المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الحيوان والبيئة الطبيعية  
  
10071   10:37 صباحاً   التاريخ: 20-1-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص403-406
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-1-2016 1665
التاريخ: 21-1-2016 1395
التاريخ: 21-1-2016 2167
التاريخ: 2023-07-20 668

تشمل البيئة الطبيعية التي هي من صنع الله سبحانه وتعالى كل ما يقع على السطح الجغرافي ويكون المنظر الطبيعي من جبال واودية وانهار وبحيرات وصحراوات... وما عليه من نبات وحيوانات وانسان.. وهذه كلها تمثل عناصر ومكونات البيئة الطبيعية.

وبعد الحديث المفصل الذي تناولته الابحاث السابقة عن هذه المكونات نقف عند واحد من اهم عناصر البيئة الطبيعية الذي هو الحيوان.

فالبحث عن الحيوانات وكيفية حمايتها والمحافظة عليها باعتبارها عنصر أساسي من عناصر البيئة بما لها من دور رئيسي في حمايتها وحفظها، كما ان فناءها وانقراضها يؤدي إلى الضرر الكبير بالبيئة، والى ايجاد خلل كبير في التوازن البيئي.

والاسلام ينظر إلى الكائنات الحية ومنها الحيوان على انها كائنات موجودة لذاتها لتحقيق وظيفتها في الدلالة على قدرة الله وحكمته.

ومن ناحية ثانية انها مسخرة لخدمة الانسان وتؤدي دورها في اعمار هذا الكون.

فالله سبحانه وتعالى لم يخلق شيئا عبثا في هذا الكون فلكل مخلوق وظيفته التي يقوم بها، وتلعب الحيوانات دورا هاما في البيئة ولذلك فان حمايتها وتنميتها منفعة للإنسان، بل ان كل عنصر من عناصر هذه الارض ضروري لبقاء غيره، الامر الذي يشكل دورات طبيعية تقوم عليها الحياة وتشكل جزءا منها.

والبيئة تقوم على توازنات، يؤدي الاخلال بأبسطها إلى نتائج كبيرة. ومن هنا كانت الضرورة والمسؤولية الملقاة على الانسان ان يحافظ على التنوع البيولوجي، ولذلك ايضا شددت الاتفاقات الدولية والقوانين الوطنية على الحفاظ على الانواع الحيوانية والنباتية وحتى المادية، وكان التركيز على التنوع البيولوجي وما يتطلبه من الحفاظ على الشروط الضرورية لاستمراره.

وتواترت التشريعات حول الحفاظ على بعض الانواع الحيوانية المهددة بالانقراض بفعل الانسان الذي يعتبر الناهب الاول للموارد، فهو يعمد لقتل الحيوانات لأسباب متعددة منها : الحصول على الغذاء او الكساء او لتوفير بيئة جديدة له ولحيواناته الاليفة، او لمجرد ممارسة رياضة الصيد.

وقد ساعد على انقراض الكثير من حيوانات البر انتشار الاسلحة النارية الاتوماتيكية، واستعمال السيارات ووسائل النقل الحديثة في مطاردة الحيوانات خلال الليل او في النهار.

وغفل الانسان عن الاوجه المتعددة التي بها يستفيد من الحيوانات الاليفة والبرية، حيث يمكن الاستفادة من جلودها ولحمها ولبنها وروثها وغير ذلك.

وتشارك الحيوانات سائر عناصر المكونات الحية للبيئة في استمرارها وبقاءها على قيد الحياة، فالحشرات والطيور مثلا تساهم في توفير حياة للنبات، كما يكون بعضها مصدر رزق لبعض وللإنسان، وتزيد التربة والبحار خصوبة بروثها وبقايا اجسادها، كما تشارك في اعداد الهواء عن طريق التنفس، وتساعد على التلقيح وتوزيع النباتات من خلال حركتها وهجراتها... الخ.

وقد ذكر الله تعالى الكثير من فوائد الحيوانات للإنسان حيث يمكن الاستفادة (وفقا لآيات القرآن الكريم) من لبنها وجلودها ووبرها وفي التنقل والترحال.

قال الله تعالى:{وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ* وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [النحل:5- 7].

{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ}[النحل: 66].

{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ}[النحل: 80].

{وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} [الزخرف: 12، 13].

{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ}[غافر: 79، 80].

وغيرها من الآيات التي دلت على ان للحيوان استخدامات اخرى حيث تستخدم بعض الاجزاء منها في الاغراض الطبية مثل قرون وحيد القرن وعظام النمور اضافة إلى المسك الذي يستخرج من الغزلان...

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.