أقرأ أيضاً
التاريخ: 12/12/2022
1337
التاريخ: 4-06-2015
6325
التاريخ: 17-12-2015
8032
التاريخ: 11-1-2016
9946
|
مصبا- البطن : خلاف الظهر ، وهو مذكّر ، والجمع بطون وأبطن ، والبطن دون القبيلة ، ومؤنّثة ، وإن أريد الحىّ فمذكّر ، والجمع كما تقدّم ، وبطن الشيء يبطن من باب قتل : خلاف ظهر ، فهو باطن ، وبطنته أبطنه : عرفته وخبرت باطنه. والبطانة : خلاف الظهارة. وبطن فهو مبطون : عليل البطن.
مقا- بطن : أصل واحد لا يكاد يخلف ، وهو إنسىّ الشيء والمقبل منه.
فالبطن خلاف الظهر ، تقول بطنت الرجل إذا ضربت بطنه وباطن الأمر : دخلته خلاف ظاهره. واللّه تعالى هو الباطن لأنّه بطن الأشياء خبرا ، تقول بطنت هذا الأمر إذا عرفت باطنه. والبطين : العظيم البطن. والمبطون : العليل البطن. والمبطان : الكثير الأكل. والبطان : بطان الرّحل وهو حزامه ، وذلك انّه يلي البطن. ومن هذا الباب قولهم لدخلاء الرجل الّذين يبطنون أمره : هم بطانته ، {لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} [آل عمران : 118].
والتحقيق
أنّ الّذى يظهر من تحقيق موارد استعمال مشتقّات هذه المادّة : أنّ الأصل الواحد فيها هو مقابل الظهور وخلافه. ولمّا كان باطن بدن الحيوان عبارة عن المعدة لوقوعها في وسط البدن ولخلاء داخلها ولكونها ذات مدخل مخرج : فأطلق لها البطن ، وباعتبارها صحّ اطلاق الظهر على ما ورائها ، وبهذه المناسبة أيضا اطلق البطن على ما دون القبيلة ، لكونه في باطن القبيلة أو في بطنها وداخلها ، ثم اشتقّت منه الفعل بالاشتقاق الانتزاعى ، فقيل بطنت الرجل إذا ضربت بطنه ، وكذلك البطين والمبطون والمبطان.
{وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام : 151].
أي ما ظهر من الأعمال القبيحة وما خفى منها في أعين الناس. والفواحش ما كان باطلا صريحا ومخالفا للحقّ ، والحقّ هو اللّه المتعال وتكوينه وتدبيره والنظام في العالم ولوازمها ، فما كان خلاف هذه الحقائق فهو باطل ومن الفحشاء ، كالشرك والكفر والنفاق والعصيان والظلم لعباده والإفساد والطغيان وما يخالف حقوق العبوديّة وحقوق العباد انفراديّا أو اجتماعيّا وما يظهر أو يبطن.
{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } [الأعراف : 33].
{وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} [الأنعام : 120].
وقلنا إنّ التشريع هو توضيح ما أبهم في التكوين وتبيينه ، ولا اختلاف بين التكوين والتشريع ، والتشريع هو تكميل النعمة وإتّمامها- {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان : 20] - {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة : 3] راجع مادّة بطل ، فحش ، نعم.
{ لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} [آل عمران : 118].
لا يبعد أن يكون البطانة مصدرا في الأصل من البطون كالخياطة والسفارة ، ثمّ جعل بمعنى المفعول واسما للمبالغة ، فهو بمعنى السريرة وباطن اللباس ومن يتّخذ للأسرار وخاصّة الرجل ، فالبطانة من الأصحاب من يكون مخصوصا ومقام صحبته مخفيّا ومن يلقى اليه الأسرار.
{مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [الرحمن : 54].
البطائن جمع البطانة والمراد أنّ بواطن الفرش وأصل نسجها من الديباج ، فكيف بظواهرها المشاهدة.
{بِبَطْنِ مَكَّةَ} [الفتح : 24] ، {يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ} [النور : 45] ، {نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي} [آل عمران : 35] ، {مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ } [النحل : 78] ، {مِمَّا فِي بُطُونِهِ} [النحل : 66] ، {فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ} [الأنعام : 139] ، {مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ} [البقرة : 174] .
فيظهر أنّ البطن مطلق ما يقابل الظهر من بلد ، أو حيوان ، أو انسان ، معدة أو رحما أو مطلق ما يبطن ويكون في مقابل الظهر. وفي هذا دلالة أيضا على أنّ الأصل فيها هو البطون.
{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحديد : 3].
أي الظاهر عن العوالم والباطن عنها- ف {لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلىٰ}- ومن عرف نفسه فقد عرف ربّه : فنقول : إذا أردنا أن نعرّف النفس من زيد وروحه ، وقلنا إنّها هي الظاهرة من وجوده والباطنة منه : بمعنى أنّ كلّ عضو من أعضائه يصحّ أن يقال إنّه زيد ومن زيد وليس بزيد. وكذلك روحه الحاكم الآمر المدرك المحيط بتمام أعضائه والسلطان في مملكة بدنه والباطن فيه : فهو زيد.
فاللّه العليم المحيط الحيّ القادر سلطان مملكة الوجود والحاكم في جميع العوالم وخالق الموجودات كلّها والمتجلّي فيها بعظمته وقدرته والظاهر فيها بجلاله وجماله وهو { نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور : 35] وهو الحقّ المطلق الأزلي الأبدي الحىّ القيّوم-
ألا كلّ شيء ما سوى اللّه باطل |
فاللّه المتعال باطن عالم الوجود : إذ ما من إدراك وقدرة وقوّة وحياة ونور ووجود الّا وهو من نوره ومن فيضه ، فهو تعالى وتبارك روح العالم ونوره ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العلىّ العظيم. فهو ظاهر بالتجلّيّات والتّموجات النوريّة. وباطنّ القوى والصفات ومبادي التّجلّيات. راجع مادّه ظهر.
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى : 11].
______________
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|