في الأراضي الصودية يكون تركيز كربونات وبيكربونات الصوديوم في المحلول الأرضي عالياً. و قد إقترحت عدة آراء لتفسير تجمعها و تكوينها تتلخص فيما يلى :

1- تجوية سليكات الألومنيوم: توجد سليكات الألومنيوم في الطبيعة و تحت جميع الأجواء ( 80 – 85 % من وزن القشرة الأرضية). وتزداد التجوية الكيماوية لمعادن الفلسبارات وشبيهاتها في وجود الماء المحتوي علي حامض كربونيك حيث تعطي عادة محاليل من كربونات و بيكربونات الصوديوم والبوتاسيوم.

2- رأى هلجارد Hilgard  وبرتوليت Bertholet :يري كل منهما أنه تتفاعل كربونات الكالسيوم مع كلورور أو كبريتات الصوديوم وينتج كربونات صوديوم كما يلي :

CaCO₃+ Na₂SO_{4    ______________} Na CO₃ + CaSO₄                   

CaCO₃ +2NaCl ___________Na₂CO₃ +  CaCl₂                    

وقد تحقق ذلك تجريبيا في المعمل. ومن الناحية النظرية توضح معادلتي التفاعل أن التفاعل يجب أن يتجه نحو الملح الأقل ذوبانا أي نحو كربونات الكالسيوم. وبناء على ذلك فإنه ليس من المتوقع أن تتكون كربونات صوديوم بكميات ذات أهميه تحت الظروف العادية. ولكن كوفدا Kovda   يري أنه تحت الظروف الطبيعية خصوصا في درجات الحرارة المنخفضة والبخر ووجود الأملاح الأخرى قد تترسب كربونات الصوديوم. فالمعروف أن ذوبان كربونات الصوديوم يقل إلى حد كبير في درجات الحرارة المنخفضة وكذلك في وجود بعض الأملاح مما يؤدى إلي ترسيبها.

3- رأي مونديزير Mondesir  وكيلى Kelly :يرون أن محاليل كلورور وكبريتات الصوديوم ترتفع في حركتها نحو سطح الأرض مما يزيد نسبة الطين الصودى وبعد غسل الأملاح نتيجة فيضان أو غيره يحدث إنحلال لهذا الطين الصودي وتتكون كربونات الصوديوم كما يلي:

                 ]Na₂ + H2CO_{3_____________} ]H₂+ Na₂CO₃

4- معدنة المواد العضوية: تتكون كربونات الصوديوم عند إنحلال بقايا النبات في الأرض والمعتقد أنه في منطقة السافانا في شرق إفريقيا (حيث توجد بها نباتات محبة للأملاح) أن تكوين كربونات الصوديوم من بقايا النباتات يكون ممكنا.

5- النشاط الميكروبى: تحدث عملية عكس التكبرت Desulfurication تحت ظروف غير هوائية فتختزل الكبريتات. والظروف التي تلائم عملية إختزال الكبريتات في الأرض هي:

أ- وسط غير هوائي.

ب- وجود كبريتات ذائبة.

جـ- توفر المادة العضوية كمصدر للجهد.

دـ- وجود البكتيريا الغير هوائية والتي تختزل الكبريتات لتستعمل أكسيجينها الذي يتحد مع الهيدروجين مكونة ماء. وتتوفر هذه الظروف في المستنقعات والأراضي الغدقة. والمعادلات الكيميائية التي تعبر عن عملية عكس التكبرت يمكن تبسيطها فيما يلي:

           Na₂SO₄ + 2C  ____________ Na₂S +2 CO₂

Na₂S + CO₂ + H₂O ____________Na₂CO₃ + H₂S         

وكبريتيد الهيدروجين الناتج قد يختزل الحديديك إلى حديدوز ويلاحظ في الأراضي الغدقة لون كبريتور الحديدوز الأزرق الغامق . وقد يوجد أيضا كبريت مرسب وفي حالة وجود كالسيوم ذائب أو متبادل يرسب عادة في صورة كربونات كالسيوم.

ويستنتج  Bower, Ogata أن عملية إختزال الكبريتات الذائبة في الأراضي تؤدي إلى خفض درجة الملوحة بالأراضي وزيادة الصوديوم المتبادل.

ويجب أن يراعى بالنسبة لوجود وتجمع كربونات وبيكربونات الصوديوم في الأراضي ما يلي:

أ- لا توجد كربونات صوديوم وبيكربونات صوديوم حره في الأرض حتى يتم تحويل كل كبريتات الكالسيوم وكلورور الكالسيوم إلى كربونات كالسيوم. فوجود أملاح كالسيوم (كلورور أو كبريتات) في صورة  رواسب أو تجمعات في الأرض يعمل دائما علي ترسيب كربونات كالسيوم وتكوين كلورور وكبريتات صوديوم.

وهذه الظروف هي السبب في عدم وجود أراضى قلوية تحتوي كربونات صوديوم في مناطق أوزبكستان وجنوب كازاخستان وغيرها من جمهوريات روسيا الشرقية.

ب- لا توجد كربونات وبيكربونات صوديوم أو بوتاسيوم حره إلا بعد تمام تحويل الكالسيوم المتبادل إلى كربونات كالسيوم.

وبعد ذلك يمكن أن يزداد تركيز كربونات الصوديوم والبوتاسيوم وتصبح الأرض قلوية. والمصادر الطبيعية التي تحتوي الكالسيوم في صوره متبادلة كثيرة منها رواسب الأنهار والصخور المشابهة للس Loess.

جـ- بقايا انحلال النباتات هي مصدر أخر لأيونات الكالسيوم وتساهم أيضا في ترسيب الكربونات في صورة كربونات وبيكربونات الصوديوم أو البوتاسيوم.

د- المعادن الثانوية قد تحجز بين صحائفها البلورية البوتاسيوم أو الصوديوم من الماء الأرضي وبالتالي يقل تجمع الكربونات والبيكربونات الذائبة فى المحلول الأرضي.

هـ- في المناطق غزيرة الأمطار تتميز الأراضي والمياه الطبيعية بانخفاض الكالسيوم. ويلاحظ أن المياه الجوفية فى هذه المناطق تحتوي تركيزات منخفضة من كربونات وبيكربونات الصوديوم والبوتاسيوم . وهذه المياه الجوفية قد تصل خلال حركتها في باطن الأرض الي مناطق جديده يحدث فيها البخر بدرجه كبيرة فتتركز مكونات هذه المياه ويتكون في هذه المناطق أراضى قلوية أو حتى بحيرات قلوية مثلما حدث في كاليفورنيا وأفريقيا الاستوائية وشمال أوكرانيا والمجر.

و- نظرا لأن درجات الحرارة المنخفضة تقلل درجة ذوبان كربونات الصوديوم أو البوتاسيوم فإنها تقاوم بدورها الغسيل في المناطق الباردة إلى حد كبير وبالتالي تحتفظ بها الأرض.