المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



حقوق المرأة في الإسلام  
  
3054   10:32 صباحاً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص247-248
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2018 2715
التاريخ: 19-11-2019 2656
التاريخ: 2024-10-12 303
التاريخ: 15-5-2018 2152

دراسة في الفوارق الطبيعية بين الرجل والمرأة , لا ريب انه في الامور المرتبطة بعلم النفس  المختص بالجانبين النفسي والروحي للمرأة اشكالية جديرة بالبحث , خصوصا بعد ان تتم معرفة الفوارق والمميزات الروحية والنفسية و الفسلجية بين النساء والرجال ... ومن الموضوعات الفائقة الأهمية ايضا , تقييم أوجه الاشتراك والافتراق والتمايز بين هذين الجنسين , اللذين يمثلان نوعا واحدا ولهما روح انسانية مشتركة , وفي الوقت الذي توجد بينهما أوجه افتراق أساسية حرية بالبحث والنظر والتحقيق , يعد البحث في الأبعاد النفسية للمرأة عملا مهما في نفسه , وبحاجة الى دراسة اخصائيين يتمتعون بسعة صدر وعمق في التفكير يمكناهم من القيام بدراسة الامور النفسية للمرأة من اجل معرفة أوجه الفرق والتمايز بينها وبين الرجل , ولهذا ينبغي على العلماء المسلمين تقييم هذا الموضوع ودراسته من اطر التعاليم الإسلامية بغية صيانة الحقوقيين وعلماء الاجتماع من الانحراف , او اتباع منهج يؤدي بهم الى سلوك طريق الافراط او التفريط ... وينبغي التعرف على حقيقة وجود الفوارق , أي المعرفة الخارجية والعينية لكل من الجنسين , الأمر الذي تثبته الدراسات العلمية , يقول احد كبار المفكرين السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره):(إن بين المرأة والرجل بلحاظ كونهما من جنس ذكوري وانثوي فقط اختلافا وتمايز , على خلاف ما ذكره المغالون والرافعون لشعار المساواة بين الرجل والمرأة , فان لكل من الرجل و المرأة نشاطات حيوية ورؤية كونية وحالات نفسية متفاوتة ومختلفة عن الاخر , حتى ان علماء النفس العصريين صاروا وبمقتضى التصنيف بلحاظ التركيبة الفسلجية الى مذكر ومؤنث في صدد تعيين الروح المذكرة والروح المؤنثة ودراستهما وبيان ما لهما من حالات)(1) .

ولم تتمكن المجتمعات التي حاولت تطبيق اصل المساواة بين الذكر والأنثى , في جميع ميادين الحياة ومجالاتها , من انكار هذا التمايز الذي لمسوه بشكل عيني ومحسوس وجربوه من خلال ممارساتهم في الحياة بشكل واضح , اصبح من الواضح اعتراف اغلب علماء التربية بوجود تمايز واختلاف جذريين بين البنين والبنات في المدارس الابتدائية , ولم يذكروا توجيها واضحا للاختلاف المذكور , وذلك في بلد كالولايات المتحدة الامريكية التي تتميز فيها المرأة بمكانة اجتماعية رفيعة ومرموقة , ويذكر اساتذة التربية والتعليم , من المربين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية ادارة صفوف البنات والبنين , وايضا من المسؤولين عن تفتيش الصفوف (المفتشون) الذين يتنقلون بين صف واخر في مرحلة زمنية معينة , تحدث هؤلاء عن الحج الفارق بين فئتين في المجتمع وعن ضرورة التجانس والتطابق بينهما , ولكن مع ذلك تبقى اشكالية الاختلاف والتمايز بين الجنسين في صف مختلط مثلا وهذا ما يتواجد الى حد ما في جميع القرى – تبقى الاشكالية قائمة يمكن مشاهدتها ولمسها بوضوح ...

_______________

1ـ محاضرة بعنوان  : تكوين الانسان وعظمة الخالق – السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره راجع مجلة الف باء العراقية عد 1023 ص21 عام 1976 التي تصدر في بغداد .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.