المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22

احوال معاوية بن ابي سفيان
16-11-2016
أم الخل Vinegar Mother
10-9-2020
أجناس الرذائل و أنواعها
6-10-2016
Consonants NG
2024-03-02
تسميد محصول الطماطم
18-3-2016
Proper Temperature
14-12-2015


ضمانات تنفيذ القوانين القرآنية  
  
6334   09:49 صباحاً   التاريخ: 8-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج8 , ص200- 205
القسم : القرآن الكريم وعلومه / تأملات قرآنية / هل تعلم /

إنّ وجود القوانين الدولية لا يمثل سوى‏ حبرٍ على ورق ، وغاية ما تقوم به من تأثير ذاتي أنّها تنقل النصيحة والموعظة لكن بدون الاستناد إلى‏ أي دليل ، وبعبارة اخرى‏ فإنّ القوانين بحد ذاتها لا تنطوي إلّا على‏ بعد ذهني وفكري ، وحتى تكتسب قيمة اجتماعية تحتاج إلى‏ أن تستند إلى‏ قاعدة معينة تلزم أفراد المجتمع باتباعها والانصياع لها ، وهذه القاعدة هي التي يطلقون عليها عنوان‏ «الضامن التنفيذي» أو «الضمانة التنفيذية».

يتضح جيداً من هذه المقدّمة أنّ قيمة القانون وصلاحيته متوقفة على‏ مدى قوّة الضمانات لتنفيذ هذه القوانين وقدرتها ، فمتى‏ ما كانت الضمانة الإجرائية لأحد القوانين أقوى وأدق كانت قيمتُهُ الاجتماعية أعلى‏ وأكثر.

إنّ الكثير من الضمانات التنفيذية للقوانين تنطوي على‏ آثار سيئة للغاية ، وتخلق مشاكل ومساوي‏ء على‏ صعيد المجتمع؛ وتؤدّي أحياناً إلى‏ الاصطدام وانعدام الثقة ، وسوء الظن بين الأفراد ، أو أنّها تعكس القانون بشكل صارم ورهيب وهذه بحد ذاتها تعتبر خسارة كبرى‏.

ولو كانت الضمانة التنفيذية تستند إلى‏ مجموعة من المباني الثقافية والأخلاقية والعاطفية ، لما اشتملت على‏ أيٍّ من هذه المساوي‏ء.

إنّ العالم المعاصر ومن أجل تطبيق القوانين الوضعية يمر في دوامة قاتلة.

وهذه الدوامة ناشئة من عدم وجود ما يضمن تنفيذ هذه القوانين سوى العقوبات المادية والتي تشمل العقوبات الجسدية أو الغرامات المادية ، هذا من جهة ، ومن جهة أُخرى‏ عدم سن القوانين التي تقضي بمعاقبة المجرمين بالإعدام عند ارتكابهم للجرائم والجنايات الفجيعة والتي يستحق فاعلها ذلك.

إنّ عدم وجود الوازع النفسي والوجداني الذي يضمن تنفيذ القوانين الوضعية ، وكذلك ضعف الضمانات التنفيذية الخارجيه ، أدّى‏ إلى‏ حصول الكثير من المخالفات القانونية وقد ترتب على ذلك ابتعاد الناس عن الضوابط والمقررات وتجذر حالة عدم المبالاة يوماً بعد يوم ، والدليل على ذلك هو كثرة المؤسسات القضائية والسجون في العالم.

وهذا الوضع هو الذي يمكن أن يطلق عليه عنوان‏ «أزمة الضمانة التنفيذية» ، وله نتائج وعواقب غير محمودة ، الأمر الذي جعل المجتمعات الإنسانية بأسرها تدفع ضرائب ثقيلة ، ويمكن الوقوف على‏ شواهد من هذا القبيل في أرقى الدول الصناعية في العالم.

ومن العقبات الاخرى‏ للضمانات التنفيذية في القوانين الدولية المعاصرة ، هو الاقتصار على‏ الأحكام الجزائية وفقدان الجانب الإيجابي في الجزاء أي الاتكاء على العقوبة وترك المكافاة.

إنّ الإنسان يتمتع بقوتين «القوة الجاذبة والدافعة» أو بعبارة اخرى‏ : الميل للحصول على المنافع ودفع المضار ، ولابدّ من الاستعانة بكلا الجانبين في إجراء القوانين ، في حين أنّ عالم اليوم يحصر جلّ اهتمامه على‏ دفع المضار وفي دائرة محدودة أيضاً ، والدليل على‏ ذلك واضح ، لأنّ العالم المادي ليس في جعبته شي‏ء ليجعله بعنوان مكافأة تقديرية أزاء كل من يعمل ببنود القانون.

وعلى‏ ضوء هذه المقدّمات نعود إلى‏ مسألة «الضمانة التنفيذية للقوانين القرآنية» لنرى‏ اشتماله على‏ أقوى الضمانات التنفيذية وأجمعها ، وهذا الامتياز ينفرد به دون غيره.

وقد أُخذت بعين الاعتبار ثلاثة أنواع من الضمانات التنفيذية في القرآن :

1- الضمانة التنفيذية المستمدة من الدولة الإسلامية.

2- الضمانة التنفيذية المستندة إلى‏ الرقابة العامة.

3- الضمانة الذاتية الداخلية أو بتعبير آخر ، الضمانة الناشئة من الإيمان والاعتقاد بمبادي‏ء الإسلام والقيم الأخلاقية والعاطفية.

ففي المورد الأول تقع على‏ عاتق الدولة الإسلامية مسؤولية الوقوف بصورة حدّية بوجه أي شكل من أشكال المخالفة القانونية ، فالخطوة الاولى التي أقدم عليها نبي الإسلام صلى الله عليه و آله بعد هجرته إلى‏ المدينة ، وبعد التغلب على المشاكل العالقة ، هي إرساء دعائم الدولة الإسلامية ، وبيان معالم القوانين الإسلامية ، وملاحقة أي نوع من أنواع الانحراف والشذوذ باعتباره من الذنوب التي تدخل في دائرة (العقوبة الجزائية).

لقد اعتبر الإسلام القوانين القرآنية حدوداً إلهيّة ، ووجه العقوبة إلى‏ كل من يتجاوز هذه الحدود.

فمن جهة يُعرِّف المتخلفين بأنّهم ظالمون يقول تعالى‏ : {وَمَن يَتَعدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الَّظَالِمُونَ} (البقرة/ 229) .

ومن جهة اخرى‏ يؤكد على‏ محاربة الظالمين.

فحينما يذهب القرآن إلى‏ القول : {لَقَدْ ارْسَلنَا رُسُلَنَا بِالبَيِّنَاتِ وَانزَلنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ وَالمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالقِسْطِ وَانزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَاسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعلَمَ اللَّهُ مَن يَنْصُرهُ وَرُسُلَهُ بِالغَيبِ انَّ اللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ} (الحديد/ 25) .

فإنّ معناه : إن شَخْصَ نبي الإسلام صلى الله عليه و آله الذي هو خاتم الأنبياء وسيدهم هو الذي تقع على‏ كاهله هذه المسؤولية قبل أي شخص آخر.

هذا من جانب ، ومن جانب آخر يدعو كل فرد من أفراد الأمة الإسلامية إلى‏ المراقبة في اجراء القوانين الإلهيّة ، ووفقاً لمبدأ «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» ، يلزم الجميع بأن لا يتهاونوا ويتخاذلوا في الوقوف بوجه الانحراف عن القوانين الربانية.

لذا يقول سبحانه في أحد المواضع : {وَالمُؤمِنُونَ وَالمؤمِنَاتُ بَعضُهُم اولِيَاءُ بَعضٍ‏ يَأْمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ويُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}. (التوبة/ 71)

وتتجلّى‏ الأهميّة القصوى‏ لهاتين الوظيفتين في الآية الكريمة من خلال تقديم ذكرهما على‏ الصلاة والزكاة وإطاعة اللَّه والرسول ، والسر في ذلك يقع في أنّ أركان الصلاة والزكاة والطاعة لا تستقيم أعمدتها من دون هذه الرقابة العامة على‏ إجراء القوانين.

وفي موضع آخر حينما يعمد تعالى‏ إلى‏ طرح الصفات المختصة بالمجاهدين في سبيل اللَّه أولئك الذين اشتروا الجنّة من اللَّه تعالى بأموالهم وأنفسهم ، يقول بعد بيان ست صفات من الصفات المتعلقة بهؤلاء المجاهدين : {الآمِرُونَ بِالمَعرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ المُنكَرِ والحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ}. (التوبة/ 112)

وممّا يلفت النظر : إنّه نظراً إلى‏ أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له مراحل مختلفة تبدأ من النصيحة والإرشاد والمواعظ الاخوية ، وتشق طريقها حتى تصل إلى‏ مرحلة التشدد والحزم العملي ، بناءً على‏ ذلك فقد قسمها القرآن إلى‏ قسمين ، جعل القسم الأول في متناول الجميع ، أمّا القسم الثاني فقد جعله في متناول جماعة خاصة تمارس أعمالها تحت إشراف الحكومة الإلهيّة ، ولذا يشير إلى‏ هذا التقسيم بقوله تعالى‏ : {وَلتَكُن مِّنكُم امَّةٌ يَدعُونَ الَى‏ الخَيرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهوَنَ عَنِ المُنكَرِ واولَئِكَ هُمُ المُفلِحوُنَ} (آل عمران/ 104) .

ومن البديهي إنّ الامّة التي تأخذ على‏ عاتقها مسؤولية الرقابة ، على‏ إجراء القوانين ويشاطرها في هذا الشعور بالمسؤولية كافة أفراد المجتمع ، سيكون القانون في أوساطها معززاً مكرماً وصالحاً للتطبيق في الوقت المناسب.

وحينما نخرج من دائرة الرقابة العامة يأتي الكلام عن الرقابة الذاتية ، والروحية والاعتقادية والوجدانية للأفراد على‏ حسن إجراء القوانين وهكذا رقابة تعتبر بحقّ أفضل أنواع الرقابات وذلك لوجود الرادع الذاتي للفرد.

أمّا «الإيمان بالمبدأ» أي بالله عزّ وجلّ الذي هو حاضر في كل حين وهو أقرب إلى‏ العباد من أنفسهم : {وَنَحنُ اقرَبُ الَيهِ مِن حَبلِ الوَرِيدِ}. (ق/ 16)

وسبحان الذي : {يَعلَمُ خَائِنَةَ الاعُينِ وَمَا تُخفِى الصُّدُوُر}. (غافر/ 19)

واللَّه الذي جعل الأرض والزمان وحتى أعضاء بدن الإنسان رقيباً عليه وشاهداً وشهيداً على‏ أفعاله‏ (1).

و «الإيمان بمحكمة القيامة الكبرى‏» بحيث لو كان في صحيفة أعمال الإنسان مقدار ذرة من عمل الخير أو الشر لا حضروها أمامه ، ويلاقي حسابه وجزاؤه : {فَمَن يَعملْ مِثَقالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَهُ* وَمَن يَعملْ مِثَقالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} (الزلزلة/ 7- 8) .

وليست الأمثلة السابقة هي التي تعكس آثار الإيمان بالمبدأ والمعاد فحسب ، بل لدينا مئات الأمثلة من هذه الآيات في القرآن الكريم يعدّ الاعتقاد بها من أفضل الضمانات لتنفيذ القوانين الإلهيّة.

وكم هو الفرق بين من يرى‏ نفسه مراقباً من قبل القوى الامنية والعسكرية التي لا تتجاوز أعدادها الواحد بالألف وبما تمتلك من إمكانيات محدودة ونواقص كثيرة عندما تكون رقيبةً على‏ أعمال الآخرين ، ومع ما تراه لازماً من اتخاذ الاستعدادات الكافية من أجل الدخول في الأماكن الهامة والمنازل العامة ، وما أبعد الهوة بين هذا الشخص وبين من يرى‏ نفسه في كل الأحوال والأمكنة وبدون استثناء خاضعاً لرقابة اللَّه المستمرة والملائكة ، ويعتقد أنّ الموجودات من حوله وحتى‏ أعضاء بدنه ستحتفظ بأعماله وتعلن عنها في حينه.

إنّ الضمانة التنفيذية لا أثر لوجودها في العالم المادي إطلاقاً ، ولهذا السبب لم تتمكن الضمانات التنفيذية الاخرى‏ بأي شكل من الأشكال أن تقف حاجزاً أمام المخالفات الاخرى‏ ، في حين تنحسر هذه المخالفات القانونية في ظل الأجواء الدينية الواقعية التي يكون هذا الضامن التنفيذي فيها فعالًا ، كما تحقق ذلك في زمن حياة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله ففي ذلك الزمان لم يكن لوجود السجون معنى على الاطلاق ، وقلّما كانت تعقد المحاكم القضائية ، فقد كانت شكاوى‏ الناس تتلخص بمجي‏ء بعض الأشخاص أحياناً إلى‏ محضر النبي صلى الله عليه و آله في المسجد ويطرحون دعاواهم ، فيستمعون إلى‏ الأجوبة في المكان نفسه ويخرجون راضين بالحلول العادلة.

وفي الوقت الحاضر أيضاً تصل الجنايات والانحرافات إلى‏ الحد الأدنى‏ في المجتمعات الدينية خاصةً في المناسبات الدينية (من جملتها مناسبة شهر رمضان المبارك).

__________________

(1) الزلزلة ، 4؛ ويس ، 65؛ والنور ، 24.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .