أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
1080
التاريخ: 23-09-2014
4440
التاريخ: 16-12-2015
1043
التاريخ: 15-12-2015
996
|
علمنا أنّ الصور وحسب قول الكثير من أرباب اللغة يعني البوق أو القرن العظيم (كانوا يصنعون البوق من قرن الحيوان).
فكانوا ينفخون فيه من جهة فيخرج الصوت عالياً من الجهة الاخرى.
فهل أنّ هذا التعبير تعبيرٌ مجازيٌّ كناية عن الأمر الصادر من قبل اللَّه تبارك وتعالى ينذر بنهاية العالم المباغتة وبداية القيامة؟ هو تشبيه لما اعتاد عليه الناس في ايقاف القطعات العسكرية أو إيقافها أو لدعوتها للتجمع، فهي وسيلة تستعمل لإعلام الجميع بالوقوف أو الحركة أو التجمع؟ (حيث إنّ لحن بوق الوقوف يختلف عن لحن بوق الحركة) ولا زال هذا الأسلوب معمولًا به في بعض الثكنات والقطعات العسكرية، فهناك بوق النوم وبوق النهوض وبوق التجمع «1»؟ أم أنّ هذا التعبير ليس له بعد كنائي وإنّما هي نفخة حقيقية؟ ولكن من الواضح أنّ هذا البوق ليس بوقاً عادياً وإنّما هو صاعقة وصيحة عظيمة تعمّ أرجاء السموات والأرض وتسبب موت جميع الموجودات الحية أو إحيائها وبعث الحياة والحركة فيها.
إنّ هذا الاحتمال هو الأرجح، ويتناسب مع ظاهر الآيات : ونقرأ في هذا الصدد حديثاً ورد عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام : «إنَّ الصُّورَ قَرْنٌ عَظيمٌ لَهُ رَأَسٌ واحدٌ وَطَرفانِ، وَبيْنَ الطَّرفِ الأَسْفَل الَّذي يلي الأرضَ إلى الطَّرف الأعلى الَّذي يَلي السَّماءَ مِثْلُ ما بَيْنَ تَخُومِ الأَرضينَ السّبع إلى فوقِ السَّماء السّابعةِ، فيه اثْقابٌ بعَدَدِ أرْواحِ الخلائقِ، وَسِعَ فَمُهُ ما بَيْنَ السَّماءِ والأَرضِ» «2».
ولقد ورد في حديث آخر عن الرسول صلى الله عليه و آله : «الصُّور قَرْنُ مِن نورٍ فيهِ اثْقابٌ على عَدَدِ أرْواح العِبادِ» «3».
وهذان الحديثان يؤكّدان أنّ هذا التفسير هو كناية عن موضوع هام بيّن في هذا المجال.
ولكن نلاحظ في أقوال بعض المفسرين أنّ (الصور) مأخوذ من جمع (صورة) وقالوا : إنّ المراد النفخ في صُوَر وأبدان الناس فتدب الحياة فيهم.
إنّ هذا التفسير يتناسب مع النفخة الثانية أي نفخة الاحياء وليس النفخة الأُولى، ولقد رُفض هذا التفسير من قبل بعض أرباب اللغة حيث ورد هذا المعنى في (لسان العرب) عن بعض علماء اللغة قال : هذا خطأ فاحش ونوع من التحريف في كلام اللَّه تعالى وذلك لأنّه ورد جمع (الصورة) في آيات قرآنية أُخرى على (صُوَر) على وزن فُعَل وليس (صُوْر) وإذا قرأَ أحد جملة {ونُفِخَ في الصُّوْر} «الصُّوَرِ» بفتح الواو فقد إفترى على اللَّه وحرَّف كتابه، فكما أنّ هذا التفسير لا يتوافق مع الروايات السالفة الذكر كذلك لا يتوافق مع الآيات التي وردت فيها تعابير (صعقة) (وزجرة) و (ناقور) وغيرها.
ولا يستبعد أنْ يكون هذا ناتجاً عن عدم هضم معنى (نفخ في الصور)، في حين أنّ الصور ليس بوقاً عادياً وليست النفخة شبيهة بنفخاتنا.
وعلى أيّة حال فإِن التفسير الثاني هو الأنسب من بين التفاسير الثلاثة التي قيلت بهذا الصدد، حيث إنّه ينسجم وسياق ظاهر الآيات ولابدَّ لنا من الاعتراف بعجزنا عن اعطاء توضيح كامل عن نفخة الصور.
______________________________
(1). ورد هذا الكلام في تفسير روح الجنان، ج 9، ص 421.
(2). لئالىء الأخبار، ج 5، ص 53.
(3). علم اليقين، ص 892.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|