المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

افات الزيتون (الحشرات التي تصيب الزيتون)
20-6-2016
معطي الإلكترونات Electron Donor
28-2-2018
Algebraic Element
17-1-2019
Tolerable Upper Intake Levels
23-7-2020
أهمية الوعي
18-4-2016
معنى كلمة نكد‌
10-1-2016


محمّد بن عبد اللّه النُميري  
  
5043   09:30 مساءاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص507-510
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو محمّد بن عبد اللّه بن نمير بن خرشة من بني ثقيف، مولّد (1).

كان النميري من أهل مدينة الطائف نشأ فيها، فيما يبدو شاعرا محبّا مغامرا، فتعلّق بزينب بنت يوسف بن الحكم شقيقة الحجّاج بن يوسف (لأبيه و أمّه) . و يبدو أن زينب كانت تنتقل مع أخيها و هو يتولّى الاعمال المختلفة، فكان النميري يلحق بها. و أراد الحجّاج أن يوقع بالنميري (2) فهرب النميري (من الحجاز في الاغلب) إلى اليمن ثم ركب البحر من عدن حتّى وصل إلى الشام و استجار بعبد الملك. و كتب عبد الملك إلى الحجّاج أن النميري جاري فلا تمسّه بسوء.

بعدئذ، بعد مقتل عبد اللّه بن الزبير (73 ه‍-692 م) ، أصرّ الحجّاج على سماع القصيدة التائية التي قالها النميري في شقيقته زينب و أمّنه ان هو جاءه طائعا. فجاء النميري إلى الحجّاج في الكوفة و أنشد القصيدة أمامه، و كان الحجّاج في أثناء الانشاد يعلّق على الأبيات المختلفة.

ليس في ما بين أيدينا ما يدلّ على السنة التي توفّي فيها محمد بن عبد اللّه النميري.

محمّد بن عبد اللّه النميري شاعر غزل مغامر فصيح رقيق. و له إلى جانب غزله البارع مقاطع في الأدب (الحكمة) تتعلّق بالأسفار و بهربه من الحجّاج، و لعلّه هاجى الفرزدق (طبقات الشعراء 83) . و أكثر غزله في زينب بنت يوسف بن الحكم.

المختار من شعره:

-قال محمد بن عبد اللّه النميري يتغزّل بزينب بنت يوسف و يذكر مرورها مع صواحبها بوادي نعمان (بين مكة و الطائف) في قصيدة منها:

تضوّع مسكا بطن نعمان إذ مشت... به زينب في نسوة عطرات

تهادين ما بين المحصّب من منى... و أقبلن لا شعثا و لا غبرات (3)

أعان الذي فوق السماوات عرشه... مواشي بالبطحاء مؤتجرات (4)

مررن بفخّ ثم رحن عشيّة... يلبّين للرحمن معتمرات (5)

يخبّئن أطراف البنان من التّقى... و يقتلن بالألحاظ مقتدرات (6)

تقسّمن لبّي يوم نعمان، إنّني... رأيت فؤادي عارم النظرات (7)

جلون وجوها لم تلحها سمائم... حرور، و لم يسفعن بالسبرات (8)

فقلت يعافير الظباء تناولت... نياع غصون المرد مهتصرات (9)

و لمّا رأت ركب النميريّ راعها... و كنّ من ان يلقينه حذرات،

فأدنين حتّى جاوز الركب دونها... حجابا من القسّيّ و الحبرات (10)

فكدت، اشتياقا نحوها و صبابة... تقطّع نفسي إثرها حسرات

فراجعت نفسي و الحفيظة بعد ما... بللت رداء العصب بالعبرات (11)

- و قال النميريّ في زينب أيضا:

تشتو بمكّة نعمة... و مصيفها بالطائف (12)

أحبب بتلك مواقفا... و بزينب من واقف

و عزيزة لم يغذها... بؤس و جفوة حائف (13)

غرّاء يحكيها الغزا... ل بمقلة و سوالف (14)

- و من شعر النميري المتين السبك قوله و قد هرب خوفا من الحجّاج إلى اليمن لينجو إلى الشام:

أتتني عن الحجّاج، و البحر دوننا... عقارب تسري و العيون هواجع (15)

فضقت بها ذرعا و أجهشت خيفة... و لم آمن الحجّاج، و الامر فاظع (16)

و حلّ بي الخطب الذي جاءني به... سميع فليست تستقر الأضالع

فبتّ أدير الأمر و الرأي ليلتي... و قد أخضلت خدّي الدموع التوابع (17)

و ما أمنت نفسي الذي خفت شرّه... و لا طاب لي ممّا خشيت المضاجع (18)

إلى أن بدا لي رأس إسبيل طالعا... و إسبيل حصن لم تنله الأصابع (19)

فلي عن ثقيف إن هممت بنجوة... مهامه تهوى بينهنّ الهجارع (20)

و في الأرض ذات العرض عنك، ابن يوسف...إذا شئت منأى لا أبا لك واسع (21)

فإن نلتني، حجّاج، فاشتف جاهدا... فانّ الذي لا يحفظ اللّه ضائع (22)

_____________________

1) المولد: من كان أحد أبويه غير عربي.

2) راجع في قصة هرب النميري من الحجاج الكامل 289-290،353-354؛ الاغاني 6: 191 و ما بعدها.

3) تهادت المرأة: تمايلت في سيرها. المحصب: مكان رمي الجمار (الحجارة) و هو من مناسك الحج. منى: مكان يبيت فيه الحجاج. (يقصد: سرن من المحصب إلى منى مسافة طويلة) . أقبلن: وصلن. الأشعث: الذي اختلط شعره و اضطرب ترتيب ثيابه. الأغبر: الذي علاه الغبار من الطريق في أثناء سيره.

4) البطحاء: وسط مكة. مؤتجرات: ذاهبات إلى الحج طلبا للأجر من اللّه.

5) التلبية: قول الحجاج عند الوقوف على جبل عرفات: لبيك، اللهم، لبيك؛ معتمرات: ذاهبات للقيام بموسم الحج في غير شهر ذي الحجة.

6) لا يجوز في الاسلام للمرأة أن تكشف من جسمها إلا وجهها و كفيها و قدميها. و لكن هؤلاء النسوة يبالغن في التقوى و يسترن كل شيء من أجسامهن حتى رؤوس الأصابع. غير أنهن يتركن عيونهن غير مستورة ليستطعن السير في الطريق. و عيونهن وحدها قادرة على قتل المحبين.

7) تقسمن لبي: كنت انظر اليهن كلهن لأنهن كلهن جميلات. عارم النظرات: يحدد النظر إلى (ما يتطلع اليه) .

8) جلون: أبدين، أبرزن، أظهرن. لم تلحها؛ لم تغيرها. سموم حرور: ريح حارة. سفعته (الريح الحارة) : غيرته. السبرة (بسكون الباء) : الغداة الباردة. -لم يتعرضن للريح الحارة و لا للريح الباردة (كناية عن النعيم و الترف لأنهن غير محتاجات إلى العمل و التنقل في كل وقت) .

9) فشبهتهن بالظباء السمر التي تتناول نياع المرد (الأغصان الطرية من شجر الاراك) يقصد: ان أعناقهن طوال (و كان ذلك من مظاهر الجمال عند العرب) . هصر الغصن و اهتصره: شد به ليقطف ما فيه من الثمر.

10) القسي: ثياب مصنوعة من كتان ممزوج بحرير. و الحبرة (بكسر الحاء و فتح الباء) : ثوب من الحرير فيه وشي (تطريز) .

11) ثم ملكت نفسي و ردعتها عن الحزن و الحمية (في شدة التطلع اليهن) ، و لكن بعد أن بكيت كثيرا حتى ابتل ثوبي العصب (ثوب منسوج من حرير مصبوغ) ، و هو لا يبتل بسهولة (؟) . العبرات: الدموع.

12) تشتو: تقضي الشتاء.

13) غذاها: ساعد على نمو جسمها. الحائف: الظالم. -لم تنشأ في فقر و لا نشأت تحت سلطان أهل جفاة ظالمين.

14) يحكيها: يشبهها.

15) بلغني عن الحجاج عقارب (تهديد بالقتل) تسرى (تسير بليل، خفية من غير أن يدري أحد بها) و العيون هواجع (نائمات، غافلات) ؛ يقصد: أن الحجاج ماكر يفعل فعلته من غير أن يدري أحد.

16) ضقت ذرعا: حرت، لم أهتد إلى وجه الحيلة في دفعها. أجهشت (تهيأت للبكاء) من الخوف. فاظع: فظيع، ذو عاقبة و خيمة.

17) بت: قضيت الليل (قضيت مدة طويلة) . أدير الأمر و الرأي: أفكر في ذلك الذي بلغني و في كيف أستطيع تلافيه و الخلاص منه. أخضلت: بللت. التوابع: المتتابعة.

18) الذي (مفعول به من الفعل «أمنت») . . . . و لا استطعت أن أنام (من الخوف و القلق) .

19) رأس إسبيل: جبل في اليمن. لم تنله الأصابع: لم تستطع (فيما مضى) أن تصل اليه الأصابع (الحيل و المكائد و الجهود) .

20) عن ثقيف: عن الحجاج و كل ما يتعلق بالحجاج، حتى عن بني ثقيف كلهم. هممت: عزمت. نجوة: منجى، مكان احتمي به. مهامه جمع مهمه و مهمهة: المفازة (الصحراء) البعيدة (الواسعة) و البلد المقفر. تهوى: تسير مسرعة في مكان متسع (كأنما هي تسقط في مكان لا قرار له) من غير أن تقطعه. الهجرع (بفتح الهاء و بكسرها) : الكلب السلوقي.

21) و في الأرض، يا ابن يوسف (الحجاج) . منأى: مكان بعيد (مهرب) . «لا أبا لك» تعبير ظاهره ذم و معناه: لا غاب عنك أو عن علمك، لا خدعت (بضم الخاء) .

22) إذا وصلت إلي، يا حجاج، فانتقم مني حتى تشفي نفسك. ان الحافظ (منك و من غيرك هو اللّه) و الذي لا يحفظه اللّه يضيع (يهلك) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.