المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الفقه الاسلامي واحكام البنيان  
  
3358   10:58 صباحاً   التاريخ: 20-1-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص220-221
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /

اعتمد الفقهاء والقضاة في تناولهم لقضايا العمران واحكام البنيان في المدينة الاسلامية على ثلاثة مصادر من الشريعة : القياس والعرف والاستصحاب. (مع ملاحظة الاختلاف في وجهات النظر في اعتماد القياس). كما اعتمد فقهاء المسلمين في تناولهم لإحكام البنيان على آية في القرآن الكريم وعلى حديث نبوي شريف.

اما الآية فهي قوله سبحانه وتعالى:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}[الأعراف: 199].

واما الحديث النبوي الشريف فهو:(لا ضرر ولا ضرار)(1)، واحتلت قاعدة لا ضرر ولا ضرار بابا واسعا في فقه العمارة.

ونضرب المثال التالي لتوضيح كيفية تأثير القاعدة السابقة على احكام البنيان، فقد كتب والي مصر إلى عمر بن الخطاب في رجل احدث غرفة على جاره ففتح فيها كوة، فكتب اليه عمر :(ان يوضع وراء تلك الكوة سرير يقوم عليه الرجل، فان كان ينظر إلى ما في الدار منع من ذلك وان كان لا ينظر لم يمنع)(2).

وافتى علماء الشيعة بعدم جواز ازعاج القاطنين في بيوتهم باي نحو من انحاء الازعاج، وعدم جواز مزاحمته فيه.

يقول المحقق الحلي في شرائع الاسلام:(فمن سكن بيتا ممن له السكنى فهو احق به وان تطاولت المدة ما لم يشترط الواقف امدا فيلزمه الخروج عند انقضائه...)(3).

ويقول العلامة الحلي في القواعد:(فمن سكن بيتا ممن له السكنى لم يجز ازعاجه وان طال زمانه..)(4) ،....

__________________

1ـ انظر سنن ابن ماجة، كتاب (الاحكام).

2- عزب، خالد، فقه العمارة الاسلامية، ص12، دار النشر للجماعات، القاهرة.

3- المحقق الحلي، شرائع الاسلام، ج16، من سلسلة الينابيع الفقهية، م.س، ص283.

4- العلامة الحلي، قواعد الاحكام، ج16، من سلسلة الينابيع، ص294.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.