أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-12
254
التاريخ: 7-3-2020
1899
التاريخ: 29/11/2022
1079
التاريخ: 27-6-2021
1717
|
كانت المنخفضات الجوية تتحرك عموما من الغرب إلى الشرق فإن الظاهرات الجوية التي تصاحبها تنتقل معها في نفس الاتجاه، ولهذا فإن القائمين بعمل التنبوءات الجوية في محطة ما يعتمدون في تنبوءاتهم بصفة خاصة على البيانات التي تذيعها المحطات الواقعة إلى الغرب من محطتهم عن الأحوال الجوية وتطوراتها وتسجل هذه البيانات في ساعات معينة يوميا على "خرائط الطقس "Synoptic charts" وبواسطة هذه الخرائط يمكن تحديد موقع المنخفض الجوي، كما يمكن معرفة عمقه، وشدة تدرج الضغط الجوي نحو مركزه، وخط سيره، وسرعة تحركه على وجه التقريب. ويمكن بناء على ذلك التنبوء بالتغيرات المنتظره في حالة الجو، إلا أن التنبوءات قد تخطئ أحيانا لأسباب خارجة عن إرادة المتنبئ الجوي نتيجة لحدوث تغيرات غير متوقعة على المنخفض الجوي أو على خط سيره، فقد يحدث أن يمتلئ المنخفض أو يغير اتجاهه أو يتوقف عن التحرك قبل أن يصل إلى مكان المتنبئ الجوي، وفي مثل هذه الأحوال لا تكون التنبوءات الجوية متفقة مع ما يحدث فعلا. أما إذا لم تطرأ على المنخفض الجوي تطورات غير متوقعة فإن الأحوال الجوية في الأماكن التي تقع على امتداد خط سيره تتتابع غالبا بترتيب معروف، ولكنه قد يختلف في بعض التفاصيل باختلاف موقع المكان إلى الجنوب أو إلى الشمال من خط سير المنخفض.
ويمكن تقسيم التغيرات التي تطرأ على الجو منذ اقتراب المنخفض ثم مروره وابتعاده إلى خمس مراحل كما يلي:
أولا- مرحلة اقتراب المنخفض: قبل أن يطرأ على الجو أي اضطراب واضح تأخذ درجة حرارة الجو في الارتفاع بينما يأخذ الضغط الجوي في الانخفاض، وتهب الرياح من الشرق ثم تتحول تدريجيا إلى جنوبية شرقية، وتكون معتدلة السرعة وجافة أو رطبة على حسب طبيعة المنطقة التي تهب منها، وتظهر في السماء سحب رقيقة متفرقة على ارتفاع كبير، وتكون غالبا شفافة وناصعة البياض حتى إنها لا تحجب الشمس، وتأخذ عادة شكل أهداب الريش أو القطن المندوف، وكلما اقترب المنخفض تزايدت هذه السحب حتى تتكون منها طبقة رقيقة متصلة تنفذ من خلالها أشعة الشمس وتظهر حول قرصها هالة مستديرة بسبب تكسر الأشعة على بلورات الثلج التي تتكون منها أغلب هذه السحب، وبمرور الوقت وتزايد اقتراب المنخفض يتزايد سمك السحب حتى تحجب أشعة الشمس تماما ويتزايد قربها من الأرض. وفي نفس الوقت تتزايد سرعة الرياح ويكن أغلبها جنوبيا شرقيا أو جنوبيا، وتستمر درجة الحرارة في الارتفاع، ويستمر الضغط الجوي في الانخفاض، وقد يسقط مطر خفيف.
ثانيا- مرحلة مرور الجبهة الدافئة: بمجرد وصول هذه الجبهة تتحول الرياح من جنوبية شرقية أو جنوبية إلى جنوبية غربية سريعة. وتستمر درجة الحرارة في ارتفاعها، ويزداد سمك السحب كما يزداد قربها من الأرض وتحتجب بها السماء تماما وقد يصاحبها سقوط بعض الأمطار، وتحدث في هذه المرحلة أحيانا موجات حرارية شديدة إذا ما حدث في فصل الربيع وأوائل الصيف، أما الضغط الجوي فيكون مستمرا في انخفاضه نجو مركز المنخفض الجوي. وتتوقف رطوبة الجو أو جفافه على طبيعة المنطقة التي تأتي منها الرياح.
ثالثا- مرحلة مرور قلب المنخفض: وهو الذي يقع في قلب الموجة الدافئة التي تنحصر بين الجبهة الدافئة والجبهة الباردة، وفي مركزها يكون الضغط الجوي قد وصل إلى أدناه، أما درجة الحرارة فتظل مرتفعة، وتظل السماء محتجبة بطبقة متصلة سميكة من السحاب، وقد تسقط بعض الأمطار، وتكون الرياح خفيفة في بداية هذه المرحلة ولكنها تسكن تماما تقريبا في أواسطها وقرب نهايتها، ولكنه هو "السكون الذي يسبق العاصفة" على حسب التعبير المشهور؛ إذ إن الجو يدخل بعدها مباشرة في أشد حالاته اضطرابا.
رابعا- مرحلة مرور الجبهة الباردة: وهي أشد مراحل المنخفض الجوي اضطرابا، ويحدث الاضطراب عادة بشكل مفاجئ، فما إن تصل الجبهة الباردة حتى تتحول الرياح فجأة من جنوبية غربية إلى شمالية غربية أو شمالية، وتصل إلى أعلى سرعتها، وتتوقف هذه السرعة على عمق المنخفض وشدة انحدار الضغط نحو مركزه، ففي حالة المنخفضات الشتوية العنيفة قد تصل هذه الرياح إلى سرعات يترتب عليها حدوث كثير من التخريب. وبمجرد مرور هذه الجبهة تنخفض درجة الحرارة انخفاضا فجائيا، فإذا حدث ذلك في فصل الشتاء فقد تنخفض درجة الحرارة إلى قرب درجة التجمد أو دونها على حسب موقع المكان، وذلك بسبب وصول هواء قطبي من العروض القطبية، وتتلبد السماء بغيوم داكنة سميكة قريبة من سطح الأرض، وتحدث عواصف رعدية تنهمر في أثنائها الأمطار بغزارة شديدة، وتستمر هذه الاضطرابات بدون انقطاع لفترة تتوقف على سرعة تحرك المنخفض الجوي أو تمركزه.
خامسا- مرحلة ابتعاد المنخفض الجوي: تأتي هذه المرحلة بعد مرور الجبهة الباردة، وفي أثنائها تتناقص شدة الاضطرابات الجوية فتتناقص سرعة الرياح وتتناقص السحب وتتناقص الأمطار تبعا لذلك وتسقط بشكل زخات متفرقة يزداد تباعدها بمرور الوقت ويصفو الجو تدريجيا، ولكن درجة الحرارة تظل مائلة للبرودة لبعض الوقت بينما يأخذ الضغط الجوي في الارتفاع حتى يبتعد المنخفض الجوي نهائيا أو يمتلئ وينتهي أثره.
ويجب أن نشير مع ذلك إلى أن الظاهرات التي سبق وصفها، على الرغم من أنها تظهر عند مرور معظم المنخفضات الجوية، فإنها تتغير أحيانا لأسباب طارئة، مما يؤدي إلى حدوث أخطاء في التنبوءات الجوية كما سبق أن بينا، كما أنها قد تختلف من مكان إلى آخر على حسب الموقع بالنسبة لمركز المنخفض الجوي، ويبين شكل "1" اتجاه الرياح على مصر وشرق البحر المتوسط عندما تتمركز منخفض جوي شديد العمق على جزيرة قبرص
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|