الموطن الاصلي ومناطق انتشار التين

تؤكد غالبية المصادر والدراسات ان سورية تعد في وسط الموطن الاصلي للتين, حيث نلتقي حتى الان بالتين البري في منطقة تبدا من بلاد العجم شرقا حتى حوض البحر الابيض المتوسط غربا, تعد سورية والبعض الاخر يعتقد الاناضول الموطن الاصلي للتين, ومن مناطقه الاصلية هذه انتقل الى شمال افريقيا منذ زمن موغل في التاريخ, وايضا منذ تلك الازمنة القديمة انتقلت زراعة التين الى جزيرة كريت والى اليونان وتركيا والبرتغال.

يعد التين من اقدم النباتات التي عرفها الانسان واهتم بها وذلك منذ فجر التاريخ, حيث اهتم بزراعة وانتخاب افضل اصنافه, لقد عرف التين في اليونان منذ 700 سنة قبل الميلاد حيث كان قد وصل اليها عن طرق جزيرة كريت التي زرع فيها التين منذ 1600 سنة قبل الميلاد, ويروى ان اسمه العلمي كاريكا اتى من منطقة كاريا Caria القريبة من بحر ايجة, ولقد قام الفينيقيون بنقل زراعة التين الى شواطئ اوربا المتوسطة, وانتشر التين بعد ذلك في ركاب الفتوحات العربية الى مختلف المناطق التي وصلها العرب. وقد اكدت الدراسات الاثارية ان الفراعنة القدماء قد عرفوا التين منذ اقدم العصور حيث زرعوه في مصر منذ نحو 2500 سنة قبل الميلاد, وكثيرا ما نلتقي برسوم التين التي لا تزال باقية على جدران معابدهم حتى هذا التاريخ, وقد استخدمه المصريون ليس فقط كفاكهة بل استفادوا حتى من عصارته اللبنية في الاغراض الطبية. ان انتقال التين الى الشرق قد تم ايضا عن طريق سورية وحوض الفرات حيث وصلت زراعته الى الهند في القرن الرابع عشر الميلادي وانتشرت في الصين نحو القرن السادس عشر.

لقد قدست شجرة التين في مختلف الديانات السماوية, وذكر في القران الكريم كشجرة مقدسة مرادفة لشجرة الزيتون ((وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ)) , ينتشر التين الان في الكثير من بقاع الارض الصالحة مناخيا لزراعته, وتتلاءم عادة زراعة التين وتنتشر في مختلف المواقع والاصقاع التي تنتشر فيها زراعة الزيتون وذلك لان الشروط البيئية والمناخية المناسبة للتين هي والى حد كبير نفسها المناسبة للزيتون.