أقرأ أيضاً
التاريخ: 5/12/2022
1264
التاريخ: 3-4-2022
2220
التاريخ: 28-12-2015
26247
التاريخ: 19-11-2021
2091
|
مصبا- لطف الشيء فهو لطيف من باب قرب : صغر جسمه ، وهو ضدّ الضخامة ، والاسم اللطافة ، ولطف اللّٰه بنا لطفا من باب طلب : رفق بنا ، فهو لطيف بنا ، والاسم اللطف ، وتلطّفت بالشيء : ترفّقت به ، وتلطّفت : تخشّعت.
مقا- لطف : أصل يدلّ على رفق ، ويدلّ على صغر في الشيء ، فاللطف الرفق في العمل ، يقال هو لطيف بعباده ، أي رءوف رفيق ، ومن الباب : الإلطاف للبعير ، إذا لم يهتد لموضع الضراب فالطف له.
الفروق 179- الفرق بين اللطف والتوفيق : أنّ اللطف هو فعل تسهل به الطاعة على العبد ، ولا يكون لطفا إلّا مع قصد فاعله وقوع ما هو لطف فيه من الخير خاصّة. والتوفيق فعل ما تتّفق معه الطاعة. وأيضا إنّ التوفيق لطف يحدث قبل الطاعة بوقت ، فهو كالمصاحب لها في وقته. واللطف قد يتقدّم الفعل بأوقات يسيرة ، ولا يجوز أن يتقدّمه بأوقات كثيرة ، فكلّ توفيق لطف ، وليس كلّ لطف توفيقا.
أسا- لطف- شيء لطيف : ليس بجافّ. ومن المجاز : عود لطيف ، وكلام لطيف ، وهو لطيف الجوانح ، ولطفت بفلان : رفقت به ، وأنا ألطف به : إذا أريته مودّة ورفقا.
لسا- اللطيف : اسم من أسماء اللّٰه. قال أبو عمرو : اللطيف : الّذي يوصل اليك أربك في رفق. واللطف من اللّٰه تعالى : التوفيق والعصمة. يقال : لطف به وله يلطف لطفا ، إذا رفق به ، وأمّا لطف يلطف فمعناه صغر ودق. ابن الأعرابيّ :
لطف فلان لفلان يلطف إذا رفق ، ويقال لطف اللّٰه لك ، أي أوصل اليك ما تحبّ برفق. واللطف واللطف : البرّ والتكرمة والتحفّي. وألطفته : أتحفته وأتحفه بكذا برّه به ، والاسم اللطف بالتحريك ، يقال جاءتنا لطفة من فلان أي هدية.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو دقّة مع رفق ، ويقابله الغلظة والخشونة.
ومن لوازم الأصل وآثاره : البرّ والتكرمة والمودّة والرأفة والإهداء والتخشّع والتوجّه الى الجزئيّات.
وقد سبق في الرحم والرفق : خصوصيّات ما يرادفها.
وأمّا الجافّ والصغر : فيقابلهما الكبر والرطب.
ثمّ إنّ اللطف له مراتب من جهة الدقّة والرفق ، وكمال اللطافة إنّما يتحقّق في اللّٰه عزّ وجلّ ، فهو تعالى لطيف لا يتصوّر فيه غلظة ولا خشونة بوجه ، و هو نور منبسط ولا يحجبه شيء ، ولا نهاية في دقّته ورفقه ، وهو اللطيف المطلق الحقّ. وهذه الحقيقة يلازمها التوجّه والمعرفة الى الجزئيّات والاحاطة بالدقائق والرأفة والعطوفة والبرّ والإحسان.
{ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ} [الشورى : 19]. {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف : 100] فتماميّة الدقّة والرفق في ذاته تعالى وانتفاء الغلظة والخشونة عنه أصلا :
يلازم ظهور هذه الصفة وتجلّيها وجريانها في قبال الخلق ، وإنعامهم وتكرمتهم ورأفتهم.
والتعبير في الآية الاولى بحرف الباء ، وفي الثانية باللام : فانّ النظر في الاولى الى تعلّق اللطف بالعباد والمعاملة معهم بلين الجانب في دقّة وتوجه تام ثاقب ، فاللطف يتحقّق في رابطة العباد ومتعلّقا بهم.
وفي الثانية : النظر الى بيان اختصاص اللطف لموارد يشاء فيها إجراء اللطف على مقتضى الحكمة وتدبير النظام ، واللام للاختصاص.
وعلى هذا يذكر في الاولى : يرزق من يشاء وهو القوىّ العزيز. وفي الثانية يحذف المتعلّق ويذكر علمه وحكمته.
{وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام : 103]. {فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [الحج : 63]. {إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب : 34]. {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك : 14]. {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } [لقمان : 16] يتّصف اللطيف في الآيات بصفة كونه تعالى خبيرا ، فانّ النظر فيها الى الاحاطة والاطّلاع وكونه تعالى عالما وخبيرا ، فالاحاطة والخبرة تناسب تحقق الرفق والدقّة في هذه الموارد وتكمّل معانيها المنظورة ، كما أنّ ذكر اسم اللطيف في الآيات الكريمة للتعليل ولبيان البرهان في الأمور المذكورة.
{فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا } [الكهف : 19] الورق : السكّة المضروبة من الفضّة. والتلطّف اختيار اللطف وأخذه في جريان الأمر ، بمعنى إجراء الرفق مع الدقّة في جريان المعاملة والمذاكرات ، حتّى لا يتوجّه اليهم ضرر منهم.
____________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- أسا = أساس البلاغة للزمخشري ، طبع مصر، . ١٩٦ م .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن مشروع الحزام الأخضر البدء بالمرحلة الثانية لتأهيل واحة الإمام الحسين (عليه السلام)
|
|
|