الالوان والتلون في الاسماك وفوائده

تتباين الوان الاسماك ليس فقط باختلاف الانواع, بل في النوع والسمكة ذاتها, مما يدعو الى تدبر خلق الله سبحانه وتعالى, اذ يقول جل شانه "وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالي عما يشركون" فما اعظم الوان الكائنات البحرية.

وقد يكون لألوان السمك وظائف اخرى غير جذب الهواة لاستخدامها كأسماك زينة, خاصة اسماك المناطق الاستوائية الجذابة بألوانها وخطوطها, اذ قد تكون وسيلة لمحاكاة البيئة والاختفاء عن الاعداء او لفت الانتباه, اي قد يتغير اللون (ولا يكون ثابتا) حسب البيئة ومرحلة الحياة والسلوك.

وقد ينعدم اللون في بعض انواع الاسماك وكذلك في اليرقات لحد كبير ويرجع اللون لاحتواء الجلد على خلايا حاملة للصبغات Chromatophores واخرى تعمل على انعكاس الضوء وانكساره. وتسمى حاملات الصبغات طبقا للون صبغتها, فهناك الصبغة السوداء الراجعة للميلانين في حاملات الميلانين Melanophores, والصبغة الحمراء التي سببها الكاروتين والبنزيدين في الحاملات الحمراء Erythrophores والصبغة الصفراء الزانثينية في الحاملات الصفراء Xanthophores, والصبغة البيضاء البيورينية او عديمة اللون الجوانينية في الحاملات البيضاء Leucophores, والحاملات القزحية Iridophores.

ويرجع تغير اللون الى حركة الصبغات وزيادة او نقصان عدد حاملات الصبغات ويتحكم في لون السمك وتغييره تأثيرات تعمل على التنبيه العصبي والهرموني. اذ تلعب الغدة النخامية دورا في اللون بإفرازها هرمونا منشطا لحاملات الميلانين Melanocyte- Stimulating Hormone (MSH) ويعمل على انتشار الصبغة واللون الاسود.

ويعمل هرمون الادرينالين وهرمون الميلاتونين Melatonin (المفرز من الجسم الصنوبري) على تركيز صبغة الميلانين كذلك. فاللون يميز القطان عن بعضها فهو مفيد في حياة السمك الاجتماعية وعدم شرود بعض الاسماك, ويساعد الاسماك على الاختفاء من اعدائها والحماية منها, او يساعد على جذب الجنس الاخر للتزاوج, وباللون تميز المفترسات الانواع السامة والخطرة من ذوي الالوان الباهرة, وباللون يسمح لبعض الاسماك الملونة ان تقترب من الاسماك الاخرى لتنظيف الاخيرة من الطفيليات الخارجية, والوان السمك التي تحاكي خلفية بيئتها تمكنها من سهولة الحصول على غذائها, او ان الوان السمك الجذابة تقرب الفريسة منها فتسهل التغذية.