أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-6-2016
3086
التاريخ: 18-11-2015
2587
التاريخ: 18-11-2015
7265
التاريخ: 28-12-2015
24135
|
مقا- متع : أصل صحيح يدلّ على منفعة وامتداد مدّة في خير , منه استمتعت بالشيء , والمتعة والمتاع : المنفعة. ومتّعت المطلّقة بالشيء , لأنّها تنتفع به. ويقال أمتعت بمالي , بمعنى تمتّعت. وحبل ماتع : جيّد. ومتّع النهار :
طال. والمتعة ما تمتّعت به. ونكاح المتعة من هذا. وأمتعة البيت والمتاع : ما يستمتع به الإنسان في حوائجه. ومتّع اللّٰه به فلانا تمتيعا , وأمتعه به إمتاعا , بمعنى واحد , أي أبقاه ليستمتع به فيما أحبّ من السرور والمنافع. وذهب من أهل التحقيق بعضهم الى أنّ الأصل في الباب التلذّذ. ومتع النهارُ لأنّه يتمتّع بضيائه. ومتع السراب مشبّه بتمتّع النهار. والمتاع : الانتفاع بما فيه لذّة عاجلة. وذهب منهم آخر الى أنّ الأصل الامتداد والارتفاع. والمتاع : انتفاع ممتدّ الوقت.
وشراب ماتع : أحمر , أي به يتمتّع لجودته.
مصبا- المتاع في اللغة كلّ ما ينتفع به كالطعام والبزّ وأثاث البيت. وأصل المتاع ما يتبلّغ به من الزاد , وهو اسم من متّعته , إذا أعطيته ذلك , والجمع أمتعة. ومتعة الطلاق من ذلك , ومتّعت المطلّقة بكذا إذا أعطيتها إياه , لأنّها تنتفع به. والمتعة اسم من التمتّع ومنه متعة الحجّ ومتعة النكاح ومتعة الطلاق.
لسا- متع النبيذ يمتع متوعا : اشتدّت حمرته. ونبيذ ماتع : شديد الحمرة.
ومتع الحبل : اشتدّ. وحبل ماتع : جيدّ الفتل. ويقال للحبل الطويل ماتع. ومتع الرجل ومتع : جاد وظرف. وقيل : كلّ ما جاد فقد متع. والماتع من كلّ شيء :
البالغ في الجودة الغاية في بابه. وقد ذكر اللّٰه تعالى المتاع والتمتّع والاستمتاع والتمتيع في مواضع من كتابه , ومعانيها وان اختلفت راجعة الى أصل واحد. قال الأزهري : فأمّا المتاع في الأصل فكلّ شيء ينتفع به ويتبلّغ به ويتزوّد والفناء يأتي عليه في الدنيا.
الفروق 161- الفرق بين المنفعة والنعمة : أنّ المنفعة تكون حسنة وقبيحة , كما أنّ المضرّة تكون حسنة وقبيحة. والنعمة لا تكون إلّا حسنة.
الفرق بين المتاع والمنفعة : أنّ المتاع النفع الّذى تتعجّل به اللذّة وذلك إمّا لوجود اللذّة وإمّا بما يكون معه اللذّة نحو إصلاح الطعام وتبريد الماء لوقت الحاجة.
الفرق بين الإنعام والتمتيع : أنّ الإنعام يوجب الشكر. والتمتيع كالّذي يمتّع الإنسان بالطعام والشراب ليستنيم اليه فيتمكّن من اغتصاب ماله والإتيان على نفسه.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : كون الشيء ذا انتفاع يوجب حصول التذاذ وتلاؤم أو رفع حاجة. ومن مصاديقه : بلوغ شيء الى حدّ جودة في ذاته حتّى ينتفع به. وارتفاع وطول حتى يستفاد منه كالشجر والعمر والحبل. وشدّة وإحكام في الشيء كما في فتل الحبل.
والمتعة فعلة بمعنى ما يمتع به وينتفع منه في مورد الحاجة , كما في الزاد , والقوت , وما يتمتّع به , ومتعة المطلّقة , ومن أثاث البيت.
والمتاع : كسلام وجبان مصدرا وصفة , فالمصدر بمعنى المتوع وكون الشيء ذا انتفاع في مورد الحاجة. والصفة بمعنى ما ينتفع به.
والإمتاع والتمتيع : يستعملان في مقام التعدية , أي جعل شيء ذا انتفاع به ما يقال أمتعه به ومتّعه به.
فظهر أنّ مفاهيم- التلذّذ , الطول , الجودة , البلوغ , الارتفاع , الامتداد , البقاء : من لوازم الأصل وآثاره.
والمتاع صفة : كما في :
{وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} [النحل : 80]. {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب : 53]. {وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا} [يوسف : 17] يراد ما يكون ذا انتفاع ومتوع في رفع الحوائج.
ولا دلالة فيها على مفاهيم التلذّذ والطول والارتفاع والامتداد , ولا سيّما مفهوم التلذّذ في الآية الثانية , فانّه لا معنى للسؤال عن ازواج النبيّ (صلى الله عليه واله) ما يتلذّذ به. وهذه الآية تدلّ على وجوب الحجاب في الوجه والكفّين , وإلّا فلا يحتاج إلى لزوم السؤال عن وراء الحجاب , وتؤيّده الأحاديث الواردة في المورد فراجعها.
والمتاع مصدرا بمعنى المتوع : كما في-. {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة : 236]. {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا} [هود : 3]. {كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [القصص: 61] والتعبير في المصدر بمصدر الثلاثيّ اللازم لا بالتمتيع : إشارة الى أنّ نتيجة الفعل هو حصول نفس المتوع بالمعروف والحسن , وهذا بخلاف التمتيع فانّه يدلّ على جعل المتوع وتحقيقه من جانب الفاعل. ولا يلزم في المفعول المطلق أن يكون المصدر من باب الفعل- فراجع.
ويدلّ على المصدريّة : فانّ التمتيع يتعدّى الى المفعول الثاني بالباء , كما في-. { لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} [الحجر: 88] والمفعول الثاني هو المنتفع به الموجود قبل التعدية- كما في- {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ} [البقرة : 196]... , . {قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ} [الزمر: 8]... , . {فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ} [التوبة : 69].
فالمفعول الأوّل بعد التعدية هو الماتع في الحقيقة وبالجعل. والثاني هو المنتفّع به المذكور بالحرف.
ويحذف هذا المفعول إذا كان النظر الى الإطلاق أو الشمول : كما في-. {وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس: 98]. {بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ } [الأنبياء : 44] أي بأي نزع من التمتيع وبأي نحو يشتهون الى أجل مسمّى.
{فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [البقرة : 196] أي فإذا حصل الأمن والفراغ وارتفع الحصر والموانع الخارجيّة وتحقّق الاقتضاء وسعة الوقت : فمن انتفع بما يلتذّ به ويرتفع حوائجه بعد تماميّة العمرة , أي وجد تمتّعه بتحقّق العمرة وبعده الى أن أحرم للحجّ : فله ما استيسر من الهدي.
والتعبير بصيغة الماضي (فمن تمتّع) إشارة الى تحقّق التمتّع. والعمرة هو المتمتّع به , والتمتّع به لازم أن يكون بعد تحقّقه ووجوده , وهذا إنما يحصل بعد التقصير منه. وقوله الى الحجّ : إشارة الى غاية التمتّع , كما في- ومتّعناهم الى حين.
وهذه الآية في قبال حجّ الإفراد والقران , حيث إنّ العمرة فيهما متأخر عن الحجّ , فالتمتّع فيهما بعد تماميّة الحجّ والعمرة.
والآية صريحة قاطعة في جواز التمتّع بعد عمرة حجّ التمتّع وفيما بينهما.
{وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} [النساء : 24] الآية عامّة تشمل جميع موارد الاستمتاع بشيء منهنّ على سبيل الإحصان وعلى طبق المقرّرات الدينيّة وبشرط إعطاء الأجور المسمّاة.
والتعبير بكلمة ما المستعمل في غير ذوى العقلاء : إشارة الى تعميم مفهوم الانتفاع والاستمتاع بأيّ نحو وبأيّ عضو وبأيّ خصوصيّة تتعلّق بهنّ , ولا اختصاص بالانتفاع والالتذاذ من مجموع وجودهنّ. وأيضا فيه تجليل وتعظيم لمقام المرأة , فانّ المرأة من حيث هي ليست مخصوصة بالاستمتاع والانتفاع والالتذاذ-. {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم : 21] وأمّا متعة النكاح على شرائط مقرّرة وحفظ الصلاح للرجل والمرأة ورعاية عواقب الأمور من التوليد وهتك الحرمة والابتلاءات الناشئة من هذا العمل ولا سيّما للمرأة إذا كانت في مدّة محدودة : فتكون من مصاديق الآية الكريمة , ولا يبقى اشكال فيها.
نعم أصل مشروعيّتها في زمان رسول اللّه صلى الله عليه واله , وبالروايات الواردة عن أهل البيت سلام اللّٰه عليهم , عن طرق الفريقين مسلّمة مقطوعة , وإن كان بعض اهل الهوى والتمايلات الحيوانيّة قد عملوا في هذا المورد على طبق تمايلهم وشهواتهم من دون أن يراعوا عواقب الأمر فضلّوا وأضلّوا.
{بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الروم : 29].
وأمّا ما روى عن بعض في تحريمها : فلعلّه ناظر الى هذه الجهة الثانويّة , لا الى التحريم المطلق , فانّ مشروعيّتها ممّا لا شكّ فيها.
{قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب : 28] يراد التمتيع وإيصال النفع والخير والعطّيات المادّيّة , ثمّ إطلاقهنّ , والمنتفع به محذوف ويشمل أي نوع من التمتيع , وضمير الجمع راجعة الى الأزواج. وليس المفهوم من الكلمة : تلذّذ النبيّ صلى الله عليه واله وأخذ التمتّع منهنّ.
ويستفاد من الآيات في موضوع التمتّع والمتاع امور :
1- أنّ التمتّع الدنيويّ المادّيّ محدود زمانا ومقدارا وكيفا , فانّ الحياة الدنيا محدودة , وكذلك القوى البدنيّة الجسمانيّة محصورة محدودة , فيكون الانتفاع بهذه القوى وفي مورد الأمور الدنيويّة أيضا محدودة , بخلاف التمتّعات الروحانيّة الاخرويّة-. {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [البقرة : 36]. {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى} [النساء : 77]. {فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} [التوبة : 38].
2- التمتّعات الدنيويّة ليس فيها دلالة على السعادة وحسن العاقبة والصلاح والفلاح , بل الأغلب فيها هو النسيان والطغيان والعصيان والضلال , فانّ الاشتغال بلذّات الدنيا يمنع عن التوجّه الى الجهة الروحانيّة , والإنسان ليطغى أن رءاه استغنى-. {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [آل عمران : 185]. {وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا} [الفرقان : 18]
3- قد يكون التمتيع واجبا أو مستحبّا وهذا كما في تأمين حوائج العائلة والتوسعة على الأولاد والزوجة , ما لم يجرّ الى الطغيان والنسيان , قال تعالى-. { لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ... وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة : 236]. {إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ ... فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا } [الأحزاب : 49]. {إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب : 28]. {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ} [الطلاق: 6] فحكم اللّٰه تعالى في هذه الآيات الكريمة بلزوم التمتيع وإيتاء المبرّات والعطايا للنساء قبل الطلاق وحينه , وبأن يكون التسريح بالمعروف وبسراح جميل , وإذا كان الأمر كذلك في زمان الفراق بل وحتّى بالنسبة الى النبيّ صلى الله عليه واله, فكيف يكون التكليف في زمان قبل الفراق وفي حال الانس.
________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|