أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-06-2015
2113
التاريخ: 2-3-2018
2726
التاريخ: 23-06-2015
2088
التاريخ: 14-08-2015
1754
|
هو أبو الفرج قدامة بن جعفر، ولد في بغداد سنة 275 ه(888 م) على الاغلب و نشأ فيها على النصرانية. ثم انه دخل في الإسلام على يد الخليفة المكتفي (279-295 ه) . و في سنة 297 ه(908 م) تولّى مجلس الزمام (في ديوان الأموال) في بغداد. و كانت وفاته سنة 337 ه(958 م) ، و قيل سنة 327 ه؛ و يميل بروكلمان إلى أن يجعل وفاته سنة 310 ه(1:262، الملحق 1:406) . و يبدو أنه كان لا يزال حيا في سنة 320 ه(932 م) .
خصائصه الفنّيّة:
قرأ قدامة بن جعفر علوم اللغة و الأدب و قرأ الفقه و المنطق و الحساب و الفلسفة و لكن غلب عليه علم اللغة و الأدب و البلاغة و نقد الشعر، و كان حسن التصنيف للكتب مع الايجاز في اللفظ و السهولة في التركيب و التقريب للمعاني. و على أسلوبه شيء من الضعف ناتج من رغبته في التقرير العلمي و التقسيم المنطقي.
و من كتب قدامة بن جعفر التي وصلت الينا: «كتاب الخراج و صناعة الكتابة» ، «كتاب نقد الشعر» فصّل فيه الكلام على أربعة أشياء هي في رأيه قوام الشعر: اللفظ و الوزن و القوافي و المعاني، ثم تكلّم على ائتلاف الألفاظ مع المعنى، و اللفظ مع الوزن، و المعنى مع الوزن، و المعنى مع القافية، فأصبحت أسس نقد الشعر عنده ثمانية. و كذلك تعرّض للكلام على الخصائص و الفنون. و عنده أن «فحاشة المعنى في نفسه ليست مما يزيل جودة الشعر فيه (نقد الشعر 5،10،12 و ما بعدها) ؛ يقصد أن جودة الشعر إنما هي في التعبير الفنّي الجميل، سواء أ كان المعنى شريفا مما يدلّ على سموّ الاخلاق و بعد الهمّة أو كان فاحشا يصف الفسق و الأمور الوضيعة. غير أن إغراق قدامة في تطلّب المقاييس و القواعد حمله على أن ينظر إلى الناحية الفنّيّة (أصول النظم) أكثر من نظره إلى روح الشعر. و نسب إلى قدامة كتاب نقد النثر (1).
المختار من آثاره:
- من «كتاب الخراج» : الصوائف و الشواتي (غزوات الصيف و الشتاء) :
. . . . إنّ أجهدها، مما يعرفه أهل الخبرة من الثغريّين (2)، أن تقع الغزاة التي تسمّى الربيعية (3) لعشرة أيام تخلو من أيار(4) بعد أن يكون الناس قد أربعوا دوابّهم و حسنت أحوال خيولهم، فيقيمون ثلاثين يوما هي بقيّة أيار و عشرة من حزيران، فانهم يجدون الكلأ في بلاد الروم ممكنا و كأنّ دوابّهم ترتبع ربيعا ثانيا. ثم يقفلون فيقيمون إلى خمسة و عشرين يوما، و هي بقية حزيران و خمسة من تمّوز، حتّى يقوى و يسمن الظهر (5). و يجتمع الناس لغزو الصائفة (6) ثم يغزون لعشر تخلو من تمّوز.
و أما الشّواتي فاني رأيتهم جميعا يقولون: ان كان لا بدّ منها فليكن مما لا يبعد فيه و لا يوغل، و ليكن مسيرة عشرين ليلة بمقدار ما يحمل الرجل لفرسه ما يكفيه على ظهره، و أن يكون ذلك في آخر شباط، فيقيم الغزاة إلى أيام تمضي من آذار فانهم يجدون العدوّ في ذلك الوقت أضعف ما يكون نفسا و دوّاب و يجدون مواشيهم كثيرة. ثم يرجعون و يربّعون دوابّهم.
-من كتاب «نقد الشعر (7)» :
. . . . لما كانت فضائل الناس-من حيث أنهم ناس، لا من طريق ما هم مشتركون فيه مع سائر الحيوان، على ما هو عليه أهل الآداب من الاتّفاق في ذلك-إنّما هي العقل و الشجاعة و العدل و العفّة (8)، كان القاصد لمدح الرجال بهذه الأربع الخصال مصيبا و المادح بغيرها مخطئا. و قد و قد يجوز في ذلك أن يقصد الشاعر للمدح منها بالبعض و الإغراق فيه دون البعض، مثل أن يصف الشاعر إنسانا بالجود-الذي هو أحد أقسام العدل-وحده فيغرق فيه و يتفنّن في معانيه، أو بالنّجدة فقط فيعمل فيها مثل ذلك، أو بهما كليهما، أو يقتصر عليهما دون غيرهما فلا يسمّى مخطئا لإصابته في مدح الإنسان ببعض فضائله؛ لكن يسمّى مقصّرا عن استعمال جميع المدح. فقد وجب أن يكون، على هذا القياس، المصيب (9) من الشعراء بهذه الخلاف (10) لا بغيرها، و البالغ في التجويد إلى أقصى حدوده من استوعبها و لم يقتصر على بعضها. . . .
________________
1) نشر هذا الكتاب طه حسين وعبد الحميد العبادي0القاهرة(1933م) .غير ان مادة الكتاب واسلوبه يدلان على ان الكتاب يتأخر جداً عن عصر قدامة (راجع "كنوز الاجداد" لمحمد كرد علي، دمشق 1370هـ = 1950م ،ص 151 ).
2) الثغريون: المرابطون (الذين يعيشون على أطراف البلاد-على حدودها-ليدفعوا عنها الاعداء) .
3) الربيعية: الغزوة في زمن الربيع. الغزاة: الغزوة.
4) الأشهر الآرامية المذكورة في هذا النص هي: أيار (مايو) ، حزيران (يونيو) ، تموز (يوليو) .
5) الظهر: الدواب التي تحمل الاثقال.
6) الصائفة: الغزوة في الصيف. الشاتية: الغزوة في الشتاء.
7) نقد الشعر (محمد عيسى منون) ، ص 39.
8) يبسط قدامة بن جعفر هنا الفضائل اليونانية القديمة. و كان العرب في الجاهلية يمدحون بأربعة خلال: النسب الشريف (القديم) و الحلم (العقل) و الشجاعة و الكرم.
9) «المصيب» و «البالغ» خبر متعدد مقدم من «يكون» في قوله: «فقد وجب أن يكون» ؛ و اسم الموصول «من» في قوله «من استوعبهما» اسم «يكون» مؤخر، لأن اسم الموصول لا يجوز أن يكون خبرا، أو الاصح ألا يكون خبرا.
10) كذا في الأصل. -و هي: الخلائق أو الخلال (الخصال) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|