المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

التسرب والتخلخل Infiltration
2023-07-29
الطول الكهربائي electrical length
9-11-2018
سيرة النبي في تدوين القرآن
2023-07-22
إسلام الشيخين كان طوعاً لا كرهاً ولا طمعاً
16-7-2019
حول البحث في نشأة اللغة
1-12-2018
سر طلب الأم والتعلق بها
11-1-2016


دور رجال الاسرة مع الطفل  
  
2170   03:00 مساءً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص352
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

يحتاج الطفل بعد موت ابيه الى رجل يملأ الفراغ الناتج عن موت ابيه بشكل او بآخر، وفي هذه الحالة وتبعاً لدرجة استئناس الطفل ومعرفته بالجد او العم او الخال او.. يمكن لهؤلاء الاشخاص ان يقوموا بدور جيد في هذا المجال، وهذا الامر مهم واساسي لانضباط الطفل ايضاً، حيث ان الطفل بحاجة الى شخص يحسب له الحساب لكي لا يتصور نفسه وحيداً، فيتصرف كيف يشاء، وبالتالي يتعرض للانحراف.

ويحب الاطفال حتى مع وجود آبائهم ان يقوم الجد والعم والخال بزيارتهم، ولا سيما عندما يكون الطفل مريضاً ومستلقياً على الفراش، ويعتبر الاطفال هؤلاء الاشخاص نبعاً فياضاً بالمحبة، خصوصاً عندما يحمل بعضهم احياناً للطفل هدية من مأكول، او ادوات لعب، او على الاقل عندما يقوم باحتضان الطفل وتقبيله، وملاعبته، وملاطفته، وإفاضة المحبة والدفء عليه، وهذا العمل يجب ان يستمر بعد موت الاب او فراق الام، ويجب ان تزداد المحبة، ولكن بشكل لا يؤدي الى انحراف الطفل نحو الممنوع او الوقوع بالفساد، او ان يسيء الطفل الاستفادة من محبتهم فيجعلها جسراً للوصول الى مقاصد غير مشروعة، وعلى العموم يمكن للرجال في العائلة ان يمنحوا الطفل المحبة، وأن يملؤوا الفراغ الناتج عن فقدان ابيه في حياة الاسرة، وهذا ايضاً ما يجب ان يتحقق عملياً.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.