أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015
1928
التاريخ: 27-1-2016
2895
التاريخ: 23-7-2016
4133
التاريخ: 22-7-2016
1912
|
هو أبو نعامة قطريّ بن الفجاءة بن مازن بن يزيد بن زيد مناة من بني كابية بن حرقوص (1).
كان قطريّ في أول أمره مواليا للأمويين و سار مع المهلّب بن أبي صفرة إلى المشرق و شهد فتح سجستان بقيادة عبد الرحمن بن سمرة، سنة 42 ه (662 م) . و يبدو أنه بقي على ذلك زمنا طويلا ثم خرج (ثار) في مطلع ولاية مصعب بن الزبير على العراق (66-72 ه) ، حينما كان العراق تابعا لعبد اللّه ابن الزبير، و اعتنق مذهب الازارقة.
و الازارقة من الخوارج أتباع نافع بن الازرق، و كان يرى أن مخالفيه مشركون يجب قتلهم مع نسائهم و أطفالهم. و انتشرت دعوة الازارقة في عمان و اليمامة ثم في الاهواز و كرمان من بلاد فارس. و قد أرسل عبد اللّه بن الزبير لقتالهم جيوشا فهزموها كلّها. ثم ان عبد اللّه بن الزبير كتب إلى المهلب بن أبي صفرة (2) يأمره بحرب الازارقة. فانحدر المهلب إلى البصرة و حارب الازارقة و هزمهم في سلسلة من المعارك في الاهواز قتل فيها نافع بن الازرق (64 ه- 683 م) ، ثم قتل في الاهواز أيضا عبيد اللّه بن مأمون التميمي ثم أخوه عثمان، فانهزم الازارقة إلى إيذج (في الاهواز) و بايعوا قطري بن الفجاءة (69 ه) و سمّوه أمير المؤمنين.
و نصب المهلب الحرب لقطري بن الفجاءة تسع عشرة سنة، أربع سنوات منها (69-73 ه) في أيام استيلاء عبد اللّه بن الزبير على العراق و فارس، و سائرها في أيام عبد الملك بن مروان و واليه على العراق الحجاج بن يوسف الثقفي، و كان الحجاج قد أقر المهلب على حرب الخوارج.
و اختلف الازارقة فسار قطريّ بمن بقي معه إلى طبرستان فأخذ الجزية من أهلها، فولّى عندئذ الحجاج على الريّ سفيان بن الأبرد الكلبي و أمره بحرب الخوارج. و تخلى عن قطريّ معظم أتباعه و سقط قطري قتيلا، سنة 78 ه (697 م) في الاغلب.
كان قطريّ بن الفجاءة فارسا شجاعا *مقداما، و كان خطيبا و شاعرا. أما شعره فكان في الحماسة و الاستهانة بالموت يصدر فيه عن نفس أبية و شهامة عربية، متين السبك شديد الأسر (3). و أما خطبه فهي في الحث على التقوى و التزهيد في الدنيا.
المختار من شعره و نثره:
اشتهر قطري بن الفجاءة بالمقطوعة التالية، قال يخاطب نفسه:
أقول لها و قد طارت شعاعا... من الابطال، ويحك، لا تراعي (4)
فإنّك لو سألت بقاء يوم... على الأجل الذي لك لم تطاعي
فصبرا في مجال الموت صبرا... فما نيل الخلود بمستطاع
سبيل الموت غاية كل حيّ... فداعيه لأهل الارض داع (5)
و من لا يعتبط يسأم و يهرم... و تسلمه المنون إلى انقطاع (6)
و ما للمرء خير في حياة... إذا ما عدّ من سقط المتاع (7)
-كان الحجاج قد كتب إلى قطري بن الفجاءة رسالة يقول له فيها: «أما بعد، فإنّك مرقت من الدين مروق السهم من الرّميّة.... و ذاك أنك عاص للّه و لولاة أمره. غير أنك أعرابيّ جلف أمّيّ تستطعم الكسرة و تخفّ الى التمرة.... لحق بك طغام.... يهزّون الرماح. . . على خوف و جهد.... (8)» . فرد عليه قطري بالرسالة التالية:
من قطريّ بن الفجاءة إلى الحجاج بن يوسف، سلام على الهداة من الولاة الذين يرعون حريم اللّه و يرهبون نقمه. فالحمد للّه على ما أظهر من دينه و أظلع به أهل السفال (9) و هدى به من الضّلال و نصر به عند استخفافك بحقّه. كتبت إليّ تذكر أني أعرابيّ جلف أمّي أستطعم الكسرة و أستشفي بالتمرة. و لعمري، يا ابن أمّ الحجّاج، إنك لمتيّة في جبلّتك، مطلخمّ في طريقتك، واه في وثيقتك (10)، لا تعرف اللّه و لا تجزع من خطيئتك. يئست و استيأست من ربّك، فالشيطان قرينك لا تجاذبه وثاقك و لا تنازعه خناقك (11). فالحمد للّه الذي لو شاء أبرز لي صفحتك و أوضح لي صلعتك؛ فو الذي نفس قطريّ بيده، لعرفت (12) أن مقارعة الأبطال ليس كتصدير المقال. و أرجو أن يدحض اللّه حجّتك و يمنحني مهجتك (13)
-خطب قطريّ بن الفجاءة ذات يوم فقال (14):
أما بعد، فإنّي أحذّركم الدنيا فإنّها حلوة خضرة حفّت بالشّهوات و راقت بالقليل..... غرّارة ضرّارة، خوّانة غدّارة.... لا خير في شيء من زادها إلاّ التقوى. من أقلّ منها استكثر مما يؤمنه، و من استكثر منها استكثر ممّا يوبقه يهلكه.....
________________________
1) راجع البيان و التبيين 3:264 و الحاشية الثانية (و هي تتعلق بتخريج «كابية») .
2) تولى عبد اللّه بن خازم نيسابور (64-69 ه) لعبد اللّه بن الزبير؛ و كان نائبه المهلب بن أبي صفرة.
3) لقطري بن الفجاءة شيء من الشعر يشبه الغزل في قوله (الكامل 618، السطران 13 و 14) : لعمرك، إني في الحياة لزاهد، و في العيش، ما لم ألق أم حكيم؛ من الخفرات البيض لم ير مثلها شفاء لذي بث و لا لسقيم. الخفرات (بفتح الخاء و كسر الفاء) : اللواتي يغلب عليهن الحياء. و أم حكيم هذه هي امرأة من الخوارج قتلت في المعركة بين يدي قطري بن الفجاءة (الكامل 214) .
4) شعاعا: متفرقا. طارت شعاعا: هلعت، خافت خوفا شديدا. ريع، يراع (بالبناء للمجهول) : خاف.
5) غاية: نهاية.... و الموت يدعو جميع الناس (كل الناس يموتون) .
6) يعتبط: يموت شابا. و تسلمه المنون إلى انقطاع: سيموت يوما (؟) . سيتركه الموت للأمراض.
7) السقط: الرديء. المتاع: السلعة، الاداة، الشيء الذي يستخدم في وجه من وجوه الحاجة. سقط المتاع: الاشياء التي لا قيمة لها أو لا منفعة منها.
8) مرقت... : كفرت. الاعرابي: ساكن البادية (هنا) : كناية عن الكفر و النفاق و الجهل بأمور الدين-راجع القرآن الكريم، في سورة التوبة: اَلْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً وَ أَجْدَرُ أَلاّ يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اَللّهُ (9:98) . الامي: الذي لا يخط و لا يقرأ الخط. الجلف: القاسي الغليظ، القليل اللباقة. تستطعم الكسرة: تستعطي، تطلب كسرة من الخبز (كناية عن الحاجة و الجوع) . تخف الى التمرة: تسرع اليها، تكفيك أو تشبعك (؟) . الطغام: الجهال، الافدام، الاوغاد. يهزون... : يحاربون مدفوعين من غير ارادة منهم و لا مقدرة فيهم.
9) أعجزهم و جعل أمرهم مضطربا.
10) يا ابن أم الحجاج: (كناية عن انه ربيب امرأة، ناقص التربية؛ أو كناية عن غموض نسبه) . متيه في جبلتك: مضلل (بالبناء للمجهول) في طبيعتك (منذ خلقت) . مطلخم في طريقتك: على غير بينة من أمرك. واه في وثيقتك: ضعيف في عزيمتك.
11) الشيطان قرينك: مقرون معك يجرك. لا تجاذبه.... : لا تحاول أن تتخلص من قبضته.
12) يبدو أن هذه الجملة يجب أن تكون: لو قاتلتني لعرفت.
13) يدحض (يبطل، يفند) حجتك. و يمنحني مهجتك: يمكنني من قتلك.
14) راجع البيان والتبيين 2:126-129. و قد رواها نفر للإمام علي (راجع البيان و التبيين 2:126، الحاشية الثانية؛ جمهرة خطب العرب 2:435، الحاشية الأولى. و راجعها أيضا في العقد الفريد 4:197- 199، راجع أيضا 3:112) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|