أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-09
1224
التاريخ: 31-8-2022
2170
التاريخ: 12-1-2016
6412
التاريخ: 23-3-2021
2488
|
جعل الله سبحانه وتعالى للسالك نعما إضافية مترتبة على الواجبات وترك المحرمات بل المستحبات وما ذلك إلا رحمة بالعباد , وهذه النعم عبارة عن آثار تحصل للملتزم بحقوق الوالدين إضافة الى الثواب المترتب على فعل الواجب .
وهذه الآثار يمكن تقسيمها الى ثلاثة أقسام :
1ـ آثار دنيوية .
2- آثار برزخية .
3- آثار أخروية .
1ـ الآثار الدنيوية المترتبة على بر الوالدين :
من آثار بر الوالدين ما يلي :
أ- محبة الأهل هي أن مداومة الأبناء على طاعة الوالدين ورحمتهما والإنفاق عليهما والدفاع عنهما تجعل المحبة تزداد يوما بعد يوم , لذا نجد أن الوالدين قد يفرقان بين محبة ولد وآخر بل قد ينجر ذلك الى حرمانه من أموالهما أو بعضها نتيجة تقصيره في تكفل والديه وحمايتهما والإنفاق عليهما .
هذا وقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ((تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل ...)) (1) .
ب- محبة الولد لأهله فإنها تقوى وتشتد ببركة بره بوالديه بحيث تعكس محبة الأهل له حالة من مبادلة المحبة الموجبة لاستقرار النفس وسعادتها .
ت- عدم وقوعه في الفقر كما في رواية الإمام الصادق (عليه السلام) الآتية (2) , وفي رواية أخرى : إن البر يزيد في الرزق (3) .
ث- زيادة العمر: قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) : ((إن أحببت أن يزيد الله في عمرك فسر أبويك)) (4) .
وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ((رأيت بالمنام رجلا من أمتي قد أتاه ملك الموت يقبض روحه فجاءه بره بوالديه فمنعه منه)) (5) .
ج- زيادة النسل : قال الإمام علي الهادي (عليه السلام) : ((العقوق ثكل من لم يثكل)) (6) .
وقال الإمام الرضا(عليه السلام): (حرم الله عز وجل عقوق الوالدين لما فيه من الخروج من التوفيق لطاعة الله تبارك وتعالى والتوقير للوالدين وتجنب كفر النعمة , وإبطال الشكر وما يدعو من ذلك الى قلة النسل وانقطاعه لما في العقوق من قلة توقير الوالدين والعرفان بحقهما وقطع الأرحام والزهد من الوالدين في الولد وترك التربية بعلة ترك الولد برهما)) (7) .
ح- التوفيق للطاعة : كما في حديث الإمام الرضا (عليه السلام) المتقدم .
إننا نسأل الله حسن التوفيق لطاعته والابتعاد عن معصيته , قال الإمام الحسين (عليه السلام) : (( إذا أردت عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله الى عز طاعته )) (8).
خ- قبول الطاعة : كما روي عن النبي (صلى الله عليه واله) أن رجلا قال له : ما من عمل قبيح
إلا وقد عملته فهل من توبة ؟
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : فهل من والديك أحد حي ؟
قال : أبي .
قال (صلى الله عليه واله) : فاذهب فبره (9) .
د- يكون وليه الله : ففي الحديث القدسي : من بر والديه كنت له وليا في الدنيا (10) .
ذ- العزة والمنعة : جاء في أحاديث أهل البيت (عليهم السلم) العقوق يعقب القلة ويؤدي الى الذلة (11) .
ووجهه من الناحية النفسية ظاهر , إذا ضعف العلاقة مع الوالدين تفقد الأولاد القوة والثبات والاستقرار فيبقى محتاجا الى من يكل له ذلك , فيعيش في المجتمع منزويا لا مساند له ولا معين , ولا عشيرة تحميه أو تأويه أو تسانده , وتعطيه المشورة والعون عند الحاجة .
وأهل المنزل يمثلون الداعم النفسي الأول للشاب ثم يأتي الأرحام والعشيرة فيما بعد . وما التوفيق إلا من عند الله تعالى .
2- الآثار البرزخية :
أ- تخفيف سكرات الموت : قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ((من أحب أن يخفف الله عز وعلا عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولا وبوالديه بارا , فإذا كان كذلك هون عليه سكرات الموت , ولم يصبه في حياته فقر أبدا)) (12) .
ب- الله يؤنسه في قبره : ففي الحديث القدسي من بر والديه كنت له وليا في الدنيا وفي قبره مؤنسا وفي الحشر رحيما ... (13) .
3ـ الآثار الأخروية :
أ- تخفيف الحساب : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ((بر الوالدين وصلة الرحم تهونان الحساب)) (14) .
ب- بناء بيت في الجنة : قال الإمام الباقر (عليه السلام) ((أربع من كن فيه بني الله له بيتا في الجنة : من آوى اليتيم ورحم الضعيف وأنفق على والديه ورفق بمملوكه)) (15) .
ت- إسكانه اعلى عليين : قال الإمام الباقر (عليه السلام) : ((أربع من كن فيه من المؤمنين أسكنه في أعلى عليين في غرف فوق غرف , وفي محل الشرف كل الشرف : من آوى اليتيم ونظر له فكان له أبا , ومن رحم الضعيف وأعانه وكفاه , ومن أنفق على والديه ورفق بهما وبرهما ولم يحزنهما ومن لم يخرق بمملوكه وأعانه على ما يكلفه , ولم يستسعه (16) فيما لم يطق)) (17) .
ث- نظر الله إليه : قال رسول الله (صلى الله عليه واليه):((أربعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : عاق ومنان ومكذب ومدمن خمر)) (18) .
ج- قبول الصلاة : قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ((من نظر الى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل له صلاة)) (19) .
ح- شم ريح الجنة عن بعد : قال الإمام الباقر (عليه السلام) : ((إذا كان يوم القيامة كشف غطاء من أغطية الجنة فوجد ريحها من كانت له روح من مسيرة خمسمائة عام إلا صنف واحد ...., العاق لوالديه)) (20) .
خ- تشمله رحمة الله : كما جاء في الحديث القدسي : من بر والديه كنت له في الحشر رحيما وعلى الصراط دليلا وفي الجنة محدثا يكلمني وأكلمه بلا واسطة (21) .
د- يكون الله دليله على الصراط كما تقدم في الحديث السابق .
ذ- يحدثه الله في الجنة بلا واسطة : كما تقدم في الحديث السابق .
ر- جنة يوم الحساب : كما روي عن إبرهيم بن شعيب قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : إن أبي قد كبر جدا وضعف , فنحن نحمله إذا أراد حاجة , فقال (عليه السلام) : إن استطعت ان تلي ذلك منه فافعل , ولقمه بيدك , فإنه جُنّة لك غدا (22) .
والجنة هنا بمعنى الوقاية من حر النار والعذاب.
ز- يكون سيد الأبرار : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ((سيد الأبرار يوم القيامة رجل بر والديه بعد موتهما)) (23).
_____________________________________________________
1ـ مكارم الأخلاق لا بن أبي الدنيا : 85 , ح252 .
2ـ أمالي الصدوق : 234 , والبحار : 74/66 .
3ـ البحار : 74/81 .
4ـ البحار : 74/81 .
5ـ البحار : 74/80 .
6ـ البحار : 74/84 .
7ـ علل الشرائع : 2/164 , والبحار : 74/75 .
8ـ كفاية الأثر : 228 .
9ـ البحار : 74/82 .
10ـ نزهة المجالس : 1/198 .
11- البحار : 74/84 وميزان الحكمة 10/716 .
12- أمالي الصدوق : 234 , والبحار : 74/66 .
13- نزهة المجلس : 1/198 .
14- البحار : 74/85 .
15- الخصال : 1/106 .
16- استسعى العبد استسعاء : كلفه من العمل ما يؤدي به عن نفسه إذا أعتق بعضه ليعتق ما بقي منه .
17- أمالي الطوسي : 1/192 .
18- الخصال : 1/94 .
19- أصول الكافي : 2/349 , ح5 .
20- أصول الكافي / 2م348 , ح3 .
21- نزهة المجالس : 1/198 .
22- الكافي : 2/162 .
23- البحار : 74/86 , وانظر قصة موسى (عليه السلام) ورفيقه في الجنة التي تقدمت في مطلع البحث هذا .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|