المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



آثار بر الوالدين على الأبناء  
  
42948   01:23 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص242-246
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-09 1224
التاريخ: 31-8-2022 2170
التاريخ: 12-1-2016 6412
التاريخ: 23-3-2021 2488

جعل الله سبحانه وتعالى للسالك نعما إضافية مترتبة على الواجبات وترك المحرمات بل المستحبات وما ذلك إلا رحمة بالعباد , وهذه النعم عبارة عن آثار تحصل للملتزم بحقوق الوالدين إضافة الى الثواب المترتب على فعل الواجب .

وهذه الآثار يمكن تقسيمها الى ثلاثة أقسام :

1ـ آثار دنيوية .

2- آثار برزخية .

3- آثار أخروية .

1ـ الآثار الدنيوية المترتبة على بر الوالدين :

من آثار بر الوالدين ما يلي :

أ‌- محبة الأهل هي أن مداومة الأبناء على طاعة الوالدين ورحمتهما والإنفاق عليهما والدفاع عنهما تجعل المحبة تزداد يوما بعد يوم , لذا نجد أن الوالدين قد يفرقان بين محبة ولد وآخر بل قد ينجر ذلك الى حرمانه من أموالهما أو بعضها نتيجة تقصيره في تكفل والديه وحمايتهما والإنفاق عليهما .

هذا وقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ((تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل ...)) (1) .

ب‌- محبة الولد لأهله فإنها تقوى وتشتد ببركة بره بوالديه بحيث تعكس محبة الأهل له حالة من مبادلة المحبة الموجبة لاستقرار النفس وسعادتها .

ت‌- عدم وقوعه في الفقر كما في رواية الإمام الصادق (عليه السلام) الآتية (2) , وفي رواية أخرى : إن البر يزيد في الرزق (3) .

ث‌- زيادة العمر: قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) : ((إن أحببت أن يزيد الله في عمرك فسر أبويك)) (4) .

وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ((رأيت بالمنام رجلا من أمتي قد أتاه ملك الموت يقبض روحه فجاءه بره بوالديه فمنعه منه)) (5) .

ج‌- زيادة النسل : قال الإمام علي الهادي (عليه السلام) : ((العقوق ثكل من لم يثكل)) (6) .

وقال الإمام الرضا(عليه السلام): (حرم الله عز وجل عقوق الوالدين لما فيه من الخروج من التوفيق لطاعة الله تبارك وتعالى والتوقير للوالدين وتجنب كفر النعمة , وإبطال الشكر وما يدعو من ذلك الى قلة النسل وانقطاعه لما في العقوق من قلة توقير الوالدين والعرفان بحقهما وقطع الأرحام والزهد من الوالدين في الولد وترك التربية بعلة ترك الولد برهما)) (7) .

ح‌- التوفيق للطاعة : كما في حديث الإمام الرضا (عليه السلام) المتقدم .

إننا نسأل الله حسن التوفيق لطاعته والابتعاد عن معصيته , قال الإمام الحسين (عليه السلام) : (( إذا أردت عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله الى عز طاعته )) (8).

خ‌- قبول الطاعة : كما روي عن النبي (صلى الله عليه واله) أن رجلا قال له : ما من عمل قبيح

إلا وقد عملته فهل من توبة ؟

فقال رسول الله (صلى الله عليه واله)  : فهل من والديك أحد حي ؟

قال : أبي .

قال (صلى الله عليه واله) : فاذهب فبره (9) .

د‌- يكون وليه الله : ففي الحديث القدسي : من بر والديه كنت له وليا في الدنيا (10) .

ذ‌- العزة والمنعة : جاء في أحاديث أهل البيت (عليهم السلم) العقوق يعقب القلة ويؤدي الى الذلة (11) .

ووجهه من الناحية النفسية ظاهر , إذا ضعف العلاقة مع الوالدين تفقد الأولاد القوة والثبات والاستقرار فيبقى محتاجا الى من يكل له ذلك , فيعيش في المجتمع منزويا لا مساند له ولا معين , ولا عشيرة تحميه أو تأويه أو تسانده , وتعطيه المشورة والعون عند الحاجة .

وأهل المنزل يمثلون الداعم النفسي الأول للشاب ثم يأتي الأرحام والعشيرة فيما بعد . وما التوفيق إلا من عند الله تعالى .

2- الآثار البرزخية :

أ‌- تخفيف سكرات الموت : قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ((من أحب أن يخفف الله عز وعلا عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولا وبوالديه بارا , فإذا كان كذلك هون عليه سكرات الموت , ولم يصبه في حياته فقر أبدا)) (12) .

ب‌- الله يؤنسه في قبره : ففي الحديث القدسي من بر والديه كنت له وليا في الدنيا وفي قبره مؤنسا وفي الحشر رحيما ... (13) .

3ـ الآثار الأخروية :

أ‌- تخفيف الحساب : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ((بر الوالدين وصلة الرحم تهونان الحساب)) (14) .

ب‌- بناء بيت في الجنة : قال الإمام الباقر (عليه السلام) ((أربع من كن فيه بني الله له بيتا في الجنة : من آوى اليتيم ورحم الضعيف وأنفق على والديه ورفق بمملوكه)) (15) .

ت‌- إسكانه اعلى عليين : قال الإمام الباقر (عليه السلام) : ((أربع من كن فيه من المؤمنين  أسكنه في أعلى عليين في غرف فوق غرف , وفي محل الشرف كل الشرف : من آوى اليتيم ونظر له فكان له أبا , ومن رحم الضعيف وأعانه وكفاه , ومن أنفق على والديه ورفق بهما وبرهما ولم يحزنهما ومن لم يخرق بمملوكه وأعانه على ما يكلفه , ولم يستسعه (16) فيما لم يطق)) (17) .

ث‌- نظر الله إليه : قال رسول الله (صلى الله عليه واليه):((أربعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : عاق ومنان ومكذب ومدمن خمر)) (18) .

ج‌- قبول الصلاة : قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ((من نظر الى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل له صلاة)) (19) .

ح‌- شم ريح الجنة عن بعد : قال الإمام الباقر (عليه السلام) : ((إذا كان يوم القيامة كشف غطاء من أغطية الجنة فوجد ريحها من كانت له روح من مسيرة خمسمائة عام إلا صنف واحد ...., العاق لوالديه)) (20) .

خ‌- تشمله رحمة الله : كما جاء في الحديث القدسي : من بر والديه كنت له في الحشر رحيما وعلى الصراط دليلا وفي الجنة محدثا يكلمني وأكلمه بلا واسطة (21) .

د‌- يكون الله دليله على الصراط كما تقدم في الحديث السابق .

ذ‌- يحدثه الله في الجنة بلا واسطة : كما تقدم في الحديث السابق .

ر‌- جنة يوم الحساب : كما روي عن إبرهيم بن شعيب قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : إن أبي قد كبر جدا وضعف , فنحن نحمله إذا أراد حاجة , فقال (عليه السلام) : إن استطعت ان تلي ذلك منه فافعل , ولقمه بيدك , فإنه جُنّة لك غدا (22) .

والجنة هنا بمعنى الوقاية من حر النار والعذاب.

ز‌- يكون سيد الأبرار : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ((سيد الأبرار يوم القيامة رجل بر والديه بعد موتهما)) (23).

_____________________________________________________

1ـ مكارم الأخلاق لا بن أبي الدنيا : 85 , ح252 .

2ـ أمالي الصدوق : 234 , والبحار : 74/66 .

3ـ البحار : 74/81 .

4ـ البحار : 74/81 .

5ـ البحار : 74/80 .

6ـ البحار : 74/84 .

7ـ علل الشرائع : 2/164 , والبحار : 74/75 .

8ـ كفاية الأثر : 228 .

9ـ البحار : 74/82 .

10ـ نزهة المجالس : 1/198 .

11- البحار : 74/84 وميزان الحكمة 10/716 .

12- أمالي الصدوق : 234 , والبحار : 74/66 .

13- نزهة المجلس : 1/198 .

14- البحار : 74/85 .

15- الخصال : 1/106 .

16- استسعى العبد استسعاء : كلفه من العمل ما يؤدي به عن نفسه إذا أعتق بعضه ليعتق ما بقي منه .

17- أمالي الطوسي : 1/192 .

18- الخصال : 1/94 .

19- أصول الكافي : 2/349 , ح5 .

20- أصول الكافي / 2م348 , ح3 .

21- نزهة المجالس : 1/198 .

22- الكافي : 2/162 .

23- البحار : 74/86 , وانظر قصة موسى (عليه السلام) ورفيقه في الجنة التي تقدمت في مطلع البحث هذا .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.