديّة.
وفي- قم- في خريطة 2 من آخر الكتاب ، هكذا : ويظهر من تعبيرات الأسفار المقدّسة : أنّ موسى (عليه السلام) قد أمر في خروجه من مصر أن ينزل بشاطئ البحر ويختار طريقا بحريّا ، ولا يسلك عن طريق برّىّ في جانبي بحيرة المرّة أو التمساح ، حتى ينجيه اللّه تعالى ويهلك أعداءه ويظهر سلطان اللّه في رسوله.
وفي الآيات الشريفة :
{وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا} [طه : 77] ... {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ} [الدخان : 24]... {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي } [الشعراء : 61 ، 62 {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ} [الأعراف : 136] ... {فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا } [الإسراء : 103].
ما يدلّ على أنّه تعالى أراد إهلاك آل فرعون واستخلاف بنى إسرائيل في الأرض ، فاختار لهم طريق البحر.
وأمّا كونها معجزة وخارجة عن الجريان الطبيعي : فيدلّ عليه قوله تعالى :
{أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ } [الفاتحة : 77]ِ* ...
{ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ} [الشعراء : 63].
{ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ} [البقرة : 50].
{فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا } [طه : 77].
{فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ} [الشعراء : 63 - 65].
{فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ} [الدخان : 23 ، 24].
فالوحى بالإسراء في هذا الموضوع العظيم المدهش وإجلائهم عن أوطانهم كان امرا مهمّا ولا بدّ أن يتحقّق بصورة غير عاديّة ، ولا سيّما إذا توجّهوا بأنّ فرعون وجنده يتبّعونهم ويعقّبونهم ، فخرجوا من مدينة رعمسيس ليلا ، ونزلوا في الليلة الثّانية في سكّوت ، ثمّ ارتحلوا ونزلوا في الثالثة بمنزل إيثام ، ثمّ ارتحلوا ونزلوا في الليلة الرابعة في فم الحيروث [البرزخ بين الخليج وبحيرة المرّة] ، وحينئذ أمروا أن يرجعوا الى شاطئ البحر [الخليج] وهناك تَرٰاءَا الْجَمْعٰانِ وقالوا إنا لَمُدْرَكُونَ ، قال موسى إِنَّ مَعِي رَبِّي وهو يهديني ، فأوحى اللّه تعالى اليه{ أَنِ اضْرِبْ بِعَصٰاكَ الْبَحْر}َ. ولا يخفى أنّ عبورهم في البحر مع يبس الطريق ، وانفلاق البحر حتّى يكون الماء من الجانبين {كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء : 63] ، وسكون الماء ورهوه حتّى يسيروا تمام الطريق ويخرجوا عن البحر مطمئنّين سالمين : كلّها من الخوارق.
وأمّا ما يقول بعض المتكلّفين من المؤلّفين ، من أنّ يبس طريق البحر بلحاظ الجزر والمدّ : مضافا الى ما مرّ من النصوص الصريحة من الآيات الكريمة ، أنّ انتهاء الجزر وغاية انخفاض الماء يبقى واقفا ويمتدّ الى ربع ساعة او نصفها ، ثمّ يبتدئ البحر في الارتفاع والصعود ، فكيف يمكن في هذه المدّة القصيرة أن يكون الطريق يبسا وأن يمرّ بنو إسرائيل مع ما معهم من العائلة والأنعام مسيرة عشرة أميال وهي أقلّ عرض هذا الخليج ثمّ إنّ المدّ في هذا البحر لا ينتهى الى حدّ يغشى الراجل والراكب ، فانّ المدّ وارتفاع الماء يمكن أن ينتهى الى متر ، وهذا لا يوجب الغرق.
اصول الهيئة لفان ديك ص 156- معدّل ارتفاع المدّ للكرة كلّها 2/ 1 2 قدم تقريبا ، غير أنّه لأسباب مكانيّة يرتفع في بعض الأماكن وفي بعض آخر لا يشعر به أصلا ، كما في الأبحر والبحيرات المحاطة بالبرّ كبحر قزيين وبحر أرال والبحر المتوسّط.
فهذا المتكلّف المحجوب حفظ شيئا ما وغابت عنه شياء.
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ} [الكهف : 60].
وقد اختلفت الأقوال والتفاسير في المعنى المراد من كلمة مجمع البحرين ، فقيل انّه بحر الروم والفارس أى مجمعهما ، ومرادهم مضيق جبل طارق الواقع في الجنوب الغربي من اسبانيا ، يوصل البحر الأبيض المتوسّط (بحر الروم) بالمحيط الأطلسي (الأطلانطيقي) والقدماء قد يسمّونه ببحر الفارس لاتّصاله ببحر عمّان المتّصل بسواحل ايران (بلوچستان ، مكران).
ولا يخفى أنّ المسافر من مصر الى جبل طارق لا بدّ له من أن يعبر مملكة ليبيا ،
ثمّ الجزائر ، ثم المغرب المراكش ، حتّى يصل الى جبل طارق. والمسافة من قاهرة مصر الى الجبل ما يقرب من/ 3800 كيلومتر.
وقيل إنّ المراد : بحر فارس والروم ممّا يلي المشرق ، ولعلّ مرادهم من بحر الروم هنا البحر الأحمر باعتبار امتداده الى جانب الروم وبحر الروم فيكون المراد باب المندب في منتهى البحر الأحمر قريبا من عدن اليمن ، والمسافة بينه وبين السويس قريبة من/ 2300 كيلومتر ، فلا بدّ أن يعبر أراضي مصر طولا ثمّ أراضي السودان ، ثمّ أراضي الحبشة ، حتّى يصل الى مضيق عدن.
ويمكن أن يكون مرادهم مضيق هرمز الواقع بين خليج فارس وبحر عمّان قريبا من مسقط عمّان وبندر عبّاس لإيران ، فتكون المسافة بين السويس وبين باب هرمز قريبا من/ 3700 كيلومتر ، فلا بدّ أن يعبر من شمال صحراء سينا ، ثمّ أراضي أردن ، ثمّ الحجاز شرقا جنوبيّا ، ثم أراضي عمّان ، حتّى يصل الى مضيق هرمز.
والّذى يقوى في النظر : أنّ المراد من كلمة (مجمع البحرين) هو مجمع خليج العقبة وخليج السويس ، وهو محلّ انشعابهما ومرجعهما ، أي منتهى البحر الأحمر ، وهناك رأس محمد وبلدة شرم ، وهو آخر نقطة جنوبيّة من صحراء سينا ، والمسافة من بلدة السويس الى رأس محمّد/ 150 ميلا وهو يساوى/ 50 فرسخا ، ولكنّ المسافر يسلك هذا الطريق في عشرة أيّام أو أكثر لصعوبة المسير بالجبال والأودية الكثيرة وحرارة الهواء وقلّة الماء والغذاء وخوف التيه. ويؤيّد هذا النظر ما يقول موسى عليه السلام : {آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا } [الكهف : 62].
وهذا المعنى أقرب المحامل وأنسبها ظاهرا وباطنا :
أمّا الظاهر : فإنّ المسافة بينهما قريبة ، وإنّه كان بمَسمع ومَرأى من أهل مصر وسينا ، وإنّه كان بمعهود لموسى (عليه السلام) حيث مرّ بمدين شعيب ، ومدين في جهة شرقيّة جنوبيّة من هذا المجمع ، وإن ذكره وإرادته لا يحتاج الى بيان وتوضيح وقرينة خارجيّة ، وإنّ الأقرب يمنع الأبعد ، وإن المطلق ينصرف الى المعهود ، وإنّ المسير اليه
لا يحتاج الى زمان قريب من ثلثة أشهر ذهابا وثلثة أشهر إيابا كما في القول الاوّل والثالث ، وهذا ينافي مقام الدعوة والتبليغ ، وقد عبد قومه صنما في أيّام مناجاته.
وأمّا باطنا ومعنى : فانّ التعبير بكلمة {مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ} [الكهف : 60] دون ملتقى البحرين أو المصبّ أو المضيق أو الموصل أو غيرها ، يعطى الاختصاص بهذا المورد ، فان فيه مجتمع الخليجان ، ويردان في طولهما في هذا الموضع معا ، بخلاف باب هرمز وباب المندب وجبل طارق فانّ فيها يلتقى البحران ، وليست بمجمع البحرين لغة وعرفا.
ويؤيّد هذا المعنى تفسير القرية في الآية الكريمة ببلدة أيلة وهي في منتهى خليج العقبة- راجع الخريطة.
وسنزيد التوضيح إن شاء اللّه في سائر كلمات الآية الشريفة.
____________
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|