المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مقررات الرفق بالحيوان في الاسلام
21-1-2016
معوقات الاتصال- حجم المعلومات
23-8-2020
فما معنى الفرائض والاحكام ؟
2023-08-28
حكم وجدان الماء في أثناء الصلاة
25-12-2015
ضمان المتقاسمين في قسمة المال المشاع
24-5-2017
معنى كلمة غرم
11/12/2022


صفات المربي: الحكمة  
  
2286   12:21 صباحاً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص22-24
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

 هي وضع كل شيء في موضعه ، أو بمعنى آخر : تحكيم العقل وضبط الانفعال ولا يكفي أن يكون قادرا على ضبط الانفعال واتباع الأساليب التربوية الناجحة فحسب , بل لا بد من استقرار المنهج التربوي المتبع بين أفراد البيت من أم وأب وجد وجدة وإخوان وبين البيت والمدرسة والشارع والمسجد وغيرها من الأماكن التي يرتادها ؛ لأن التناقض سيعرض الطفل لمشكلات نفسية (1) .

وعلى هذا ينبغي تعاون الوالدين واتفاقهما على الاسلوب التربوي المناسب ، وإذا حدث  أن أمر الأب بأمر لا تراه الأم  فعليها ألا تعترض أو تسفه الرجل ، بل تطيع وتنقاد ويتم الحوار بينهما سرا لتصحيح خطأ أحد الوالدين دون أن يشعر الطفل بذلك .

دلت الآيات والأحاديث على فضل تربية الولد , ومنها قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}[التحريم: 6].

قال قتادة - : (تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله ,أن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه , فإذا رأيت معصية قذعتهم عنها , وزجرتهم عنها)(2) .

وعن ابن عمر قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول :(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، الإمام راع ومسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ...)(3) .

وقال (صلى الله عليه وآله):(ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يُحِطها بنصحه إلا لم يرح رائحة الجنة) (4) .

وقال ابن عمر : (أدب ابنك فإنك مسؤول عنه , ماذا أدبته ؟ وماذا علمته ؟ وهو مسؤول عن برك وطواعيته لك)(5) .

وأخبر النبي (صلى الله عليه وآله) أن التربية خير من الصدقة , فقال : لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع)(6) . كما ارشد إلى أن تعليم الولد الخلق الحسن افضل من كل عطاء فقال : (ما نَحل (7) والد ولدا أفضل من أدب حسن)(8) .

وأما تربية البنات فهي حجاب عن النار ، فعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (من كان له ثلاث بنات يؤدبهن ويكفيهن , ويرحمهن ، فقد وجبت له الجنة) فقال رجل من بعض القوم : وثنتين يا رسول الله ؟ قال :(وثنتين)(9) .

_______

1- انظر المشكلات النفسية عند الأطفال  ، زكريا الشربيني : ص 14 .

2- تفسير ابن كثير : 4/391 .

3- أخرجه البخاري : كتاب الجمعة ، باب الجمعة في القرى والمدن , رقم الحديث (855) : 6/14 ، وأخرجه أحمد في مسنده : 2/5 ، 54 ، 55 .

4- رواه البخاري : كتاب الأحكام ، باب من أسترعي رعية فلم ينصح ، رقم الحديث (6716) : 24 / 199 ، ومسلم في صحيحه : كتاب الإمارة ، باب فضيلة الأمير العادل وعقوبة الجائز والحث على الرفق : 12 / 214 ، ورواه أحمد في مسنده : 2/15.

5- تحفة المودود بأحكام المولود : ابن القيم : ص 177 .

6- أخرجه أحمد في مسنده : 5 / 96 ، والترمذي : كتاب البر والصلة : 4/337 ، والحاكم في المستدرك : 263 ، والطبراني : 2 / 274 .

7- نحل : أي أعطى .

8- رواه الترمذي في سننه كاب البر والصلة : 4/337 – 338 .

9- رواه مسلم : كتاب البر الوصلة والأدب ، باب فضل الإحسان إلى البنات : رقم الحديث 2629 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.