أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
4897
التاريخ: 11-1-2023
864
التاريخ: 24-11-2014
4824
التاريخ: 2023-11-09
553
|
قال تعالى : {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [البقرة : 210]
حدّثت هذه الآية عن الكفّار والمشركين وأفكارهم المنحطّة فتقول : {هل يَنْظُرُونَ إِلَّا أنْ يَأتِيَهُمُ اللَّهُ فى ظُلَلٍ مِنَ الغَمامِ والمَلائِكَةُ} «1».
وقد اضطرب المفسّرون بشدّة في تفسير هذه الآية ، فقد عدّها بعضهم من متشابهات القرآن فيلزم تفسيرها في ضوء المحكمات «2» ، وقد ذكر البعض سبعة تفاسير لها «3».
وكان تصوّرهم عن مضمون الآية هو أنّه سيأتي اليوم الذي يأتي فيه اللَّه والملائكة في ظلّ الغيوم ، ولا ينسجم هذا المعنى قطعاً مع ما يستفاد من آيات القرآن الصريحة في أنّه ليس بجسم ولا يمكن مشاهدته ولذا يجب تأويله.
في حين أنّ مضمون الآية شيء أخر ، والمراد منه هو الإستفهام الإنكاري ويشبه قولنا للذين يتماهلون في تحصيل العلم : أتتوقّع أن يُجعل العلم لقمة سائغة توضع في فمك؟! إن هذا التوقع ليس في محلّه.
إنَّ الآية أعلاه تقول أيضاً : هل أنّهم يتوقّعون أن يأتي اللَّه والملائكة للقائهم ويقفون أمامهم ويشهدون لهم؟! إنّه توقّع خاطئ وفي غير محلّه ، فليس اللَّه بجسم ولا مكان ولا رواح أو مجيء له ، وبهذا ليس في الآية- كما نلاحظ- مشكلة خاصّة حتّى تحتاج إلى تأويل وتفسير معقّد أو أن تحسب من المتشابهات.
وتقول الآية في آخرها مهدّدة هذه الفئة المعاندة بالعقاب الشديد : {وَقُضِىَ الْأَمرُ} ، وكان العذاب متحقّق الآن ، ولذا جاءت بصيغة الفعل الماضي ثمّ تقول : {وَإِلَى اللَّهِ تُرجَعُ الامُورُ} ، وليس لأحد القدرة على مواجهته وليس لأحد أن يقاوم أمره ، وإذا تعلّقت مشيئته بعقوبة جماعة فكأنّها متحقّقة.
هل يتعلّق هذا التهديد بيوم القيامة أو الدنيا أم الإثنين معاً؟ لا يبعد أن يتعلّق بالإثنين ، لأنّ الآية ذات مفهوم واسع ولا يوجد دليل على تحديده بعذاب الدنيا أو الآخرة.
يتّضح ممّا أوردناه في تفسير الآيات المذكورة بأنّ الميل إلى الحسّ وتأثيره في تكوين
عقيدة الشرك والانحراف عن محور التوحيد طيلة تاريخ الأنبياء والامم السالفة ممّا لا يمكن إنكاره ، وأنّ الأقوام المتخلّفة فكرياً وثقافياً ، أو بقيت متخلّفة بفعل إعلام الطغاة ، قد اعتقدوا أنّ الوجود منحصر في المحسوسات وتنتهي الفطرة الإلهيّة بالإله المحسوس وهذا هو أحد العوامل المهمّة في نشوء عقيدة الشرك في التاريخ.
_______________________
(1) يقول الفخر الرازي في التفسير الكبير : ج 5 ، ص 212 اتّفق المفسّرون على أنّ أحد معاني (النظر) هو الانتظار.
(2) تفسير الميزان ، ج 2 ، ص 105.
(3) تفسير الكبير ، ج 5 ، ص 213- 216.
|
|
إجراء أول اختبار لدواء "ثوري" يتصدى لعدة أنواع من السرطان
|
|
|
|
|
دراسة تكشف "سببا غريبا" يعيق نمو الطيور
|
|
|
|
اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحسيني الثاني عشر في جامعة بغداد تعلن مجموعة من التوصيات
|
|
السيد الصافي يزور قسم التربية والتعليم ويؤكد على دعم العملية التربوية للارتقاء بها
|
|
لمنتسبي العتبة العباسية قسم التطوير ينظم ورشة عن مهارات الاتصال والتواصل الفعال
|
|
في جامعة بغداد.. المؤتمر الحسيني الثاني عشر يشهد جلسات بحثية وحوارية
|