العيــــن

يوضح الشكل (1) رسماً مبسطاً للعين. ولعلك تعلم بالفعل أن قرنية العين هي غطاء واق، وأن حاجب العدسة القزحي يتحكم في كمية الضوء الداخل إلى العين أما الشبكية فهي السطح الحساس الذي سيحول الصورة المتكونة عليه إلى طاقة كهربية تنتقل بعد ذلك إلى الخ. والشعاع الضوئي الداخل إلى العين ينكسر لأن عند القرنية. تحدث ظواهر انكسارية بدرجة أقل في إنسان العين وعدستها لأن معاملات انكسار القرنية وإنسان العين والعدسة والأجزاء السائلة في العين، كلها متماثلة تقريباً.

وهذه الظواهر الانكسارية مجتمعة، تكون صورة للأجسام البعيدة على الشبكية بالنسبة لعين طبيعة مسترخية. ومن ثم فالبعد البؤري للعين يقارب المسافة بين الشبكية والعدسة مقاسة على المحور الرئيسي للعدسة. ونعلم من رسم مسار الأشعة.

الشكل (1) : رسم توضيحي لعين بشرية.

وأيضاً من معادلة العدسة أنه بالنسبة لبعد بؤري ثابت، لابد أن يزداد بعد الصورة كلما اقترب الجسم من العدسة. إلا أنه بالنسبة للعين، لابد أن تظل الصورة متكونة على الشبكية، بمعنى أن بعد الصورة لابد أن يظل ثابتاً ويتطلب هذا ــ بالطبع ــ أن يكون البعد البؤري للعين متغيراً، وهذه في الواقع هي الوظيفة الأساسية لعدسة العين. وعلى الرغم من أنها تسهم بقدر يتراوح بين 20 و 25 بالمائة فقط في الانكسار الكلي، فإن القدرة على تغيير شكل العدسة هو الذي ينتج التغير المطلوب في البعد البؤري. وعندما يركز الشخص بصره على جسم قريب فإن العضلات الهدبية المتصلة بالعدسة تجعلها أكثر سمكاً وبذلك تصبح العدسة أكبر قدرة على تجميع الأشعة ويصبح بعدها البؤري أقصر. ويقتصر هذا التعديل بالنسبة للعين العادية على الأجسام التي توضع على حد أدنى للمسافة مقداره نحو 25 cm أما العين. وهكذا فإن العين العادية قادرة على التركيز على أجسام يتراوح بعدها من النقطة البعيدة عند مالانهاية (حيث تكون عضلات العين مسترخية) إلى النقطة القريب* التي تقع على مسافة 25 cm من العين.

الشكل 2)): (أ) لا تستطيع عدسة العين المصابة بقصر النظر أن تركز على أجسام فيما وراء نقطة بعيدة معينة. (ب) ولإصلاح هذا لعيب( الميوبيا) تستخدم عدسة تصحيحية مفرقة لكي تكون صورة تقديرية لجسم بعيد عند النقطة البعيدة للعين.

ولا نستطيع العين عند كثير من الناس أن تسترخي بما فيه الكفاية لكي تركز صورة جسم بعيداً جداً على الشبكية، ويسمى هذا بقصر النظر أو "الميوبيا". حيث تظل العين مجمعة أكثر من اللازم، فتكون صورة الجسم البعيد امام الشبكية بشكل ملحوظ كما في الشكل (2 أ). والعين المصابة بقصر النظر قادرة على التركيز فقط على اجسام أقرب من نقطة بعيدة معينة محددة. ويتم تصحيح قصر النظر بإضافة عدسة مفرقة أمام العين، لكي تؤخر تكوين الصورة إلى أن يصل الضوء إلى الشبكية.

الشكل 3)): (أ) لا تستطيع عدسة عين مصابة بطول النظر (هيبروبيا) أن تركز على أجسام عند مسافات أقل من 25 cm، وهي النقطة القريبة الطبيعية. (ب) ولتصحيح طول النظر تستخدم عدسة مجمعة تلتج صورة تقديرية عند النقطة القريبة للعين عندما يوضع جسم على مسافة مقدارها 25 cm. ولابد أن يكون البعد البؤري للعدسة التصحيحية أكبر من 25 cm. لماذا؟

وهناك وسيلة أخرى لفهم وظيفة العدسة التصحيحية. . وتتضح إذا تذكرنا أن الصورة التي تكونها ستصبح بمثابة جسم لعدسة العين. ولذا يكون على العدسة التصحيحية أن تكون صورة تقديرية لجسم بعيد في مالانهاية عند النقطة البعيدة لعين تعاني من قصر النظر (الميوبيا) والشكل ( 2ب) يوضح هذا الموقف.

هناك عيب ثان للإبصار وهو طول النظر أو (هيبروبيا) (الشكل (3)) والعين المصابة بهذا العيب لا يمكنها أن تصبح مجمعة بما يكفى لكي تركز صورة الأجسام الواقعة عند النقطة القريبة الطبيعية. والأشخاص الذي ن يعانون من طول النظر لديهم نقطة بعيدة طبيعية ولكنهم بحاجة إلى عدسة تصحيحية مجمعة حتى تقرب الاجسام إلى مسافة 25 cm. ولابد من اختيار العدسة التصحيحية بحيث لو وضع جسم على بعد 25 cm من العين، فإنها تكون صورة تقديرية عند النقطة القريبة الأكثر بعداً للعين المصابة بطول النظر.

وعندما يتقدم العمر بالبشر فإن عدسة العين عند معظمهم تصبح أقل مرونة ولا تعود العضلات الهدبية قادرة على التحكم في تحدب العدسة ومن ثم على مقدرتها على تركيز صور الأجسام الموجودة عند النقطة البعيدة الطبيعية أو النقطة القريبة الطبيعية. ويقال عندئذ أن العين قد فقدت القدرة على التكيف. . ويتيح استمال نظارات مزدوجة البؤرة على النظر خلال عدسات مفرقة عند التطلع إلى الأمام مباشرة، وخلال عدسات مجمعة عند النظر إلى أسفل. بل إن بعض الناس يستخدمون ثلاثة أنواع من العدسات مثبتة في عدسة نظارة واحدة، تسمى عدسة ثلاثية البؤرة. وتتيح هذه العدسات قدرة طيبة على إبصار أجسام على مسافات بعيدة أو متوسطة أو قريبة.

___________________________________