أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
1234
التاريخ: 15-12-2015
1148
التاريخ: 16-12-2015
1535
التاريخ: 15-12-2015
1218
|
من العلامات الاخرى لنهاية العالم اختلال نظام الكواكب وانشقاق الأجرام السماوية، ولقد أشار القرآن الكريم في آيات عديدة وبتعابير مختلفة إلى ذلك، فأحياناً عبر عنه ب (الانشقاق) : {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} (الانشقاق/ 1).
وجاء نظير هذا المعنى في قوله تعالى : {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} (الحاقة/ 16).
كما ورد نفس هذا المعنى بشىء من الاختلاف في قوله تعالى : {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} (الفرقان/ 25).
والمراد من السماء في هذه الآيات هي الأجرام السماوية حيث تشقق هذه الأجرام في نهاية العالم على أثر الانفجارات المتتابعة، أمّا المقصود من تشقق السماء بالغمام فيحتمل أن يرافق انشقاق السماء حصول غمام كثيف بفعل الأتربة والغبار المتولد عنها، والباء في قوله (.. بالغمام) كما يحتمل ذلك صاحب الميزان، للملابسة أي تنفتح السماء متلبسة بالغمام (أي متغيمة) «1».
ولكن المرحوم العلّامة الطباطبائي لم يستبعد أن يكون الكلام كناية عن انكشاف غمة الجهل وبروز عالم السماء وهو من الغيب وبروز سكانها وهم الملائكة ونزولهم إلى العالم الأرضي (فالباء في هذه الآية تكون بمعنى (عن) أي تذهب الغيوم جانباً ويظهر غيب العالم).
ولكن لما لم يكن هناك دليل على هذا التفسير الكنائي فيكون من الصعب قبوله.
ومن المناسب أن نذكر حديثاً للإمام علي عليه السلام في هذا الصدد حيث يقول : «إنّها تنشق من المجرّة» «2».
إنّ هذا التعبير الرائع ينطبق مع آخر الاكتشافات التي توصل إليها العلماء في مجال المجرّات، حيث يقولون : إنّ المنظومة الشمسية والكواكب التي نشاهدها هي جزء من مجرّات عظيمة «درب التبانة» ويمكن رؤيتها بالعين المجرّدة ويكون انشقاق الشمس والقمر والكواكب مصاحباً لانشقاق هذه المجرّات الكبيرة (تأمل..).
وأحياناً يعبر القرآن بالانفطار : {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرِتْ}. (الانفطار/ 1)
ولقد ورد نظير هذا المعنى في قوله تعالى : {السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}. (المزمل/ 18)
وكما ذكرنا سابقاً فإنّ كلمة انفطار مشتقة من مادة (فطر) وهي بمعنى الانشقاق.
وأحياناً يقول تعالى : {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ}. (التكوير/ 11)
فيمكن أن يكون هذا التعبير إشارة إلى ازالة الحجب المانعة عن رؤية ملكوت السموات والملائكة والجنّة والنّار في ذلك اليوم فتزال الحجب وتنكشف للإنسان حقائق عالم الوجود وفي هذه الحالة سوف لا يكون للآية علاقة بتلاشي السموات.
ولقد فسّر بعض المفسرين أمثال المرحوم الطبرسي في مجمع البيان، هذه الآية بقوله :
«أُزيلت عن موضعها كالجلد عندما يزال عن الجزور ثم يطويها اللَّه، وقيل : معناها قُلعت كما يُقلع السقف» «3»، وقال تعالى في موضع آخر : {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ}. (المرسلات/ 9)
إنّ كلمتي (فطر) و (فرج) تدلّان على نفس المعنى بشئ من الاختلاف، فيطلق على حل عقدة المشاكل والمحن، بالفرج وهو ما يقابل الشدّة والعسر.
وعبر أحياناً اخرى ب (فتح) كما نقرأ : {وَفُتِحَتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ ابوَاباً}. (النبأ/ 19)
ويمكن أن يكون هذا التعبير إشارة إلى انشقاق السماء، كما ذكر ذلك بعض المفسرين، وفي هذه الحالة تكون هذه الآية منسجمة مع الآيات السالفة الذكر، أي تحدث شقوق عديدة في السماء كأنّها أبواب ونوافذ عديدة.
ولكن بعض المفسرين حملوا ذلك على المعنى الكنائي وقالوا : إنّ المراد من فتح السماء هو انفتاح أبواب عالم الغيب وإزالة الحجب وارتباط عالم الملائكة بعالم الناس «4».
وأحياناً اخرى يقول : {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَآءُ مَوْراً}. (الطور/ 9)
«مَوْر» : على وزن (دَوْر) وتأتي أحياناً بمعنى الحركة العنيفة وأحياناً اخرى بمعنى الحركة الدائرية واخرى بمعنى الذهاب والمجي المضطرب، ويطلق على الغبار والأتربة التي تحملها الريح إلى كل جانب ب (مَوْر).
على كل حال فإنّ هذا التعبير يعني اضطراب الأجرام السماوية واختلال نظمها وزوالها.
وأحياناً اخرى يقول تعالى : {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَآءُ كَالْمُهْلِ}. (المعارج/ 8)
ولقد فسّر المفسّرون كلمة (المَهْل) برديء الزيت أو الفضة إذا ذابت «5»، والمعنى الأخير يناسب الآية أعلاه.
على أيّة حال إنّ حصول مثل هذه الحالة في الأجرام السماوية إنّما هو نتيجة لزوالها.
وفي النهاية عبر القرآن بتعبير آخر فقال : {يَومَ نَطْوِى السَّمَآءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا اوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ} (الأنبياء/ 104).
هذا التعبير يوضح ابعاد تغيير السموات والكواكب في نهاية هذا العالم ويدل أيضاً على أنّ جميع المنظومات والكواكب السيارة والثابتة تطوى كطي السجل للكتاب ويعاد الخلق كما خلقه أول مرّة ويضع اللَّه سبحانه وتعالى نظاما جديداً لعالم الوجود وتقوم القيامة على هذا العالم الجديد.
فنستنتج من مجموع الآيات السالفة الذكر أنّ القيامة هي ليست استمراراً للحياة الدنيا بل إنّ هذا النظام يتغير تغيراً كاملًا وذلك لوقوع انفجارات عظيمة وزلازل مرعبة تدمّر كل شيء ثم يقوم نظام جديد بعد ذلك وتقوم القيامة فيه.
________________________
(1). تفسير الميزان، ج 15، ص 202.
(2). تفسير الكبير، ج 31، ص 103.
(3). تفسير مجمع البيان، ج 10، ص 444.
(4). لقد اختار التفسير الأول- الطبرسي والفخر الرازي ومفسرون آخرون، أمّا التفسير الثاني فقد اختاره صاحب الميزان.
(5) تفسير الكشاف، ج 4، ص 609.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|