أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-9-2017
1570
التاريخ: 24-12-2015
1809
التاريخ: 2023-10-01
1070
التاريخ: 14-9-2016
3522
|
[مالك بن نويرة بن حمزة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع التميمي اليربوعي . أخو متمم بن نويرة] وهو من أرداف الملوك، ومن شجعان عصره وفصحائهم، وكان من اصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و من خلّص اصحاب أمير المؤمنين (عليه السّلام)، ذكر القاضي نور اللّه في مجالسه شطرا من أحواله و شهادته على يد خالد بن الوليد بسبب حبّه لأهل البيت عليهم السّلام.
قال البراء بن عازب: انّ وفد تميم أتوا النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فقال اميرهم مالك بن نويرة: علّمني الايمان يا رسول اللّه، فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): «الايمان أن تشهد ان لا إله الا اللّه و انّي رسول اللّه و تصلّي الخمس و تصوم شهر رمضان و تؤدي الزكاة و تحج البيت و توالي وصيي هذا- و أشار الى عليّ بن ابي طالب (عليه السّلام) بيده- و لا تسفك دما و لا تسرق و لا تخون و لا تأكل مال اليتيم و لا تشرب الخمر و توفى بشرائعي و تحلل حلالي و تحرّم حرامي و تعطي الحق من نفسك للضعيف و القوي و الكبير و الصغير»، حتى عدّ عليه شرائع الاسلام.
فقام مالك و ذهب فرحا مسرورا مما تعلمه و كان يقول: تعلّمت الايمان و ربّ الكعبة، فلمّا ابتعد قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): من أحب أن ينظر الى رجل من أهل الجنة فلينظر الى هذا الرجل.
فلحقه الرجلان كي يخبراه بما سمعاه و يسألاه الاستغفار لهما، فقال مالك لهما: لا غفر اللّه لكما تدعان صاحب الشفاعة و تسألاني؟ فغضبا و رجعا فرآهما النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فتبسّم و قال: في الحق مبغضة.
فلما قبض النبي (صلّى اللّه عليه و آله) جاء مالك لينظر من قام مقامه، فرأى ابا بكر في يوم الجمعة و هو يخطب على المنبر فقال: أخو تيم؟!! قالوا: نعم، قال: فوصيّ رسول اللّه الذي أمرني بموالاته؟! قالوا: الامر يحدث بعده الامر! قال: تاللّه ما حدث شيء لكنّكم خنتم اللّه و رسوله و نظر إليه شزرا و تقدم و قال: ما أرقاك هذا المنبر و وصيّ رسول اللّه جالس؟
فقال أبو بكر للناس: اخرجوا هذا الاعرابي البوال على عقبيه من مسجد رسول اللّه، فقام إليه قنفذ و خالد بن الوليد فدفعاه كرها و أخرجاه، فركب راحلته و صلى على النبي (صلّى اللّه عليه و آله) ثم أنشد:
أطعنا رسول اللّه ما كان بيننا فيا قوم ما شأني و شأن ابي بكر
اذا مات بكر قام بكر مقامه فتلك و بيت اللّه قاصمة الظهر
يقول المؤلف: قد روت الشيعة و السنة انّ خالد بن الوليد قتل مالك من دون أي تقصير و وضع رأسه تحت القدر و النار مشتعلة و زنا بزوجته في تلك الليلة التي قتله ثم قتل رجالهم و سبى نساءهم و أخذهم الى المدينة أسارى و سمّوهم أهل الردة.
خبر مالك و مقتله كما جاء في الفتوح لابن اعثم الكوفي فقال: . ثم ضرب خالد عسكره بأرض بني تميم و بثّ السرايا في البلاد يمنة و يسرة فوقعت سرية من تلك السرايا على مالك بن نويرة فاذا هو في حائط و معه امرأته و جماعة من بني عمّه، فلم يرع مالك الّا و الخيل قد أحدقت به فأخذوه أسيرا و أخذوا امرأته معه و كانت بها مسحة من جمال، و اخذوا كل من كان من بني عمّه فأتوا بهم الى خالد بن الوليد حتى أوقفوا بين يديه.
فأمر خالد بضرب اعناق بني عمّه بديا، فقال القوم: انّا مسلمون فعلى ماذا تأمر بقتلنا؟ قال خالد: واللّه لأقتلنكم، فقال له شيخ منهم: أ ليس قد نهاكم أبو بكر أن تقتلوا من صلّى للقبلة؟ فقال خالد: بلى قد أمرنا بذلك و لكنكم لم تصلّوا ساعة قط فوثب أبو قتادة الى خالد بن الوليد فقال:
شهد انّك لا سبيل لك عليهم، قال خالد: و كيف ذلك؟ قال: لانّي كنت في السرية التي قد وافتهم فلما نظروا إلينا قالوا: من أين أنتم؟ قلنا: نحن المسلمون، فقالوا: و نحن المسلمون ثم أذنّا و صلّينا فصلّوا معنا.
فقال خالد: صدقت يا ابا قتادة، ان كانوا قد صلوا معكم فقد منعوا الزكاة التي تجب عليهم و لا بد من قتلهم، فقدّمهم فضرب أعناقهم عن آخرهم، ثم قدّم خالد مالك بن نويرة ليضرب عنقه، فقال ملك: أتقتلني و انا مسلم اصلّي الى الكعبة؟ فقال له خالد: لو كنت مسلما لما منعت الزكاة و لا أمرت قومك بمنعها و اللّه! ما نلت ما في مثابتك حتى أقتلك قال: فالتفت مالك بن نويرة الى امرأته فنظر إليها ثم قال: يا خالد بهذه تقتلني؟.
فقال خالد: بل اللّه قتلك برجوعك عن دين الاسلام و جفلك لأبل الصدقة و أمرك لقومك بحبس ما يجب عليهم من زكاة أموالهم.
فقدمه خالد فضرب عنقه صبرا، فيقال: انّ خالد بن الوليد تزوج بامرأة مالك و دخل بها و على ذلك أجمع أهل العلم.
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج: لما رجع خالد دخل المسجد و عليه ثياب قد صديت من حديد و في عمامته ثلاثة أسهم فلمّا رآه عمر قال: أرياء يا عدوّ اللّه عدوت على رجل من المسلمين و نكحت امرأته، اما و اللّه لو أمكنني اللّه منك لأرجمنّك، ثم تناول الأسهم من عمامته فكسرها و خالد ساكت لا يرد عليه ظنّا انّ ذلك من أمر ابي بكر.
فلمّا دخل على ابي بكر و حدّثه صدقه فيما حكاه و قبل عذره، فكان عمر يحرض ابي بكر على خالد و يشير إليه بأن يقتص منه بدم مالك، فقال أبو بكر: أيها يا عمر ما هو أوّل خطأ خالد فارفع لسانك عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- أسد الغابة ( ج 2 / ص 469 )
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|