أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2014
3076
التاريخ: 21-10-2014
2700
التاريخ: 21-10-2014
3315
التاريخ: 21-10-2014
2478
|
مقا- قلب : أصلان صحيحان ، يدلّ أحدهما على خالص شيء وشريفه ،
والآخر على ردّ شيء من جهة الى جهة ، فالأوّل- القلب ، قلب الإنسان وغيره ، سمّى لأنّه أخلص شيء فيه وأرفعه ، وخالص كلّ شيء وأشرفه قلبه. والأصل الآخر- قلبت الثوب قلبا. والقلب : انقلاب الشفة ، وهي قلباء ، وصاحبها أقلب.
وقلبت الشيء : كببته ، وقلّبته بيدي تقليبا. والقليب : البئر قبل أن تطوى ، لأنّها كانت أرضا فلمّا حفرت صار ترابها كأنه قلب فإذا طويت فهي الطوىّ.
مصبا- قلبته قلبا من باب ضرب : حوّلته عن وجهه ، وكلام مقلوب :
مصروف عن وجهه ، وقلبت الرداء : حوّلته وجعلت أعلاه أسفله ، وقلبت الشيء للابتياع : تصفّحته. وقلبت الأمر ظهرا لبطن. اختبرته ، وقلبت الأرض للزراعة وقلّبت بالتشديد مبالغة في الكلّ وتكثير. والقليب : البئر ، وهو مذكّر ، والجمع قلب. والقلب من الفؤاد : معروف ، ويطلق على العقل ، وجمعه قلوب. والقالب :
قالب الخفّ وغيره ، ومنهم من يكسرها.
صحا- القلب : الفؤاد ، وقد يعبّر به عن العقل ، لمن كان له قلب ، أي عقل. وقلبت الشيء فانقلب ، أي انكبّ. والمنقلب يكون مكانا ويكون مصدرا مثل المنصرف.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو التحوّل المطلق في مادّىّ أو معنوي ، زماني أو مكاني أو في حالة أو في صفة أو في موضوع.
ويلاحظ في التحوّل : تبدّل في حالة.
وفي التبديل : اقامة شيء مقام آخر وتعقيبه به.
وفي التغيير : جعل شيء متحوّلا الى سوية وغيره في أي جهة.
وفي التصريف : مجرّد الصرف والرّد لشيء بأي نحو كان.
وفي التقليب : تحوّل شديد في شيء مطلقا.
فالقلب المادّي : كما في - {وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ} [الكهف : 18] والزماني : كما في - {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [النور: 44] والمكاني : كما في- {بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [الفتح : 12] وفي جهة الأحوال : كما في- {يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 37] والمعنوي : كما في- {قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ} [الأعراف : 125] وتقلّب في الموضوع : كما في-. {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [النور: 44]. {قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ } [الشعراء : 50] اطلاق هذه الكلمة في مورد يتحقّق السير ملازما بالانقلاب ، بخلاف الرجوع- إنّا اليه راجعون- فانّ النظر فيه الى مجرّد السير اليه.
وأمّا القلب : فهو عضو صنوبري في الجانب الأيسر من الصدر ، يرسل الدم منه الى جميع أعضاء البدن وأجزائه بالشرايين ، ثم يعيده بالأوردة من الأعضاء اليه ، فهو دائما في قبض وبسط وتقلّب ، ولا شيء من أعضاء البدن يكون في تقلّب بالأصالة مثله ، ولهذا يسمّى بالقلب.
وبه يتحصّل الجريان والحركة والحياة في الحيوان ، وهو رئيس في مملكة البدن ، وبه يتعلّق الروح الإنساني ، وبتوقّفه تتوقّف الحياة.
فالقلب المادّي الظاهري هو هذا العضو البدني المنبع للحياة والحركة.
والقلب الروحاني الباطني : هو الروح المجرّد المتعلّق بالقلب البدني ، وبه يتحقّق الحركة والعمل والحياة في القلب والبدن.
وهذا الروح هو النفس الناطقة المدركة المريدة ، وهو حقيقة الإنسان ، و
هو في وحدته كلّ القوى ، وجميع القوى والصفات انّما تنشأ وتتجلّى من الروح ، كما أنّ جميع الأعضاء إنّما يتقوّم حياتها بالقلب.
فالحاكم المطلق في وجود الإنسان ظاهرا وباطنا : هو الروح ، وانّما يحكم في الروحانيّات بغير واسطة ، وفي البدن بواسطة القلب.
وباعتبار التقلّب والتحوّلات المختلفة في القلب : يتّصف بصفات كالسلامة والتكبّر والجبّارية والغلظة والإنابة الإثم والاطمينان والمرض والغفلة والزيغ والعمى والقساوة والخشوع وغيرها.
{بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 89] * ، و. {كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر: 35] ... ، . {بِقَلْبٍ مُنِيبٍ } [ق : 33] ... ، . {آثِمٌ قَلْبُهُ } [البقرة : 283]... ، . {وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل : 106]... ، . {يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ} [التوبة : 117]... ، . {قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} [البقرة : 74].
{بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء : 89] * ، فالقلب له معنى واحد ، وإنّما يستعمل في موارد مختلفة ، باعتبار تحوّلات عارضة له ، فيكون النظر الى تلك الخصوصيّة.
وأمّا النفس والروح فيطلقان باعتبار لحاظ الشخصيّة والتشخّص في الأوّل ، والجريان المعنوي الروحاني في الثاني- فراجع.
فالقلب والنفس والروح بمعنى واحد ، ويطلق كلّ منها في مورد يناسبه : {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب : 4].
_____________________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|