أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
1517
التاريخ: 10-12-2015
1325
التاريخ: 2024-11-10
201
التاريخ: 28-09-2015
1604
|
بعد رحيل النبي صلى الله عليه و آله جرى جدلٌ حول من يخلف النبي، فطائفة كانوا يعتقدون بأنّ النبي صلى الله عليه و آله لم ينصب احداً لخلافته، واوكل هذا الأمر إلى الأمة، بأنْ يجلسوا ويختاروا قائداً من بينهم، القائد الذي يمسك بزمام الحكم، ويحكم الناس باعتباره موكلًا من قبلهم، وإن لم يجر هذا الاختيار أبداً، بل إنّ مجموعة صغيرة من الصحابة قامت باختيار الخليفة في مرحلة، وفي المرحلة الاخرى اتخذ انتخاب الخليفة طابعاً تعينياً، وفي المرحلة الثالثة أُوكِلَ هذا الاختيار إلى مجلس من ستة أشخاص كلهم معينون.
ويطلق على اتباع هذا المنحى «أهل السّنة».
وفريق آخر كانوا يعتقدون بوجوب تعيين الإمام وخليفة النبي صلى الله عليه و آله من قبل اللَّه تعالى، لأنّه يجب أن يكون مثل النبي صلى الله عليه و آله معصوماً من الزلل والخطأ، وذا علم خارق للعادة لكي يتحمل قيادة الأمة معنوياً ومادياً، ويحفظ أساس الإسلام، ويبيّن مشاكل الأحكام، ويشرح دقائق القرآن، ويعمل على استمرار الإسلام.
ويطلق على هذه الطائفة «الإمامية» أو «الشيعة»، وقد أخذت هذه الكلمة من الأحاديث المعروفة والصادرة عن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله.
فقد روي في تفسير الدر المنثور وهو من المصادر المعروفة لدى أهل السنّة عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري تعقيباً على الآية الكريمة : {اولئكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ}، أنّه قال : كنّا عند النبي فأقبل علي عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه و آله : «والذي نفسي بيده أنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة»، ونزلت : {انَّ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ اولئكَ هُمْ خَيْرُ البَريَّةِ}. (البينة/ 7)
فكان أصحاب النبي صلى الله عليه و آله إذا أقبل علي، قالوا جاء خير البرية (1).
ويروي الحاكم النيسابوري وهو من علماء أهل السنة المعروفين في القرن الخامس الهجري هذا المعنى في كتابه المعروف شواهد التنزيل بطرق مختلفة عن النبي صلى الله عليه و آله، وقد تجاوز عدد رواياته العشرين.
منها ما نقله عن ابن عباس، لما نزلت آية : {انَّ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ اولئكَ هُمْ خَيْرُ البَريَّةِ}، قال النبي صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام : «هم أنت وشيعتك» (2).
وجاء في رواية اخرى عن أبي بريدة : لما تلا النبي صلى الله عليه و آله هذه الآية، قال لعلي عليه السلام : «هم أنت وشيعتك يا علي» (3).
كما ذكر هذا الحديث الكثير من علماء الإسلام لاسيما من أهل السنّة مثل ابن حجر في صواعقه ومحمد الشبلنجي في نور الأبصار (4).
بناءً على شهادة هذه الروايات، فإنّ النبي صلى الله عليه و آله هو الذي إختار لأتباع علي عليه السلام ومحبيه هذه التسمية «الشيعة»، فهل يبقى مجال للعجب في انزعاج البعض من هذا الاسم ويعتبرونه شؤماً ونحساً، ويعدون حرف (الشين) الذي في مطلعه سبباً «للشر» و «الشؤم» وسائر الألفاظ التي تبتدئ بحرف الشين؟! على الرغم من أنّ حرف (السين) في مطلع اسم المذهب الآخر، تبترئ به كلمات من قبيل (السُمّ) و (السَرطان) و (السِلّ) و (السَفاحة) وغير ذلك.
إنّ هذه التعابير تعتبر بحق مثيرة للدهشة بالنسبة للباحث الذي يرغب في أن يسير في ظل البراهين المنطقية دائماً. والحال يمكن اختيار كلمات حسنة أو سيئة لكل حروف الهجاء بدون استثناء.
على أيّة حال فتاريخ ظهور الشيعة ليس بعد ارتحال النبي صلى الله عليه و آله بل في حياته صلى الله عليه و آله، حين اطلق هذه الكلمة على محبي واتباع علي عليه السلام، وكلُّ الذين يعتقدون بالنبي صلى الله عليه و آله أنّه رسول اللَّه، يعرفون أنّه لا يتكلم عن الهوى، {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوى* إنْ هُوَ إِلَّا وَحيٌ يُوحى}.
(النجم/ 3- 4)
وإذا ما قال لعلي عليه السلام : أنت وشيعتك المفلحون يوم القيامة فهذه حقيقة.
__________________________
(1) تفسير در المنثور، ج 6، ص 379، ذيل الآية 7، من سورة البينة.
(2) شواهد التنزيل، ج 2، ص 357.
(3) المصدر السابق، ص 359.
(4) الصواعق، ص 96؛ ونور الابصار ص 70 و 101، ومن أجل المزيد من الاطلاع على رواة هذا الخبر والكتب التي ذُكر فيها راجعوا من احقاق الحق، ج 3، ص 287 وما بعدها والجزء 14، ص 258.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|